حول تقييم الموقف الفرنسي من الحرب كتبت في افتتاحيتها تحت عنوان «لو عدنا إلى الخلف؟» تقول: «واضح أن العواقب التي سوف تتحملها فرنسا لن تكون سهلة، ربما حين يتكلم جورج بوش عن أحقية الدول في تعمير العراق، يستعمل عبارة «غير واردة» حين يتعلق الأمر بفرنسا، مثلما يستعمل «رامسفيلد» عبارة «ليس الآن» كأنه يقول «على جثتي».. هذه ببساطة هي الخريطة الجديدة التي بموجبها سيصبح العراق كونفدرالية، ولن يكون للدول المعارضة للحرب نصيب كما يبدو».. وتضيف «هذا النوع من شد الأذن الذي تمارسه الولاياتالأمريكية ليس القصد منه معاقبة فرنسا أو الدول الأخرى، بل ببساطة تخويفها بجدية عبر إرهابها سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً، لأن الرهانان الأمريكية في العالم كبيرة، وبالتالي الحروب القادمة سوف تجعل الدول الرافضة لها تعيد حساباتها كي «لا تتورط» مرة أخرى في تأسيس أي جبهة للسلام مهما كان اسمها الآخر، وليكون الدرس مفهوماً وقاسياً وواضحاً، لأن الضرب تحت الحزام كالحرب تماماً».. وتختتم قائلة: «ربما المطلوب من فرنسا ومن الدول الأخرى أن تتنازل عن «غرورها الأوروبي» لتقبل بالحقائق الجديدة.. نهاية صدام حسين كانت من دونهم، وبالتالي فرض «السلام» في الشرق الأوسط سيكون بدونهم أيضاً، بدليل أن ورقة الطريق المطروحة مؤخراً لم تكن أكثر من صيغة سياسية على شكل بنود ومراحل، على اعتبار أن التنازل للأمريكيين يجب أن يبدأ بالاعتذار لهم رسمياً عبر الموافقة على كل الأطروحات التي تأتي من البيت الأبيض، وهو بالفعل ما بدأ يلوح في قصر الإيليزيه، ومن خلال الخطاب السياسي الرسمي الألماني والروسي.. المسألة صارت الآن مسألة واجبات أخرى، أكثر منها مسألة حقوق لأن المستقبل لن يكون متسعاً للجميع، على الأقل هذه هي الرسالة التي أرسلتها الإدارة الأمريكيةلفرنسا بالذات باعتبارها قادت جبهة الرفض الدولية ضد الأمريكيين».. لوفيغارو تناولت التصريح الذي أدلى به «كولن باول» بخصوص سورية وبعنوان «الحرب الجديدة» كتبت تقول: «ربما اليوم بالذات يشعر الأمريكيون أن لهم كل الحرية والأمان لقول ولفعل ما شاءوا قوله أو فعله لأن الحرب التي انتهت لصالحهم، أضعفت كل الذين رفضوها، وبالتالي جعلت منهم شيئاً مثيراً للسخرية، ليس لأن المعركة العراقية «حسمت» بل لأن جبهة السلام فشلت في استثمار كل مؤيديها في العالم، وبالتالي في فرض الصياغة الجديدة لعبارة «سلام» وفق كل المطالب الإنسانية التي يجب أن تكون من الأولويات.. لكن الذي حدث هو أن تلك الجبهة كانت من الهشاشة إلى درجة أنها سرعان ما انكسرت أمام أول قنبلة سقطت على العراق».. وتواصل الصحيفة: «القوة الأمريكية لم تكن في العتاد العسكري أو البشري فقط، بل كانت في اختصار الوقت وبالتالي في انتهاز فرصة «اللا رد» قبالة الكثير من الكلام (من مجرد الكلام) الذي لم يكن ليؤسس قوى حقيقية بإمكانها مواجهة القوة الأمريكية.. لأن انحلال العقد الأوروبي لم يكن من فراغ، ولأن النزعة الحربية التي بانت أنيابها لدى العديد من الأعضاء الأوروبيين (بريطانيا، اسبانيا، ايطاليا) لم تأت من فراغ أيضاً بل هي نتاج لسياسة «الفبركة» التي ظلت تمارسها الأنظمة الأوروبية لكي تغطي على مشاكلها الداخلية والنتيجة هي هذه»..