تلقت اندونيسيا دعم استراليا وهي قوة اقليمية كبرى في جنوب آسيا وذلك في الحرب التي تخوضها اندونيسيا ضد انفصال إقليم آتشاي حيث عارضت استراليا انفصال الاقليم، وفي ذات الوقت سعت جاكرتا لتهدئة مخاوف سكان الاقليم وبدأت في حراسة الحافلات والشاحنات وسط مخاوف من أن يتسبب غياب الامن على الطرق في نقص الغذاء. وبدأت الشرطة حماية حافلات المدارس والحافلات العادية في منطقتي بيريون وبيدي على ساحل آتشاي الشمالي اللتين شهدتا قتالاً عنيفاً في الاقليم منذ شنت قوات الحكومة هجوماً على متمردين انفصاليين الاثنين الماضي بعد انهياراتفاق سلام وقع منذ خمسة اشهر. ويقول القائمون على تشغيل الحافلات والشاحنات انها تتعرض للهجوم والتقى ممثلون عن شركات الشحن بالحاكم عبد الله بوتيه وطلبوا منه حماية شاحناتهم التي تأتي بالبضائع الرئيسية. وقال بوتيه ان السلطات تحقق في كل الاخطار. وساورت التجار والسكان في العاصمة الاقليمية باندا آتشاي مخاوف من نقص الخضراوات وزيت الطهي واللبن المسحوق قائلين ان بعض الاسعار ارتفعت بحدة. وقالوا ان على الجيش ان يبدأ في مرافقة القافلات. وقال احد التجار«العربات لا تريد الحضور هنا. الوضع ليس آمنا على الطرق».وذكر الجيش ان اجمالي عدد القتلى تجاوز 60 منذ اعلان الاحكام العرفية قبل اسبوع، بينما قال متمردو حركة آتشاي الحرة ان العدد يتجاوز مئة معظمهم من المدنيين. ومن جانب آخر حذَّر وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر أمس الاحد من أن أستراليا ربما تواجه منطقة غير مستقرة إذا ما حصل إقليم آتشاي على استقلاله. كما استبعد داونر تدخل أستراليا بأية وسيلة للتحقق من ادعاءات بأن الجيش الاندونيسي قد قتل مدنيين غير مسلحين في الاقليم المتمرد. وقال داونر إن أستراليا لا ترى شيئاً سوى الخطر في تجزئة إندونيسيا.وصرح داونر لراديو «ايه. بي. سي» الاسترالي قائلاً «خوفي أنه إذا ما بدأت إندونيسيا كدولة في الانقسام تدريجيا. وإذا ما بدأت عملية التخلي عن الحدود الاستعمارية، فإن هذا سيولد سلسلة من ردود الفعل». وأضاف «أعتقد أن هذا سيوجد وضعاً أمنياً كارثياً في جنوب شرق آسيا وسيضع أناس في مواجهة أناس آخرين في المنطقة وربما يكون لهذا مضاعفات دولية مباشرة». وقال داونر إن سفير أستراليا في إندونيسيا ديفيد ريتش بحث مسألة آتشاي مع وزراء اندونيسيين يوم الجمعة. وثمة تأكيدات بأن جاكرتا تركت الباب مفتوحا أمام المفاوضات مع حركة آتشاي الانفصالية. وخلص داونر إلى القول «القرار الآن في يد حركة آتشاي بأن تتوجه إلى الاندونيسيين وتقول إنها ستتخلى عن أسلحتها وتعود إلى مائدة التفاوض والاندونيسيون سيقبلون هذا».