سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جازان.. أرض الحبر والقلم الغنية بكنوزها الأدبية جازان لؤلؤة الجنوب..عروس الفل والكادي 5 / 6 (الجزء الثاني)
«ابن زارع» أول من كتب القصة في جازان
«السنوسي» أبرز شعراء المنطقة .. و«حوليته» أشهر القصائد
حلقات كتبها ورصدها: إبراهيم بكري ثقافة جازان غنية عن التعريف جازان قد لانكون مبالغين لو وصفناها بالأرض الخصبة للابداع أرض الحبر والقلم أرض الشعر والنثر أرض جازان مخطوطات ودواوين ومجلدات تقف شامخة في الساحة الأدبية ما أنجبته جازان من أجيال ثقافية على مر سنين جعلها تختال في سماء الأدب بألوانه لتحكي تاريخ شموخها وأصالتها وعراقتها سنتناول في حلقة اليوم قطرة من بحر ثقافة جازان الغنية بأدبائها: الحركة الثقافية الأدبية بجازان الحالة الأدبية في منطقة جازان في القرن الرابع عشر والعقد الأول من القرن الخامس عشر «لمحات تاريخية»: هذه لمحات عن الحالة الأدبية في منطقة جازان في القرن الرابع عشر والعقد الأول من القرن الخامس عشر، وأود قبل الحديث عن أبرز اعلام الادب في هذه المنطقة الإشارة الى ان بعض المبدعين قد برز في أكثر من فن، فهناك من يكتب القصة والمقالة ويكتب الشعر، لكنني لم أتناوله الا في الفن الذي اشتهر به، أو طغى على غيره من نتاج، فهي لمحات عابرة أردت من خلالها تسليط الضوء على الأدب في هذا الجزء العزيز من بلادنا الغالية. التأليف والرسائل والمقامات تعد منطقة جازان من أشهر مراكز التأليف في جنوبي الجزيرة العربية، فقد عرفت في القرون الماضية بمدنها العلمية المشهورة، وبوفرة علمائها الذين أثروا الحياة العلمية آنذاك بمؤلفاتهم التي مايزال أغلبها مخطوطاً. وأكثر المؤلفات في الثلثين الأولين من القرن الرابع عشر الهجري في العلوم الدينية، اما النتاج في ميدان النثر الادبي فكان قليلاً وذلك لأنه لم يحظ بنصيب وافر من عناية العلماء والمثقفين، وإذا اسهم بعض هؤلاء العلماء بشيء من النتاج الأدبي كان ذلك استجابة عفوية للنزعة الأدبية في انفسهم. ومن العلماء الذين شاركوا في هذا المجال الشيخ عبدالله بن علي العموي بكتابه «المداد الذهبي بشرح منظومة الأديب الهبي» والشيخ يحيى بن موسى الحازمي بكتابه «شرح قصيدة بانت سعاد» وكان الكتاب في معظم الاحيان يستخدمون الاساليب الادبية التقليدية من انواع البديع لكنهم اقل تكلفاً من كتاب القرن الثالث عشر الهجري وفي الثلث الاخير من القرن الرابع عشر الهجري والعقد الاول من القرن الخامس عشر تعددت الدراسات الادبية، وتخلصت الكتابة من الاساليب المتكلفة، فقرأنا الاسلوب المحكم، الذي يكشف عن الثقافة متعددة الجوانب، وافضل من يمثل هذا الاسلوب الاستاذ محمد بن احمد العقيلي، وذلك من خلال كتبه التي بدأ نشرها في سنة 1374ه، إذ صدر له في هذه السنة «ديوان السلطانيين دراسة وتحقيقاً وتحليلاً» ثم اخذت كتبه الاخرى تصدر تباعاً منها: دراسة عن الشاعر الجازاني «ابن هتيمل الضمدي» نشرت في سنة 1380ه، واخرى عن الشاعر الجازاني «ابن شاجر الذروي» نشرت سنة 1385ه ومن الكتب الاخرى التي صدرت بعد ذلك لبعض الادباء الجازانيين: «مع الشعراء» دراسات وخواطر ادبية لمحمد بن علي السنوسي، وقد نشر في سنة 1397ه و«القصص الاسلامي في عهد النبوة و الخلفاء الراشدين» لأحمد بن حافظ الحكمي، نشر في سنة 1397ه ايضاً وسنابل الشعر لعلي بن محمد العمير، وقد نشر في سنة 1402ه و«أبجديات في النقد والأدب» لحجاب بن يحيى الحازمي، نشر في سنة 1405ه و«السمكة والحر» لعلوي طه الصافي، نشر في سنة 1408ه و«الاتجاه الاسلامي في الشعر السعودي الحديث قيمه الفنية في موازين النقد» لمحمد بن عبده شبيلي، نشر في سنة 1410ه. اما الرسائل الاخوانية فقد دأب الكتاب في الثلثين الاولين من القرن الرابع عشر الهجري على استهلالها بالمحسنات البديعية المتكلفة غالباً، وقد يقل استخدام تلك المحسنات ويضعف الاسلوب عند الدخول في الغرض الذي انشئت من أجله الرسالة. ومن اقرب الامثلة على ذلك تلك الرسالة التي بعثها الشيخ عبدالله بن علي العمودي «احد علماء ابي عريش» الى عبدالرحمن بن علي الامير التي يقول فيها «الى حاوي الكمال، صاحب المزايا والافضال، وصاحب الابرام والاحكام، ومنقح الفتاوى والاحكام، ارجو اذا وجدتموها او بعضها مع احد لاتقصروا، واذا لديكم احد الديوانين ابن هتيمل او الجراح تمنوا بدالك عارية». وبدأ الكتاب في التخلص من التكلف البديعي في كتابة الرسائل في الثلث الاخير من القرن الرابع الهجري، فتجنبوا الصنعة اللفظية، ومالوا الى سهولة التعبير، واصبح هذا الاسلوب النمط السائد في كتابة الرسائل الى وقتنا الحاضر. والى جانب هذه الرسائل الاخوانية وجد بعض الرسائل العلمية التي تتناول موضوعاً دينياً او تاريخياً، كرسائل الشيخ حافظ بن احمد الحكمي، وكرسالة الشيخ علي بن محمد السنوسي التاريخية «السماط الممدود في رباط المحبة والعهود مابين الأدارسة وآل سعود» ويعد فن المقامات احد الانواع الادبية التي طرقها ادباء جازان في القرن الثالث عشر الهجري، وقد احيا هذا الفن في القرن الرابع عشر الهجري على يد عبدالله بن علي العمودي الذي انتج بعض المقامات الادبية لكنها كانت اقل جودة من مثيلاتها في القرن الثالث عشر الهجري، واكثر مخالفة للمنهج التقليدي. المقالة اما المقالة فكان شأنها كشأن المقالة في البلاد العربية الأخرى، حيث نشأت في حضن الصحافة، واستمدت منها نسمة الحياة وخدمت اغراضها المختلفة وكانت صحف المملكة ومجلاتها مسرحاً لأدباء جازان فقد كتب محمد بن زارع بن عقيل ومحمد بن احمد العقيلي المقالة التاريخية منذ وقت مبكر اذ ان اول مقالة تاريخية ينشرها محمد بن زارع عقيل حسب اطلاعي كانت في سنة 1373ه في مجلة المنهل وأول مقالة تاريخية ينشرها العقيلي كانت في سنة 1373ه، ومن اوائل من كتب المقالة النقدية محمد بن علي السنوسي ومحمد بن احمد العقيلي وكانت البداية لكل منهما في مجلة المنهل في سنة 1376ه ومن كتابها: علي بن محمد العمير وهاشم عبده هاشم وعلوي بن طه الصافي وعلي بن احمد بن رفاعي وناصر بن قاسم وكان علي بن محمد العمير قد بدأ الكتابة في مجلتي المنهل والرائد في سنة 1379ه ثم مجلة الجزيرة ثم في جريدة عكاظ وبدأ هاشم بن عبده هاشم في المنهل في سنة 1377ه ثم الرائد في سنة 1379ه ثم تعددت مشاركته في مختلف الصحف والمجلات.. اما علوي الصافي فقد بدأ الكتابة في مجلة الرائد في سنة 1380ه ثم واصل الكتابة في اغلب صحف المملكة ومجلاتها، وله مناوشات نقدية في مقالات كان ينشرها في مجلة اليمامة في اواخر عام 1389ه باسلوب فيه من السخرية المرة والعنف والشدة واللوم والتقريع وقد كتبها تحت عنوان رسائل الى الادباء لكنه في اغلب مقالاته يتحدث عن انعزال هذا الاديب او ذاك عن المشاركة الادبية والشعرية بحديث عابر دون نقدية فاحصة تجمع بين العمق والاستقصاء. وكان الكاتبان علي بن رفاعي وناصر بن قاسم قد بدآ في كتابة بعض الانواع المقالية منذ سنة 1376ه في مجلة المنهل وتميز رفاعي بالثقافة الادبية الواسعة.. ولا تخلو اغلب مقالاته من المسحة التأملية والروح الفلسفية يشاركه ناصر بن قاسم في المستوى الثقافي وتنوع الانتاج المقالي ويزيد عليه باهتماماته التاريخية. وفي المقالة الاجتماعية برز كل من علي بن محمد العمير وهاشم بن عبده هاشم وعلوي بن طه الصافي باهتمامهم بالقضايا الاجتماعية، وعلي بن محمد العمير ذو اهتمام بالمضمون وليس له عناية كثيرة بالشكل فوصول الفكرة الى المتلقي غاية مايسعى اليه، يمتاز اسلوبه بالوضوح ويغلب عليه الذاتية والسخرية اللاذعة اما هاشم بن عبده هاشم فذو اسلوب قوي ملحوظ واضح السمات، ويمتاز الصافي برشاقة التعبير وتوافر عامل التشويق في مقالاته اذ يعمد في بعض الاحيان الى ايراد حكاية قصيرة جداً في سياق مقالاته يستميل قارئه ويستعين بها على توضيح فكرته. وقد برز الصافي ايضاً في المقالة الوضعية فكتب عن انطباعاته في الرحلات التي قام بها في صور حية تثير الوجدان، اما المقالة السياسية فأبرز كتابها من الجازانيين هاشم عبده هاشم وقد حفلت جريدة عكاظ بأكثر مقالاته السياسية وهي في الغالب تحليل السياسة الجارية. القصة تأخر ظهور فن القصة في المملكة العربية السعودية الى منتصف القرن الرابع عشر الهجري ولم يظهر في منطقة جازان إلا في اوائل القرن الثامن. ويعد محمد بن زارع عقيل اول من كتب القصة في المنطقة وأولى قصصه «قلب الأسد» قصة قصيرة نشرتها مجلة المنهل في ربيع الأول سنة 1375ه. ثم نشرت له المجلة نفسها مجموعة من القصص القصيرة التي عالجت بعض المشكلات الاجتماعية هذه القصص هي «عائشة بنت المعلم، الوفاء، مناجاة هدهد، جهاد امرأة» وله قصص قصيرة اخرى لم تنشر ونشر روايته الاولى «ليلة في الظلام» في سنة 1380ه في مجلة المنهل وقد عبرت عن بعض العادات والتقاليد السائدة في المنطقة ثم نشر روايته الثانية «أمير الحب» في سنة 1385ه في المجلة نفسها وهي اول تجربة للرواية التاريخية في المملكة العربية السعودية وقد تأثر فيها بجرجي زيدان اما رواية محمد زارع عقيل الثالثة «بين جيلين» فقد نشرها نادي جازان الادبي في سنة 1410ه وهي تتحدث عن «الريف الجازاني بما يطبعه من قساوة الطبيعة» وبما يتطلب من صبر ووفاء وتضحية وان شئت فقل ان القصة تعبر عن مرحلة اجتماعية وحضارية يمر بها المجتمع الجازاني في الريف فهي تصف القرية وتقاليدها واعرافها ونفسية اهلها ولاسيما النفسية المحافظة.. وكتب طاهر عوض بن سلام اربع روايات هي «الصندوق المدفون» سنة 1401ه «فلتشرق من جديد» سنة 1403ه «قبو الأفاعي» سنة 1403ه «عواطف محترقة» سنة 1406ه وعدد من القصص القصيرة ضمها في مجموعتين هما «السفن المحطمة، والندم» طبعت الاولى سنة 1410ه والثانية 1412ه ويغلب على كتابته الجانب الاجتماعي الواقعي مبدياً اهتمامه بالمضمون اكثر من اهتمامه بالبناء الفني واسهم في كتابة الرواية عمر بن طاهر زيلع برواية «القشور» وحسن بن ناصر المجرشي برواية «الحب الكبير» واحمد بن علي حبيبي برواية «دموع الندم». وظهرت مجموعة حجاب بن يحيى الحازمي القصصية «وجوه من الريف» في سنة 1401ه متزامنة مع ظهور الرواية الاولى لطاهر عوض سلام وهما يشتركان في وصف البيئة الريفية وابرز اغلب عناصرها يشاركهما في ذلك محمد بن زارع عقيل في اغلب انتاجه وبعض الكتاب الاخرين. وكان علوي طه الصافي قد بدأ نشر قصصه في حوالي منتصف العقد التاسع من القرن الرابع عشر الهجري في مجلة اليمامة وجريدة البلاد والمدينة وعكاظ وغيرها وقد صدرت مجموعته الاولى «مطلات على الداخل في سنة 1400ه ومجموعته الثانية «أرزاق يا دنيا ازاق» سنة 1409ه ومجموعته الثالثة «كنت في الطائرة المخطوفة» في سنة 1410ه وقد استقى مضامين قصصه من بيئته التي عاش فيها ناقداً بعض العادات السيئة المتعطشة في مجتمعه باسلوب لا يخلو من السخرية في اغلب الاحيان وهو كاتب جريء اخذت مجموعته «مطلات على الداخل» ابان صدورها شكلاً مغايراً لما في الساحة الادبية فاثارت بعض قصصها خلافاً بين النقاد حول الشكل الفني الذي يمكن ان تدرج فيه. يقول الاستاذ عبدالرحمن الربيعي: قدم لنا علوي الصافي قصصا تختلف عن قصص زملائه والاختلاف هو ان قصصه تشكل نمطاً خاصاً انها تنتهي الى ما يمكن تسميته نقديّاً بالقصة القصيرة جداً ان مجموعة «مطلات على الداخل» نكهة متميزة في مذاق القصة السعودية.. ونشر عبده خال مجموعته القصصية «حوار على بوابة الارض» سنة 1407ه وفيها توظيف للأسطورة وقدرة على استغلال الحكاية الشعبية والاستفادة من كل عنصر من عناصرها ويعد هذا التوجه الفني من ابرز الخصائص الحداثية في الادب المعاصر «القصة، الشعر» وان كان يبدو في الشعر اكثر وضوحاً وأكثف وجوداً لأنه اقرب الى طبيعة الشعر وكلما اقتربت القصة القصيرة من الشعر كان التوظيف الاسطوري اوضح، وقد استطاع عبده خال ان يرتقي بالمستوى الفني لقصصه بما بث فيها من صياغة ومن بناء وما اصطنعه من طاقات لغوية وفرت النغمة الشعرية في الكثير منها ومن كتاب القصة القصيرة الذين يشتركون معه في توفير النغمة الشعرية في نتاجهم القصصي عمر بن طاهر زيلع وعبدالعزيز بن علي الهويدي و يشاركهما في ذلك من الجيل التالي: حسن بن حجاب الحازمي ونجوى بنت محمد بن هاشم، والهويدي مقل في نشر نتاجه القصصي ومن كتاب القصة المقلين ايضاً سهلي بن سهلي عمر. وتعدد كتاب القصة القصيرة في العقد الاول من القرن الخامس عشر الهجري وبرزت اسماء اخرى منها: احمد بن ابراهيم بن يوسف ومحمد بن منصور المدخلي وعمرو بن محمد العامري، وظهر القلم النسائي فبرزت نجوى بنت محمد هاشم بكتابتها القصصية ذات المنحى الاجتماعي واصدرت مجموعتها القصصية «السفر في ليل الاحزان» في سنة 1406ه وعلى الرغم من انها في بداية النضوج الفني كان لاغلب قصصها صدى لدى المهتمين بهذا الفن، وقد يتضح للمتابع ان السمة العامة التي يشترك فيها كتاب القصة في منطقة جازان هي الاهتمام بقضايا مجتمعهم والاستقاء من معين البيئة الذي لاينضب. الشعر عاش الشعر منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري حتى اوائل العقد السابع منه في احضان العلماء وكان لاولئك العلماء نشاط فكري متعدد فلم ينل الشعر الا جزءاً محدوداً من ذلك النشاط، وكان الشعر في الثلث الاول من ذلك القرن ضعيفاً ولم يعرف آنذاك إلا الشعراء المقلدون امثال علي بن عبدالرحمن النعمي، وفي الثلث الثاني تقدم الشعر قليلاً ويعد الشيخ علي بن محمد السنوسي ابرز شعراء المنطقة في عصره والقرنين السابقين له، وكان من عادته سنوياً ان ينظم قصيدة حولية يقوم بانشادها في مواسم الاعياد في قصر امارة جازان فيضيف بعمله هذا الى جانب جمال العيد الاجتماعي جمالاً ادبياً خاصاً يظل المجتمع الجازاني يتحدث عنه طوال ايام العيد في انديته واسماره.. والشيخ علي السنوسي في المقدمة من شعراء بلادنا في النصف الاول من القرن الرابع عشر الهجري وهي الفترة التي برز فيها فحول معدودون من امثال الاسكوبي وابن عثيمين وخالد الفرج وابن بليهد وابن مبارك، واذا كان شعر هؤلاء متفاوتاً في ميدان الاجادة، فان الشيخ علي السنوسي يقع فيه وسطاً بل انه يدنو حيناً في شعره من ابن عثيمين فحل ذلك الزمان. وكان اتصال المنطقة بالحجاز قد بدأ في حوالي منتصف العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري عن طريق جريدة ام القرى ثم صوت الحجاز ومجلة المنهل ففي سنة 1359ه نشر ثلاث قصائد في مجلة المنهل وكانت تصل اليه بعض الصحف انذاك من الحجاز، وفي اواخر العقد السادس واوائل العقد السابع بدأت محاولات بعض الناشئة آنذاك كمحمد العقيلي ومحمد السنوسي اذ نظم كل منهما قصيدته الاولى في سنة 1359ه ثم بدأ في سنة 1366ه بنشر شعرهما في بعض الصحف والمجلات في الحجاز واصدر في حوالي سنة 1373ه ديوان: «شعراء الجنوب» الذي يضم قصائد لهما واخرى للشيخ علي السنوسي وللشاعر: احمد بن عبدالفتاح الحازمي، وكانت فكرة اصدار هذا الديوان قد انشقت من الاستاذ: العقيلي فلقيت قبولاً لدى صديقه السنوسي الذي يحدثنا عن ذلك فيقول: قال لي صديقي العقيلي: الا ترى يا اخي ان نجمع قصائدنا وننشرها في كتاب ولم يكن في ذلك الوقت في جازان مطابع ولا حركة ادبية وكانت ثقافتنا قائمة على الجرائد وعلى الكتب التي نجدها عند الوالد وعند الشيخ عقيل بن احمد فقلت: بلى فقمت واعتكفت في بيتي شهراً، وهو اعتكف في بيته شهراً لنجمع القصائد الصالحة للنشر، طبعنا القصائد هذه في عدن تم هذا على يده اذ ارسل قصائدي وقصائده واخترنا للوالد بعض القصائد كما طلبت من الشاعر احمد الحازمي اعطاءنا ما عنده وطبع الكتاب فخرج اول كتاب عن شعراء الجنوب تأليف محمد السنوسي ومحمد العقيلي فيه ترجمة لوالدي رحمه الله وترجمة للاستاذ العقيلي وترجمة لي وترجمة لأحمد الحازمي وهو المصدر الاساسي لانطلاق الشعر والادب في جازان. والى جانب هؤلاء كان الشيخ حافظ الحكمي «13421377ه» ينظم شعراً تعليمياً ويعد الشيخ حافظ من اقدر علماء جازان على قول الشعر فقد كان يعشق الشعر منذ صغره ويحفظه ويقوله سليقة دون تكلف فلا غرابة اذا رأينا يخرج اكثر مؤلفاته نظماً، ولقد كان اكثر ما يقول شعراً في غير ما كتبه من منظومات علمية اما نصيحة او مساجلة لصديق او وصفاً او خاطرة إلا انه لم يدون جل ما قال ان لم يكن كله وما بأيدينا منه الآن نزر يسير جداً احفظه عن بعض تلاميذه وله منظومات في التوحيد والمصطلح والفقه واصوله والتاريخ والسيرة وفي النصائح والاداب العلمية وهي مطبوعة وقد ذكر ابنه الاستاذ الدكتور احمد ان لوالده بعض الرسائل والمنظومات التي لم تطبع وكان علي بن حسين الفيفي احد الشعراء المتميزين في ذلك الجيل وديوان «شعراء من الجنوب» أول الدواوين الصادرة في المنطقة في العصر الحديث كما ذكرنا آنفاً ثم اصدر الشاعر محمد بن علي السنوسي ديوانه الاول «القلائد» في سنة 1380ه فكان اول شاعر يصدر ديواناً في المنطقة في هذا العصر يليه علي بن حسين الفيفي الذي اصدر ديوانه الاول «اجراس» في سنة 1388ه ثم محمد بن احمد العقيلي حيث صدر ديوانه الاول «الانغام المضيئة» في سنة 1391ه. ومن ابرز الشعراء الذين ظهروا بعد ذلك الشيخ علي بن قاسم الفيفي واحمد بن عبد باهادون العطاس وعلي بن احمد النعمي وعلي بن محمد صيقل وحجاب بن يحيى الحازمي ومحمد بن علي البهكلي وحسين جبران كيرري وابراهيم بن عبدالله مفتاح وحسن ابو طالب القاضي. ففي الثلث الاخير من القرن الرابع عشر الهجري خطا الشعر في هذه المنطقة خطوات واسعة حتى ساير الشعر في انحاء البلاد واقتحم ساحة الشعر العربي عن طريق بعض اعلامه وفي طليعتهم شاعر الجنوب محمد بن علي السنوسي الذي يعد اكثر ادباء مصر والشام والعراق وبعض البلاد العربية الاخرى وترجمت بعض قصائده الى اللغة الايطالية ونشرتها مجلة الشعراء الصادرة في روما. وكان العقد الاخير من القرن الرابع عشر الهجري بداية لظهور جيل من الشعراء اسهموا في تنشيط الحركة الادبية في المنطقة وقد تزامن ظهورهم مع افتتاح النادي الادبي في جازان فكان لرعايته اثر في دفعهم قدماً ومن ابرزهم: احمد بن يحيى البهكلي وابراهيم بن عمر صعابي واحمد بن عليل فقيهي ثم منصور بن محمد بن دماس مباركي وحسن بن يحيى ضائحي وعبدالواسع بن سعيد بن عبده ويبدو ان الشاعر حسن ابو علة اقرب ما يكون من شعراء هذا الجيل فهو شاعر مجيد بدأ النشر متأخراً على الرغم من انه يفوق هؤلاء سناً، ويأتي منتصف العقد الاول من القرن الخامس عشر الهجري مؤذناً ببداية ظهور جيل من الشعراء الشباب اخذوا بنشر انتاجهم الجيد ماضين بجسارة منبعها الثقة المغروسة في نفوسهم التي تعد احدى ثمار تلك الرعاية التي اولاها النادي الادبي للمبدعين في المنطقة سواء في القصة او الشعر. ومن ابرز شعراء هذا الجيل: حسن بن حجاب الحازمي وعلي بن محمد الامير وحسين بن احمد النجمي واحمد بن يحيى عطيف وابراهيم بن حسين زولي وايمن عبدالحق ومحمد ابراهيم يعقوب وغيرهم، لقد كان لرعاية النادي الادبي بجازان كبير الاثر في دفع شباب المنطقة قدماً. ومن آثار تلك الرعاية طبع انتاجهم الجيد واشراكهم في انشطته الثقافية كالامسيات والندوات والمسابقات وبعض الانشطة الاخرى ولا ريب ان هذا التشجيع للادباء الناشئين عامل مساعد في دفع عجلة الثقافة في بلادنا وأحد الاهداف المهمة التي من اجلها انشئت الاندية الادبية. نادي جازان الأدبي نبعت فكرة انشاء الاندية الادبية من قناعات لدى رواد الفكر والثقافة، وعلى رأسهم حكومتنا الرشيدة، باتساع القاعدة الثقافية في بلادنا بما تزخر به من مواهب ابداعية في شتى مجالات الابداع والثقافة، فكانت الاندية الادبية تحقيقاً لآمال وتطلعات الرواد وارباب الفكر والقلم الذين تزخر بهم بلادنا، كما كانت في اهم معانيها تجسيداً للبعد الحضاري الذي اخذ سياقه يتسع ويتسع باطراد وفق الايقاعات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية باتجاه المستقبل، ومن جهة اخرى فانها تعد منجزاً من المنجزات يكاد يكون فريداً من حيث التحقق ومن حيث الوظائف والمعطيات التي لانعلم توافرها عبر الاندية المماثلة في المجتمعات الاخرى، فالاندية الادبية الثقافية في المملكة تمنح فرصاً كبيرة لروادها، بدعم مشاريعهم الثقافية وابداعاتهم الادبية والفنية ولموهوبيها باحتضان معطياتهم وابرازها صقلاً وتوجيهاً وحضوراً ولجمهورها بما تهيئ له من فرص اللقاء المباشر بهؤلاء واولئك عن طريق قنواتها المتعددة. كما اكدت الاندية انها من اهم مصادر تغذية القنوات الاعلامية والصحافة منها بوجه خاص، بما توفره لها من موارد وموضوعات واخبار تغطي مساحات كبيرة من صفحاتها وملاحقها الثقافية اليومية والاسبوعية والشهرية، بل اصبحت الاندية نفسها تصدر الملفات والنشرات والاصدارات الدورية بطرائق متنوعة تعكس واقع المستويات الثقافية في بلادنا الطيبة. وجاء نادي جازان واحداً من المجموعة الاولى التي صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب بانشائها عام 1395ه. وتأسيساً على تلك التوجيهات تكونت اللجنة التأسيسية وتم اختيار اول رئيس لمجلس ادارة النادي، وهو المؤرخ الشاعر الاستاذ محمد بن احمد عيسى العقيلي، الذي استمر حتى عام 1400ه، ثم خلفه الشاعر الاديب الاستاذ محمد بن علي السنوسي رحمه الله من عام 1400ه حتى توفاه الله في 7/10/1407ه. ثم قام بالعمل الاستاذ عمر طاهر زيلع بالنيابة حتى صدور التوجيهات الكريمة بالتشكيل الجديد اعتبارا من بداية عام 1413ه المقتضي تعيين الشاعر الاديب الاستاذ حجاب بن يحيى الحازمي رئيساً للنادي، وتعيين الاستاذ الشاعر احمد يحيى البهكلي نائباً للرئيس، والاستاذ عمر طاهر زيلع سكرتيرا للنادي، واضافة عضو جديد هو الشاعر الاستاذ ابراهيم بن عبدالله مفتاح الى مجلس ادارة النادي، واصبح التشكيل كالتالي: 1- الاستاذ حجاب بن يحيى الحازمي رئيساً لنادي جازان الادبي.2- الاستاذ احمد بن يحيى البهكلي نائباً لرئيس نادي جازان الادبي.3- الاستاذ عمر طاهر زيلع عضواً وسكرتيراً للنادي.4- الاستاذ عبدالعزيز الهويدي عضواً وأميناً للصندوق.5- الاستاذ علي احمد النعمي عضواً.6- الاستاذ عبدالرحمن الرفاعي عضواً.7- الاستاذ ابراهيم بن عبدالله مفتاح عضواً.وبذلك يكون عمر نادي جازان الادبي مايقارب 29 عاماً، وقد تعاقب على عضوية مجلس الادارة الاساتذة الادباء التالية اسماؤهم، كما هو موضح في بيان تشكيلات مجلس الادارة. تشكيلات مجلس إدارة نادي جازان الأدبي منذ إنشائه عام 1395ه لقد حظي نادي جازان الادبي بجهود ابرز ادباء ومؤرخي منطقة جازان منذ انشائه عام 1395ه فأول مجلس لادارة النادي عام 1395ه يضم الاساتذة: 1- محمد بن احمد عيسى العقيلي رحمه الله رئيساً.2- محمد بن علي السنوسي رحمه الله نائباً للرئيس.3- حسن خالد الامير سكرتيراً.4- محمد علي صالح عبدالحق اميناً للصندوق.5- محمد زارع عقيل رحمه الله عضواً.6- علي محمد العمير عضواً.وفي عام 1396ه انضم الاستاذ علي حمود ابو طالب رحمه الله الى مجلس ادارة النادي بعد استقالة الاستاذ محمد علي صالح عبدالحق بسبب انشغاله الوظيفي، وفي عام 1398ه انضم الاستاذان حسن علي القاضي وحجاب بن يحيى الحازمي الى مجلس الادارة في حين استقال الاستاذ حسن خالد الامير بسبب مشاغله الوظيفية، وفي عام 1398ه انضم الاستاذان حسن علي القاضي وحجاب بن يحيى الحازمي الى مجلس الادارة في حين استقال الاستاذ حسن خالد الامير بسبب مشاغله الوظيفية، وفي عام 1399ه توفي الاستاذ علي حمود ابو طالب رحمه الله فانضم الى مجلس الادارة الاستاذ علي بن احمد النعمي، وكان الاستاذ محمد بن احمد العقيلي رئيساً للنادي طيلة السنوات المذكورة، كما كان الاستاذ محمد بن علي السنوسي نائباً للرئيس كذلك، وفي عام 1400ه اعيد تشكيل مجلس ادارة نادي جازان الادبي فضم الاساتذة التالية اسماؤهم: 1- محمد بن علي السنوسي رئيساً.2- حسن بن علي القاضي نائباً للرئيس.3- عبدالعزيز بن علي الهويدي اميناً للصندوق.4- حجاب بن يحيى الحازمي عضواً.5- محمد زارع عقيل عضواً.6- علي بن احمد النعمي عضواً.7- عبدالرحمن الرفاعي عضواً. وفي عام 1404ه انضم الى مجلس الادارة الاستاذ عمر طاهر زيلع مكان الاستاذ حسن بن علي القاضي، الذي استقال لمتابعة دراسته العليا في مكةالمكرمة. وفي عام 1407ه توفي الاستاذ محمد بن علي السنوسي، وفي عام 1408ه توفي الاستاذ محمد زارع عقيل، وبقي مجلس الادارة من عام 1408ه الى عام 1412ه على التشكيل المكون من الاساتذة: 1- عمر طاهر زيلع رئيساً للنادي بالنيابة وسكرتيراً.2- حجاب بن يحيى الحازمي عضواً.3- عبدالعزيز بن علي الهويدي اميناً للصندوق.4- علي بن احمد النعمي عضواً.5- عبدالرحمن الرفاعي عضواً.وفي عام 1413ه صدرت توجيهات سمو الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله باعتماد التشكيل الجديد لمجلس ادارة النادي على النحو التالي:1- حجاب بن يحيى الحازمي رئيساً.2- احمد بن يحيى البهكلي نائباً للرئيس.3- عمر طاهر زيلع سكرتيراً.4- عبدالعزيز بن علي الهويدي اميناً للصندوق.5- علي بن احمد النعمي عضواً.6- عبدالرحمن الرفاعي عضواً.7- ابراهيم عبدالله مفتاح عضواً. مقر نادي جازان الأدبي الجديد بعد ان اكدت التجارب العملية ضرورة انشاء مبنى خاص للاحتياجات الادبية والنشاطات الثقافية، تكونت فكرة التخطيط لدى مجلس الادارة، وبدأت اولى الخطوات التنفيذية بشراء قطعة من الارض مساحتها الاجمالية 3750م2 في احد اهم احياء المدينة وتطل على شارع حيوي ورئيسي، ثم تلتها خطوات المخططات والتصاميم، ثم البدء في التنفيذ الانشائي على مراحل تنفيذية وزمنية وفق امكانيات النادي المالية، وكان لاهتمام ودعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله متابعات الادارة العامة للاندية الادبية اهم حافز عملي ومعنوي لتحقيق هذا المنجز، الذي نرجو ان يساعد على استيعاب التطلعات الثقافية في الحاضر والمستقبل ان شاء الله تعالى. وقبل ان نورد لمحة عن اقسام المبنى ومرافقه، نشير الى ان المبنى الحالي المنفذ يمثل القسم الاول من مشروع كبير يشمل نادياً للطفل، وحدائق مفتوحة على الحي تضم مكتبة للناشئين، واقساماً ترفيهية سيستكمل انشاؤها لاحقاً بمشيئة الله تعالى. اهم الاقسام والمرافق في المبنى الجديد 1- المدخل الرئيسي. 2- صالة الاستقبال. 3- قاعات المحاضرات.4- صالة الهوايات.5- المستودع.6- المقصف.7- الاستراحة.8- مكتب اللجنة الثقافية.9- صالة المعارض العامة.10- المكتبة العامة.11- مكتب الخدمات العامة.12- صالة الاجتماعات.13- غرفة اللجنة الادبية.14- مكتب الادارة.15- مطبخ عام.16- استديو. اللجان العاملة في نادي جازان الأدبي 1- لجنة المطبوعات.2- لجنة المسابقات.3- لجنة النشاط المنبري.4- لجنة الفنون التشكيلية.5- لجنة اللقاء نصف الشهري.6- لجنة الاثنينية.7- اللجنة الاعلامية. المصادر والمراجع: * إصدارات نادي جازان الادبي *مجلة مرافئ العدد الثالث السنة الثالثة شوال 1421ه بحث كتبه محمد بن سليمان القسومي