اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اول من امس ان الاميركيين مستعدون للبقاء اكثر من عام في العراق لضمان "العملية الصعبة" لبناء عراق يتسم "بحرية اكبر". وذكّر ب"العلاقة الوثيقة" التي كانت تربط فرنسا بالنظام العراقي. وقال الوزير الاميركي في مؤتمر صحافي مع قائد القوات في العراق الجنرال تومي فرانكس ان الامر "يحتاج الى الوقت والصبر ... ونحن لدينا الصبر". ودعا الى التقليل من أهمية الفوضى التي يشهدها العراق "في اطار تاريخي"، مذكراً بأن بناء الديموقراطية عملية طويلة. وأوضح رامسفيلد ان مدة بقاء الاميركيين التي حددت مبدئياً ب12 شهراً ستخضع للمراجعة لأن "لا احد يعرف الوقت الذي يتطلبه البقاء" في العراق. واضاف ان الولاياتالمتحدة "مستعدة لابقاء ما يلزم من قوات وطوال المدة التي يتطلبها بناء محيط آمن". وأكد الوزير الاميركي الذي اشاد مجدداً بالجنرال فرانكس ان اعادة اعمار العراق واحلال الحرية سيكونان "صعبين". وقال ان "الانتقال من نظام الاستبداد والقمع الى نظام اكثر حرية امر صعب جداً في الواقع ... ستشهد العملية عثرات وهزات وقد تجري بخطوتين الى الامام وواحدة الى الوراء". لكنه تحدث عن تحقيق تقدم بعد 51 يوماً فقط من بداية الحرب. وأكد ان الاميركيين يراقبون الوضع في 27 مدينة عراقية لا تشهد اي منها "وضعاً أسوأ مما كانت عليه في السابق". وأكد الجنرال فرانكس ان الوضع في العراق ما زال خطيراً. وتحدث عن التقدم الذي تحقق في العراق في قطاع الخدمات الصحية والمياه والكهرباء والخدمات الاساسية الاخرى التي "تتحسن يوماً بعد يوم". ودافع رامسفيلد وفرانكس عن خطتهما "الممتازة" للحرب التي سمحت بإسقاط نظام صدام حسين في ثلاثة اسابيع، في مواجهة الانتقادات التي ترى ان وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون جازفت في الحرب وتجازف في السلام باستخدامها قوات برية محدودة. وتأتي هذه الانتقادات من ضباط متقاعدين او ما زالوا في الخدمة، في سلاح البر. ونفى رامسفيلد الذي يريد "تحويل" الجيوش الاميركية الى قوات خفيفة تركز على قطاع التكنولوجيا، ان يكون "في حرب ضد سلاح البر". وكان البيت الابيض عين خلال الاسبوع الجاري المسؤول في سلاح الجو المؤيد عملية "التحويل" جيمس روش سكرتيراً للجيش بدلاً من الجنرال السابق توماس وايت الذي كان على خلاف مع رامسفيلد. كما عين بوش كولن ماكميلان المتخصص بشؤون النفط قائداً لمشاة البحرية. ويفترض ان يقر مجلس الشيوخ الاميركي هذه التعيينات. وأعلن رامسفيلد ان انعدام الامن في العراق يمنع عودة "المفتشين الدوليين" الى هذا البلد قريباً، إلا انه لم يستبعد ذلك في المستقبل. وكان يرد على سؤال عن وجود اميركيين ومواطنين من دول التحالف فقط بين الفي خبير مكلفين البحث عن اسلحة الدمار الشامل وقادة النظام السابق والارهابيين ومجرمي الحرب المفترضين. وقال: "لا ادري. ربما لان الوضع لا يزال يشهد جيوب مقاومة ولأن هناك اشخاصاً يقتلون. من المنطق ان يقوم اشخاص مرتبطون بالمسائل الدفاعية بهذا العمل". لكنه اضاف "من المحتمل في مرحلة ما ان يكون هناك مفتشون دوليون. فوزارة الخارجية تتعامل مع الاممالمتحدة وليس انا ومن الممكن ان يكون لوجودهم مبرر في وقت ما". ولم يفت وزير الدفاع الاميركي الهجوم على فرنسا فذكر ب"العلاقات التاريخية الوثيقة" التي كانت قائمة بين باريس وبغداد في عهد صدام حسين حتى بداية الحرب. وقال ان "فرنسا أقامت علاقات تاريخية وثيقة جداً مع العراق. اعتقد ان ذلك استمر حتى بدء الحرب وما حدث بعد ذلك سنعرفه لاحقاً".