المكرم المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد اطلعت على ما كتبه الكاتب/ حمد بن عبدالله القاضي وذلك في يوم الاحد 11/2/1424ه تحت عنوان «تعميم الدعاء والدعاء المطلوب» وذلك في كلامه على عدم جواز تعميم الدعاء على الكافرين وقد قرأت ما كتبه الكاتب وغيره من الكتاب ولكني اقول ان التعميم بالدعاء على الكافرين جائز وان رمت دليلاً فاليك الادلة من الكتاب والسنة وعمل الصحابة ومن بعدهم ومن اقوال سلف الامة. فمن الكتاب قول الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام:{وّقّالّ نٍوحِ رَّبٌَ لا تّذّرً عّلّى الأّرًضٌ مٌنّ الكّافٌرٌينّ دّيَّارْا (26) إنَّكّ إن تّذّرًهٍمً يٍضٌلٍَوا عٌبّادّكّ وّلا يّلٌدٍوا إلاَّ فّاجٌرْا كّفَّارْا } [نوح: 27] . وقول الله حكاية عن موسى عليه السلام:{وّقّالّ مٍوسّى" رّبَّنّا إنَّكّ آتّيًتّ فٌرًعّوًنّ وّمّلأّهٍ زٌينّةْ وّأّمًوّالاْ فٌي الحّيّاةٌ الدٍنًيّا رّبَّنّا لٌيٍضٌلٍَوا عّن سّبٌيلٌكّ رّبَّنّا اطًمٌسً عّلّى" أّمًوّالٌهٌمً وّاشًدٍدً عّلّى" قٍلٍوبٌهٌمً فّلا يٍؤًمٌنٍوا حّتَّى" يّرّوٍا العّذّابّ الأّلٌيمّ } [يونس: 88] وقال الله تعالى {لٍعٌنّ الذينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ عّلّى" لٌسّانٌ دّاوٍودّ وّعٌيسّى ابًنٌ مّرًيّمّ..} [المائدة: 78] . دعاؤه صلى الله عليه وسلم على المشركين كما في قصة خبيب بن عدي وقال:« اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبق منهم احداً». وقوله صلى الله عليه وسلم: «قاتل الله اليهود..» الحديث. كما في الصحيحين من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:« لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد». وكذا قوله صلى الله عليه وسلم:« اللهم اعني عليهم بسبع كسبع يوسف..» رواه البخاري. وكذا ان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الاخيرة من صلاة العشاء قنت: « اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف». فهذا كله تعميم بالدعاء وفي زمن الوحي ولم ينكر. ومن آثار الصحابة والسلف الصالح بجواز تعميم الدعاء على الكافرين: ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول في قنوته:« اللهم عذب الكفرة اهل الكتاب اللهم اجعل قلوبهم قلوب نساء كوافر». وكذا روي عن يحيى بن وثاب نحو هذا. ومن اقوال السلف جواز تعميم الدعاء على اهل الكتاب والكفار عموماً: قال ابن حجر رحمه الله:« والدعاء عليهم بالقحط وهلاك الاموال ونحوها جائز على جهة التعميم وليس هذا خاصاً بالنبي صلى الله وسلم بل له ولمن بعده فان كانت مصلحة المسلمين في ذلك فثم شرع الله».وقال البخاري رحمه الله:« باب الدعاء على المشركين». قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:« فانه اذا دعي عليهم بما فيه عز الدين وذل عدوه وقمعهم كان هذا دعاء بما يحبه الله ويرضاه، فان الله يحب الايمان اهل الايمان وعلو اهل الايمان وذل الكفار». ثم لو كان التعميم بالدعاء اعتداء لنزه الله عنه رسله وخيرة انبيائه وخلقه واولي العزم فهاهم نوح وابراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم اجمعين قد دعوا بالتعميم على الكافرين كما ذكرنا آنفاً ولم ينكر عليهم فما بالنا ننكره «اللهم عليك باليهود والنصارى وجميع اعداء الدين». محمد بن سعدون العبدالمنعم / الزلفي