أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد يوم الجمعة ان الاميركيين مستعدون للبقاء أكثر من عام في العراق لضمان العملية الصعبة لبناء عراق يتسم «بحرية أكبر». وقال الوزير الاميركي في مؤتمر صحافي مع قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال تومي فرانكس ان الأمر «يحتاج إلى الوقت والصبر ونحن لدينا الصبر». ودعا إلى التقليل من أهمية الفوضى التي يشهدها العراق «في إطار تاريخي»، مذكراً بأن بناء ديموقراطية عملية طويلة. ويقترح مشروع قرار اميركي تم تقديمه يوم الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي ان تمارس «قوة الاحتلال» بقيادة الاميركيين «مسؤوليات لمدة 12 شهراً مبدئياً قابلة للتمديد إذا كان ذلك ضرورياً الا إذا قرر مجلس الأمن الدولي عكس ذلك».وأوضح رامسفلد ان المدة التي حددت مبدئيا ب 12 شهراً ستخضع للمراجعة لأن «لا أحد يعرف الوقت الذي يتطلبه البقاء» في العراق. وأضاف ان الولاياتالمتحدة «مستعدة لإبقاء ما يلزم من قوات في العراق وطوال المدة التي يتطلبها بناء محيط آمن».وأكد الوزير الاميركي الذي أشاد مجدداً بالجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية في العراق، أن اعادة إعمار العراق وإحلال الحرية سيكون صعباً. وقال إن «الانتقال من نظام الاستبداد والقمع إلى نظام أكثر حرية أمر صعب جداً في الواقع ستشهد العملية عثرات وهزات وقد تجري بخطوتين إلى الأمام وواحدة إلى الوراء».لكن وزير الدفاع الاميركي تحدث عن تحقيق تقدم بعد 51 يوماً فقط من بداية الحرب. وأكد ان الاميركيين يراقبون الوضع في 27 مدينة عراقية لا تشهد أي منها «وضعاً اسوأ مما كانت عليه في السابق». من جهته، أكد الجنرال فرانكس ان الوضع في العراق ما زال خطيراً. وأكد فرانكس على التقدم الذي تحقق في العراق في قطاع الخدمات الصحية والمياه والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى التي «تتحسن يوماً بعد يوماً». ودافع رامسفلد وفرانكس عن خطتهما «الممتازة» للحرب التي سمحت بإسقاط نظام صدام حسين في ثلاثة أسابيع، في مواجهة الانتقادات التي ترى ان وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» جازفت في الحرب وتجازف في السلام باستخدامها قوات برية محدودة. وتأتي هذه الانتقادات خصوصا من ضباط متقاعدين أو ما زالوا في الخدمة، في سلاح البر. ونفى رامسفلد الذي يريد «تحويل الجيوش» الاميركية إلى قوات خفيفة تركز على قطاع التكنولوجيا، ان يكون «في حرب ضد سلاح البر». وكان البيت الأبيض عين خلال الأسبوع الجاري المسؤول في سلاح الجو المؤيد لعملية التحويل هذه جيمس روش سكرتيراً للجيش بدلاً من الجنرال السابق توماس وايت الذي كان على خلاف مع رامسفلد بشأن التغييرات في الجيش. كما عين الرئيس جورج بوش كولن ماكميلان المتخصص بشؤون النفط قائداً لمشاة البحرية. ويفترض ان يقر مجلس الشيوخ الاميركي هذه التعيينات.