افتتحت الجريدة صفحتها الأولى تحت عنوان «الاعتداء» جاء فيه: «هل هذه هي الحرب التي وعدت بها أمريكا كل الحلفاء من العالم المتحضر»؟ هل هذه هي الحرب الخاطفة التي أرادها جورج بوش «تصحيحاً» لأوضاع اعتبرها خطأ في المنطقة؟ الآن، بإمكاننا البكاء حقا على ما آل إليه العالم «المتحضر»، بإمكاننا الصراخ بأن ما يحدث هو الاعتداء الصارخ على سلامة الأشخاص، لأن الحرب الدائرة ليست عادلة، وليست «نظيفة» إنها ببساطة الحرب القذرة !. وتتساءل الجريدة «أي سلام نرجوه بعد كل هذا ؟»: «الرئيس الأمريكي يعد شعبه بالنصر».. و«بلير» يتحدث عن أوروبا أخرى لن يكون فيها مكان للضعفاء، ونحن سنتحدث عما هو قائم . ليس بإمكان أحد شراء ضمائرنا لأننا اليوم أكثر من أي وقت نقول إن تجار الحرب ليسوا آدميين. *********** «ليبيراسيون» عنونت: «العراقيون تحت القصف..الحرب الجديدة لن تكون بخياراتها العسكرية المحضة، بل سوف تتوجه نحو الشعب في محاولة إثارة الفوضى والشك فيما بينه.. توجيه الحرب نحو المدنيين أسهل طريقة لإزعاج النظام لكنها طريقة سافرة، لأنها تعكس دموية أصحابها».. وتواصل الجريدة هجومها: «ما الذي تجنيه القوى المتحالفة من اغتيال المدنيين، ألا يعرفون أنهم كلما تمادوا في القتل تمادى الشعب العراقي في الدفاع عن بلده، وفي التمسك بنظامه.. الآن، لن يكون الجندي الأمريكي والبريطاني أرحم من نظام يرى فيه «جورج بوش» أنه «قطب من أقطاب الشر» !. *********** «الفيغارو» «الإرهاب الأمريكي البريطاني» جاء العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى للجريدة مضمونه: «كل تلك الجثث البريئة كنا نتوقعها، نعرف سقوطها في ميدان لا نعرف تحديد مسمياته، الحرب الأمريكية البريطانية تريد رأس الشعب العراقي الذي «عكس توقعاتهما» لم يتمرد على النظام.. حتى سكان البصرة الذين كانت تراهن عليهم الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يقفوا ضد النظام.. هل من حق أي عراقي الآن أن يقف ضد بلده التي تتعرض إلى هذه الحرب غير العادلة؟ حتى أولئك الذين يشعرون بالضغينة نحو صدام حسين لا يمكنهم خيانة العراق، الآن بالذات والصواريخ الأمريكية البريطانية تسقط على بيوت المدنيين.. أليس هذا إرهاباً دولياً؟ ويقولون لنا «هذه الحرب ستكون نظيفة» يا لها من سخرية ! «نعم يا لها من سخرية». *********** «لومانيتي» وتلتقط الصحيفة خيط الحديث وتقول «السخرية التي تؤسس لوحدها السياسة الأمريكية القائمة على ثالوث الحرب المال الهيمنة، بحيث لا يمكن الكلام عن الحرب دونما تمويل، ولا يمكن الكلام عن التمويل دونما هيمنة.. هذه هي أمريكا التي تقصف منازل العراقيين للإطاحة بنظام صدام حسين !». *********** «لوباريزيان» كتبت على صدر صفحتها الأولى: «هل سيتفرج العالم على القوة العظمى؟» تقول: «لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي للضغط على جورج بوش كي يوقف هذا الاعتداء؟ لماذا يطلب من العراقيين أن يتدبروا أمرهم لوحدهم، كي يموتوا بهذا الشكل المروع تحت القصف العشوائي الذي يطال المدنيين.. الآن يمكن النظر إلى الأممالمتحدة بشعور من اليتم.. لقد استقالت هذه الهيئة لصالح الأمريكيين كي يمارسوا الدور بدلا عنها، أمريكا تقتل باليمين وتبعث بالمساعدات الغذائية باليسار.. هكذا صار عالمنا الحضاري، كما خطط له الغرب منذ أكثر من ثلاثين سنة!». *********** «فرانس سوار» تجولت الصحيفة داخل الشارع البريطاني لتنقل حنق الشعب البريطاني على حكومته. وتقول: «على توني بلير أن يخجل من نفسه، قبل أن يقف أمام الكاميرا مخاطباً البريطانيين العظماء بأن الحرب على العراق علاج فاعل للشفاء من وجع الرأس.. هل ثمة وجع رأس أوضح ألماً من ذلك الذي يفعله «بلير» نفسه خلف الأمريكيين؟ البريطانيون يشعرون بالخجل.. نفهمهم حتما، لأنهم يرون «بلير» وهو يجعل من بريطانيا «كرة» بين أرجل الأمريكيين !». *********** «الكورييه أنترناسيونال» علقت الجريدة على الحرب من خلال تقارير مراسليها في بغداد.. «بغداد تحترق» تقول في مقالها الرئيسي: «لا نسأل هل الجنود الغزاة يقتربون من بغداد، وأن 70 كيلومتراً تفصلهم عن احتلالها نهائياً؟ لكننا نسأل: لماذا تطلق الولاياتالأمريكية النار «خطأ» على المدنيين.. لماذا يتكرر ذلك «الخطأ» في الحروب الأمريكية على الآخرين؟ في أفغانستان مات أكثر من 100 ألف أفغاني مدني سقطوا تحت القنابل والصواريخ الأمريكية.. واليوم، دور العراق كي يشرب من نفس الكأس، لأجل سعادة الأمريكيين وأمنهم و سلامتهم، و لتحيا الحضارة، وليحيا أقطاب الخير !»