سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصيب النساء بدرجة أكبر من الرجال تنميل وآلام اليد والذراع.. مشكلة واحدة وأسباب متعددة
د. وحيد لبيب استشاري تخطيط الأعصاب والعضلات:
دقة تشخيص مصدر المرض عن طريق تخطيط الأعصاب والعضلات تفيد في سرعة التخلص من الألم
يشتكي البعض في أحيان عديدة من آلام باليد والذراع، مصحوبة بتنميل تختلف درجته من شخص لآخر، كما تختلف حدة الآلام المصاحبة له، دون معرفة أسبابها، أو كيفية التخلص منها، خاصة أن كثيراً من هذه الحالات تحدث أثناء النوم، أو عند الاستيقاظ صباحاً، مما يسبب إزعاجاً كبيراً لهؤلاء المرضى، وتعطيلاً عن أداء أعمالهم. لكن ما هي أسباب حدوث هذا التنميل، وهذه الآلام، وكيفية تشخيصها وما هي وسائل علاجها؟ د. وحيد لبيب محمد استشاري تخطيط الأعصاب والعضلات بمستشفى الحمادي بالرياض يجيب عن هذه التساؤلات، فيقول: يعتبر تنميل وآلام اليد والذراع من الأعراض الشائعة في عيادة تخطيط الأعصاب والعضلات وهي أعراض تصيب الإناث بنسبة أكبر من الذكور، وهناك أسباب متعددة لهذه الأعراض، أكثرها شيوعاً وجود ضغط، أو اختناق، على العصب الأوسط عند الرسغ، وتسمى «متلازمة النفق الرسغي»، ويحدث التنميل في البداية في أصابع اليد فقط أو في أصابع وكف اليد، مصاحباً بألم في اليد أو في الذراع، أو في الطرف العلوي بأكمله، وتكون هذه الأعراض في البداية موجودة فقط مع كثرة استخدام اليد، أو أثناء النوم، مما يتسبب في إيقاظ المريض، أو يشعر بها صباحاً عند الاستيقاظ، ومع تقدم الحالة وإهمال العلاج تستمر هذه الأعراض، وفي حالات الضغط الشديد على العصب قد يحدث ضعف وضمور في بعض عضلات اليد. وهناك أسباب أخرى لتنميل وآلام اليد والذراع، منها: وجود ضغط على العصب الأوسط عند المرفق أو ضغط على العصب الزندي عند المرفق، كذلك وجود ضغط على العصب الزندي عند الرسغ، أو على جزء من الضفيرة الذراعية العصبية، التي توجد أعلى وخلف عظمة الترقوة، وأحياناً يكون السبب في التنميل والآلام وجود ضغط على الجذور العصبية العنقية، أثناء خروجها من العمود الفقري العنقي، بسبب وجود غضروف أو خشونة بغضاريف الرقبة. ويضيف د. وحيد لبيب: ومن الضرورة بمكان تحديد أي تلك الأسباب هو مصدر شكوى المريض، لكي يتم العلاج بصورة صحيحة، ويجب أن نعرف أن العصب الطرفي يتكون من مجموعة من الألياف العصبية، يحيط بها من الخارج نسيج ليفي، ويحيط بكل ليفة عصبية غشاء من الدهون الفوسفورية، ويسمى غشاء المييلين. ويمكن عن طريق تخطيط الأعصاب والعضلات تحديد أي عصب هو مصدر شكوى المريض، كذلك تحديد مكان اعتلال العصب، فمثلاً يمكن أن يكون عند الرقبة، أو عند المرفق، أو عند الرسغ، ومعرفة سبب اعتلال العصب، وهل هو وجود ضغط أو اختناق على العصب، يتطلب إزالة ذلك الضغط جراحياً، أو التهاب بالعصب يمكن علاجه دون تدخل جراحي. كما يفيد تخطيط الأعصاب والعضلات في تحديد نوع اعتلال العصب، وهل هو اعتلال بالألياف العصبية أم في الغشاء الخارجي المحيط بالليفة العصبية - غشاء المييلين - أو كلاهما، وهذا بدوره يحدد نوعية العلاج، جراحياً أو غير جراحي، ومدى تحسن الحالة بعد العلاج، كذلك تحديد مدى اعتلال العصب، والنسبة المئوية لذلك الاعتلال، مما يساعد على توقّع مدى التحسن بعد العلاج، وعلى سبيل المثال بالنسبة لتحديد العصب مصدر الشكوى نجد أن أعصاب الطرف العلوي كثيرة، وهي تتكون من الجذور العصبية العنقية التي تخرج من العمود الفقري العنقي، والتي تكون بعد ذلك الضفيرة العصبية الذراعية، والتي توجد في منطقة الرقبة أعلى، وخلف عظمة الترقوة، وتتحد مكونات الضفيرة العصبية الذراعية بعضها مع بعض، ثم تنقسم لكي تكوِّن في النهاية الأعصاب الطرفية، التي تتخذ مسارها في الطرف العلوي بدءاً من الإبط إلى المرفق، ثم إلى الرسغ، ثم إلى اليد والأصابع. أما بالنسبة لتحديد موضع اعتلال العصب، فيمكن أن يكون اعتلال العصب موجوداً في عدة أماكن عبر مسار العصب، فمثلاً العصب الأوسط يمكن أن يكون الاختناق عند الرسغ (اليد)، أو أسفل المرفق، أو عند المرفق، أو أعلى المرفق، فإذا كانت شدة الاختناق بالدرجة التي تحتاج لتدخل جراحي لإزالة سبب الضغط على العصب، فلابد بالطبع من تحديد موضع الاعتلال بدقة، لكي تتم الجراحة المطلوبة سواء لإزالة الضغط، أو تسليك العصب، في المكان الصحيح، أما إذا تمت العملية في غير مكان الاختناق فإن ذلك بالطبع لا يؤدي إلى شفاء المريض، ونفس الشيء عند تحديد سبب اعتلال العصب، فيمكن أن يكون سبب الاعتلال إما ضغطاً على العصب، وإما التهاباً بالعصب، وفي الحالة الأولى - وجود ضغط - عادة يتطلب الأمر إزالة الضغط جراحياً، أما في الحالة الثانية - وجود التهاب بالعصب - فليست هناك حاجة للتدخل الجراحي. أما أنواع الاعتلال التي قد تصيب العصب، فيوجد ثلاثة أنماط لذلك الاعتلال: اعتلال موضعي بغشاء المييلين، وهذا يعطي تحسناً سريعاً وكاملاً بعد عمليات تسليك العصب، والحالات البسيطة لا تحتاج لتدخل جراحي، واعتلال بالألياف العصبية، ونتائج تحسن هذا النوع أقل من سابقه، والاثنان معاً، وهنا بعد إجراء الجراحة المطلوبة يحدث تحسن سريع وجزئي تبعاً لنسبة اعتلال غشاء المييلين، وتحسن بطيء بحسب نسبة اعتلال الألياف العصبية. ويضيف استشاري تخطيط الأعصاب والعضلات بمستشفى الحمادي: ومن الأهمية تحديد مدى اعتلال العصب، فمثلاً إذا كان اعتلالاً موضعياً بغشاء المييلين، فيمكن عن طريق تخطيط العصب تحديد النسبة المئوية لهذا الاعتلال، ويمكن أيضاً تحديد النسبة المئوية لاعتلال الألياف العصبية، حيث إن معدل التحسن بعد عملية تسليك العصب يتناسب عكسياً مع نسبة اعتلال الألياف العصبية، فكلما زادت نسبة اعتلال الألياف العصبية، كان معدل التحسن بطيئاً، ولا بد من شرح ذلك الأمر للمريض حتى لا يكون تأخر التحسن مصدراً للشك في صحة تشخيص الحالة أو طريقة علاجها. ومما سبق تتضح أهمية رسم الأعصاب والعضلات في تشخيص أسباب تنميل وآلام اليد والذراع، وأيضاً في تقييمها وتحديد خطة العلاج المناسبة جراحياً أو غير جراحي، وتوقع نسبة وسرعة التحسن بعد العلاج.