تحت عنوان «كي لا نسقط في الخطأ» تقول: «كان الأمر متوقعا، حتى قبل أن تصرح الناطقة باسم الإليزية بتفاصيل المكالمة الغامضة التي أجراها جاك شيراك مع نظيره الأمريكي والتي استغرقت ربع ساعة، بالتأكيد 15 دقيقة لا يمكن أن تحل مشاكل قديمة، والولاياتالأمريكية تريد أن تتحدى فرنسا ثانية بإطلاقها صاروخ الحرب المقبلة والتي قد تستهدف سورية هذه المرة.. المكالمة القصيرة تلك، كانت للمجاملات بلا شك، كأن يقول أحدهما للآخر: يمكننا نسيان ما مضى لأجل ما سيأتي.. ولكن .. ما الذي سيأتي؟ أليست نفس حكاية ما مضى؟ بالتأكيد المشاكل المطروحة بين الولاياتالأمريكية والمجتمع الدولي وليس فرنسا كبيرة، لأن العالم الذي تريده الولاياتالأمريكية لا يبدو آمنا في ضوء الإسقاطات المتتالية التي يريد فرضها البيت الأبيض بعبارة: عليك أن تتبعني.. مسألة المشي نحو المجهول لم تعد آمنة، ولا مضمونة أمام شبح الحرب التكنولوجية، أو حرب الإعلام ببساطة شديدة. تضيف الجريدة متسائلة: ليس ثمة شك أن الشعبين الأمريكي والفرنسي لم يختلفا في الحقيقة، لأن نسبة الذين عارضوا الحرب من الجانبين كبيرة، ولأن الحرب نفسها إن نجحت في إسقاط نظام ديكتاتوري، فقد نجحت أيضا في إحداث الانقسام والشرخ بين الدول، وسواء تلك التي رفضت الحرب أو تلك التي أرادتها. « لوفيغارو» تعطي مساحة واسعة للحديث عن النظام العراقي المقبل، تقول: معاناة الشعب العراقي طوال سنوات طويلة كشفتها حالة الهيجان التي عاشتها كبرى المدن العراقية.. وعكسها أيضا الوضع المفجع الذي وجده العالم في العراق.. العراقيون الذين استكانوا للظلم عن خوف، يعرفون جيدا ثمن الحرية إن حصلوا عليها، ويعرفون أن الحرية الحقيقية لا تعني الانحلال، ولا النهب ولا الشتم، بل التزام واع وحقيقي إزاء الوطن بكل ما يحمله من مشروع إيجابي نحو الغد.. ولكن هل الأمريكيون يعرفون هذا؟ هم الذين قاموا لتفريق المتظاهرين أطلقوا النار عليهم، ولأنهم اشتبهوا في مجموعة من الأشخاص أطلقوا النار عليهم، يريدون فرض الأمن بالموت.. لن يكون من الصعب على عراقي يشعر بالمهانة أن يقبل مهانة أكبر، من شخص يعتبره أجنبيا.. ربما الذي يمكن توقعه هو حالة الانهيار الأخرى التي قد تصنع مقاومين آخرين، سوف يعتبرون الثورة خبزهم اليومي كما فعل الضباط العراقيين قبل خمسين سنة أو أكثر». تواصل الجريدة بقولها: «ما نريد الوصول إليه هو أن العنف لأجل السلام لا يمكن اعتباره نية طيبة، بالخصوص لشعب فقد أمنه طويلا، وحين أراد استرداد ما سرق منه وجد المارينز أمامه.. صحيح أن أمريكا هي التي أسقطت النظام العراقي، ولكنها فعلت ذلك لأجل حرية شعب كما تقول.. أليس الوقت قد حان لإعطاء الشعب حقه في اختيار ممثليه بدل إحضارهم من الخارج وفرضهم عليه. «لومانيتي» تتحدث عن الحضارة العراقية التي تعرضت للنهب، تحت عنوان «ذاكرة الأمة وأمنيزيا السياسة» تقول: الدمار الذي لحق بالعراق، لم يسلم منه أحد، بمن في ذلك المتاحف التي كانت شاهدة عيان على أمة بعينها.. اليونسكو تبكي الخسارة التراثية والثقافية في العراق.. تعرض حجم المأساة التي وقعت.. الحرب لا يمكن التعبير عنها بلا خسائر يقول «فليشر» للدفاع عن صاروخ سقط على متحف بغداد القومي.. فليست للصواريخ ذاكرة تتعرف بها على التاريخ الإنساني الأقدم.. هذا تبرير ما لا دفاع له حين يتعلق الأمر بالحياة السوداء التي يكتشفها أي عراقي اليوم، يجد نفسه بلا وظيفة لأن الصواريخ دمرت المؤسسات التي كان يعمل بها، وبلا مدرسة لأطفاله لأن تلك الصواريخ نفسها سقطت على مدارس أبنائه.. العراقي الذي يكتشف مرعوبا أن ثقافته الشخصية وتاريخه وآثار أجدداه قد دمر. العراق ليس أكثر من ضحية مؤامرة استهدفت حضارته وقيمه وهويته ككل». «فرانس سوار» تكتب بعنوان «وهم الحقيقة» تقول: «بين قمة أثينا التي جمعت الأعضاء القدامى والأعضاء الجدد في أوروبا الواسعة»، وبين قمة «التشكيلات» السياسية العراقية المعارضة، خيط رفيع.. فالأولى جاءت إلى أثينا تجر في مشيتها انكسارات حقيقية، سواء داخلية أو خارجية، والثانية اجتمعت على جسد العراق المتعب لاقتسام ما يبدو غنيمة سياسية.. في أوروبا يمكن الكلام عن الديمقراطية كما الكلام عن الخبز.. أو الماء .. ليس لأن الديمقراطية بمفهومها العميق تحقق أحلام الشعوب، بل لأنها لم تخرج عن أيدلوجية السياسة من خلال تمرير رسالة إصلاحية غير مكتملة ومبهمة.. في العراق، الديمقراطية تبدو كطبق من الطعام الحار والساخن جدا، بحيث لا يمكن أكله ولا استطعامه، بل النظر إليه فقط.