من منا لا يحب الأطفال؟ خاصة إذا كانوا من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مما لا تفيدهم نظرات الشفقة والرحمة بشيء.. فعندما نريد التوغل في عالم التوحد، نتوقف طويلاً حائرين عن حالتهم الغريبة التي صنفها المختصون وأوصوا بسبل رعايتهم وإقامة المراكز الخاصة بهم لاحتوائهم فلا أعتقد أن مركزاً أو مركزين يكفل رعايتهم وخاصة أن تكاليفها مرتفعة يصعب على صاحب الدخل المحدود المتوسط دفعها، فما العمل؟! البقاء في البيت من دون رعاية أم ارسال نداءات إلى أصحاب الخير للتكفل بالمصاريف المادية؟ ، لا ليس هذا هو الحل، فهي ليست قضية فردية، حتى وإن لم تمس شريحة كبيرة من أطفالنا، مع هذا تظل مهمة ومهمة جداً، بحاجة إلى دعم حقيقي من وزارة الصحة ومن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وذلك لتفعيل المشروع الوطني الذي أقره مجلس الوزراء لأجل اعاقة التوحد، فهم وأولياء أمورهم على جمر الانتظار والرجاء أن يرى المشروع النور، كذلك لا بد أن يكون هناك تسليط إعلامي عليها حتى تجد الدعم من ذوي الاختصاص وكذلك لا بد أن يكون هناك تنمية موارد لمثل تلك المراكز التي تحتوي ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يكون هنالك تشغيل ذاتي، فالميزانية مهما كانت كبيرة إلا أنها لن تفي بالاحتياجات المستقبلية، لا بد أن يكون لدينا تفكير جاد وبناء لكي يستطيع كل مركز أو مشروع خيري أن يقوم بواجبه نحوهم على أكمل وجه، فقد تعالت أصوات الطفولة البريئة في بحث جاد عمن يحتويهم ويخفف آلامهم.