تناولت تحديات المرحلة المقبلة في العراق وتحت عنوان «المعركة الحاسمة» كتبت تقول: «في الوقت الذي تقرر فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية تسيير مشروع إعادة تعمير العراق من دون الأممالمتحدة، يبدو مخطط جورج بوش في منطقة الشرق الأوسط أشبه بالرغبة الأمريكية القديمة في السطو على كل المنطقة وبالتالي نزع أظافر الأممالمتحدة قبل وأثناء وبعد الحرب كان مخططا رهيبا للوصول إلى مرحلة التطبيق التي تسميها واشنطون بالمعركة الحاسمة.. بالنسبة لأوروبا فالأمر يبدو تجانسا مزدوجا، لأنه يرسم وجه الرهان الذي يجب عليها قبوله، على اعتبار أن مؤتمر برشلونة أسس مفاهيم جديدة للتبادل الحر وهو الذي يبدوأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد الوصول إليه بالقفز على الكلمات، وربما بالنسبة للأوروبيين لن تكون اللعبة مرفوضة تماما طالما الأمر يتعلق بمنطقة تعرفها الدول الأوروبية أحسن من الأمريكيين ولهذا من الآن فصاعدا سوف يصدق المثل الفرنسي القائل: «حتى السم يجب تذوقه أحيانا !». «اللوموند» تحدثت عن اليد العليا في تسيير حياة شعوب العالم وتحت عنوان «المأزق الدولي» تقول: المشاريع التنموية في العراق هي التي غالبا ما يراد بها إجبار العالم على طأطأة الرأس، ليس أمام العواصف اليومية، بل أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقترح وجها «حضاريا» للعالم.. هذا هو الاستيطان الذي يؤسس اليوم بالذات ثقافة القوة على حساب كل الدول والهيئات والمؤسسات الرسمية.. أمريكا تريد أن تكون شرعية دولية، تريد أن تكون الأممالمتحدة والقانون الدولي، وبالتالي أسلوب إدارتها للأزمة العراقية كشف للعالم أن أسلوب القنابل لم تكن فقط لإسقاط نظام بعينه، بل إسقاط آلي لكل العالم الذي بالأمس القريب كان يعتقد أن تمرير القضايا عبر لوائح القانون يعد بحد ذاته دعما لوجستيكيا للثوابت ولكن هيهات..». وتضيف الصحيفة: «المسألة أبعد من السوق الدولية الحرة، إنها ببساطة إرادة البيت الأبيض من أين تكون له اليد العليا على الجميع، إنه يتجاوز بذلك حقيقة واحدة وهي أن لا أحد، لا دولة ولا قانون بإمكانه اليوم الوقوف في وجه الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالقبضة الأمريكية ألغت كل شيء، وحتى بعد العراق، سوف لن يكون للهيئات الدولية «دور كبير، أكبر من مسح الحذاء العسكري الأمريكي !». «لاديبيش دو ميدي» كتبت عن قرار الإدارة الأمريكية بفتح العراق كسوق دولية حرة تحت عنوان «مجلس الاستيطان الحر» تقول: «الأمريكيون يقررون اليوم أن الدور الذي ستلعبه الأممالمتحدة في العراق سيكون «عظيما» لأنها سوف توزع الأغطية على المرضى، كما تفعل أي ممرضة مبتدئة.. أمريكا تعلن أن انتصارها على الديكتاتور صدام حسين إنجاز يمكنها التباهي به لأنها حققته على الرغم من أنوف الذين عارضوا ذلك.. لهذا فهي التي سوف توزع المهام لكل واحد.. وهي التي وزعت العقود المهمة على شركات أمريكية يديرها صقور البيت الأبيض في الخفاء، وهي التي ترى أن انفتاح العراق على السوق الحرة سوف يساهم في ازدهاره، لأنها تستطيع أن تبيع دولة حررتها من ديكتاتورها مثلما تستطيع المساومة على أزمة الشرق الأوسط، بإجبار الفلسطينيين على سلام معقد، معتبرة النضال لأجل التحرير إرهابا وهمجية.. تلك هي أقسى درجات البشاعة التي نستشعر فداحتها الآن لمجرد أننا أصبحنا «مهمشين» أكثر من اللازم، وهو الشيء الذي صارت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتشفى فينا به. «الاكسبريس» استعرضت الفوضى الدولية الناجمة عن التفرد الأمريكي وبعنوان «وقت الحساب» كتبت تقول: «القانون والمثل العليا.. كلها شعارات لم تعد تصلح في الحقيقة سوى للضحك على الشعوب الحالمة أو الفقيرة والضعيفة.. بإمكان جورج بوش أن يخاطب شعبه قائلا له: «يمكنكم التأكد أنني لن أسمح لأحد بإزعاج منامكم..» وسوف يوفي بوعده لأن سياسته الخارجية قائمة على إزعاج منام الآخرين.. ولهذا ماذا سننتظر من الأنظمة بعد الآن؟». وتضيف الصحيفة: «مسألة العراق ليست سوى الشجرة التي تغطي الغابة، لأن الولاياتالمتحدة التي سعت إلى إبعاد الضغط على الإسرائيليين بشغل العالم بالعراقيين، سوف تواصل «مسيرتها العظيمة» لأجل تنفيذ مخطط السلام عبر إغراق المنطقة في الفوضى و«اللا أمن» وفي الشروط، فربما سوف تتبين الصورة بشكل أكثر عريا حين يرسل «جورج بوش» رسائله إلى دول المنطقة قائلا لهم: عليكم أن تطبخوا لغدائكم التالي ولعشائكم التالي، وإياكم من التوابل الصينية ..!». تختتم الصحيفة متسائلة: «ألم نساهم بشكل ما في هذه الحالة؟ ليس بإمكان الدول أن تقف في وجه الأمريكيين الآن، حتى البسطاء منهم سوف يجبروننا على التعامل معهم كما لو كانوا فوق العادة.. هذا تفسره ببساطة الجملة التي قالها «ألفريد هيستون» قبل مائة سنة «سوف يتمنى العالم لو كان أمريكيا كي لا يطاله العقاب!».