كتبت في افتتاحيتها بعنوان«المرجعية الأمريكية» تقول:«الحرب الأمريكية على العراق لم تنته بوقف إطلاق النار، إنها مستمرة، وربما سوف تستمر سنوات طويلة إلى أن تتأكد الإدارة الأمريكية أنها أحكمت القبضة على العراقيين، عبرإجبارهم على أن يكونوا أمريكيين في ولائهم إلى النظام العراقي المقبل، والذي ربما سيكون فيه «جاي غارنر» رئيسا للجمهورية العراقية! تواصل الجريدةموجهة السؤال إلى الرئيس الأمريكي: يا سيد جورج بوش، هل تعلم على الأقل أنك لا تصنع دولة عراقية سليمة؟ فأن تختار لشعب حياته، ومصيره كما لو كان قاصرا، فهذه قمة الراديكالية السياسية التي كان الرئيس العراقي المخلوع يمارسها، وقد أسقطتموه لأنه كان يمارسها، فكيف تأتون من قارة أخرى لفرضها على العراقيين باسم «الحرية الجديدة» ؟ تخلص الجريدة بقولها :«لا يهم من سيحكم العراق، بقدر أن يهم أن يكون من العراقيين.. لأن الحرب التي بدأت بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل وصلت إلى البحث عن الديمقراطية، وعليه فبالنسبة لثلاثين مليون عراقي لن تهم من الديمقراطية شيئا إن وجدوا أنفسهم رهينة المزاج الأمريكي الصعب، أمام خطر «صدام حسين» آخر بثياب أمريكي.. الصورة باتت في غاية الوضوح: لم نعثر على الأسلحة العراقية المدمرة،ولن نرضى بعودة المفتشين السابقين، لن نقبل بتدخل أجنبي في الأمور العراقية ( الأمريكية).. لأن الديمقراطية الأمريكية ماضية إلى أمركة العراق، ومن بعدها الدول المجاورة التي لن تخرج عن العصا الأمريكية!» «لوفيغارو» كتبت عن موقف الأمريكيين من المفتشين الدوليين وتحت عنوان «من فضلكم اخجلوامن أنفسكم» تقول:«الأمريكيون الذين رفعوا الأرض و لم يقعدوها بسبب أسلحة الدمار الشامل يغيرون رأيهم الآن وقد صار العراق« ملكا لهم».. بامكانك أن تسمع إلى كلام باول عن المفتشين الدوليين بأنهم فقدوا صلاحية عودتهم إلى العراق،وفي نفس الوقت كلام «كوفي عنان» بأن المهم هو مساعدة العراق إنسانيا قبل الكلام عن أسلحة الدمار الشامل».. هذا كلام يختلف جذريا عن الكلام الأول الذي خرج من البيت الأبيض ومن الأممالمتحدة معا.. الآن، بعد كل ما جرى، تبدو الأسلحة غير مهمة، والمهم هو توفير الغذاء للعراقيين.. الغذاء الذي تأخر كل هذا الوقت، كأن أمريكاوالأممالمتحدة تساومان الشعب العراقي سياسيا، بأن يقبل صامتا السلطة العراقية الجديدة، والحكومة التي سوف تتحدد معالمها قريبا، كي يأكل الخبز، ويا ليته سيأكل الخبز هانئا، لأنه سيدفع ثمن الخبز من نفطه، فالنفط مقابل الخبز بالنسبة للأمريكيين أكبر «مساعدة وتدعيم وتحرير وديمقراطية» للعراقيين الذين لن يكفيهم وقت طعامهم لشكرالأمريكيين على كل ما فعلوا لأجلهم»، أليس هذا مخجلا من دولة تقول إنها الدولة الأولى في العالم؟» «لومانيتي» كتبت تحت عنوان«ديمقراطية بوش» تقول:«النفط مقابل الخبز، والمفتشون الأمميون لن يفتشوا شيئا في العراق، على الأقل الآن، الذي فيه تحاول الولاياتالأمريكية تحقيق استراتيجية التوازن بين الأمن والسياسة، من خلال أولئك الذين جاءوا ليحكموا العراق الجديد.. الأزمة الحالية هي التي يريد البعض غض النظر عنها، بأن الحرب على العراق لم تنته، بل ما زالت مستمرة..» تضيف الجريدة:«من يحق له أن يحاسب القوة العظمى الوحيدة؟ من له الحق في القول لها: ما تفعلينه لا علاقة له لا بالديمقراطية ولا بالأعراف الدولية؟ لا أحد. ولا حتى جبهة السلام التي وقفت ضد أمريكا في الحرب تبدو أكثر ضعفا وهشاشة أمام تسارع الأحداث في المنطقة، وهذا هو السبب الرئيسي في إحساس القوة التي يشعر بها الأمريكيون اليوم، ومفاده: لم يولد بعد من سيوقف زحفنا على الأرض !». «ليبيراسيون» كتبت عن الشيعة العراقيين بعنوان:«استيقاظ الشيعة» تقول:«ربما شاهد الرئيس الأمريكي ومساعدوه الأوفياء. وصقور أمريكا، تلك الجموع التي ذهبت زحفا إلى كربلاء.. ربما شاهد طريقتهم في الزحف برؤوس دامية، وأجساد لا تشعر بالألم قط.. تلك الصورة التي صدمت البعض، وفتحت أعين البعض، كانت الوجه الآخر من العراق الذي أراد الأمريكيون نسيان تفاصيل شعبه وطريقة حياتهم.. الآن على الأقل عرف الأمريكان أنهم قبالة شعب إن بدا صامتا و ساكتا أمام النظام العراقي، فهو يشعر اليوم أنه ليس مجبرا على السكوت أمام الأمريكيين.. فأن يكون الطاغية عراقيا شيء، وأن يكون أمريكيا شيء آخر.. ذلك الاختلاف هو الذي نعتقد جازمين أن الإدارة الأمريكية سوف تتعامل معه في الأيام المقبلة، وربما ستستعمل نفس طرق«صدام حسين» في القمع، بأيادٍ عراقية.. لأن الذين صنعوا آلية الرئيس المخلوع هم الأمريكيون الذين أسقطوه، والذين سيرفعون شخصا ونظاما آخر بنفس الأسلوب تقريبا، وبصيغة: لك الحق في فعل ما تشاء على أن تدعني أفعل ما أشاء أنا أيضا !». «فرانس سوار» تكتب عن التناقض الأمريكي الصارخ في السياسة الخارجية تحت عنوان «باسم القانون» تقول:«بامكان أي شخص أن يقول لك اليوم: أمريكا تلعب بالحبلين.. ليس لأنه بارع في السياسة بل لأنه يعيش يوميات إنسان عادي يعرف أن السياسة الأمريكية لا تتعامل معه ككائن حي، بل ككائن بائس أو ميت.. هذا أسلوب أمريكي راهن يذكرنا ببعض الزوجات الأمريكيات اللواتي قلن لأزواجهن الفرنسيين «مصيبة أنني تزوجت قردا أوروبيا!» أمريكا البيت الأبيض، أرادت من البداية الوصول إلى ما وصلت إليه الآن، ليس باحتلالها العراق، و ليس بانتمائها السياسي إلى إسرائيل، بل بفكرتها الفريدة بأن لها الحق، كل الحق في إدارة شؤون الأرض، ولواستدعاها الأمر إلى ابادة كل سكان الأرض وشاء من شاء وأبى من أبى !».