ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أنه من غير المستبعد أن يتم استئناف الاتصالات الأمنية مع الفلسطينيين في الأيام القريبة والتي قد تؤدي إلى تقديم موعد اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي اريل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن». ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الأحد في موقعها على شبكة الإنترنت عن هذه المصادر قولها إنه من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق طاقم توجيه المفاوضات مع الفلسطينيين برئاسة وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز حيث سيحاول موفاز بلورة الخطوات التالية التي سيتم اتخاذها فيما يتعلق بالحكومة الفلسطينية الجديدة. وقالت الصحيفة إن العميد عاموس غلعاد سيرأس طاقم المفاوضات الأمنية مع الفلسطينيين بعد أن ينهي مهام منصبه كمنسق عام لعمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية. وكانت تقارير إذاعية قد ذكرت أمس أن هناك اتصالات جارية لترتيب لقاء بين شارون وأبو مازن في الفترة القريبة لكن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفي وجود اتصالات من هذا النوع. كما صرح وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو ليديعوت أحرونوت بقوله من الناحية المبدئية هناك حاجة لإجراء لقاء بين أبو مازن وشارون إلا أنه لا توجد أية تحضيرات خاصة من أجل إخراج لقاء كهذا إلى حيز التنفيذ. ونقلت الصحيفة عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى قوله إنه إذا تم إجراء لقاء كهذا فستسبقه على ما يبدو لقاءات أمنية. وسينسق وزير الشؤون الأمنية الداخلية في السلطة الفلسطينية محمد دحلان التحضيرات اللازمة لعقد مثل تلك اللقاءات في الجانب الفلسطيني. وقد أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس الاحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يعتزم الإشراف على المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت الإذاعة إن شارون أبدى نيته في الإشراف شخصيا على المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة. وكانت الإذاعة أعلنت قبل ذلك أن شارون يعتزم لقاء نظيره الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعد الاربعاء السابع من ايار/مايو.. وسيكون هذا اللقاء الأول الذي يعقده أبو مازن مع شارون منذ تعيينه رئيسا للوزراء وتسلمه مهامه الاربعاء. وفي حين تتهم إسرائيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بدعم «الإرهاب»، تعتبر أبو مازن شخصية معتدلة ومحاورا جديرا ولاسيما أنه يؤيد «نزع الطابع العسكري للانتفاضة». وأجرى أبو مازن اتصالات سرية مع شارون منذ تولي هذا الأخير رئاسة الوزراء في اذار/مارس 2001. وأعلنت رئاسة الحكومة في القدس أن شارون عقد لقاء أمس الاحد مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز حضره وزيرا الخارجية سيلفان شالوم والدفاع شاوول موفاز. وقد وصل بيرنز أمس الاحد إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لبحث تطبيق «خارطة الطريق». وتتضمن خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) خطة سلام على مراحل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وصولا إلى قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2005. وقد صرح الدكتور نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني بأنه لا يوجد أي اتفاق مع الإسرائيليين على عقد اجتماع بين رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون في هذه المرحلة مشيرا إلى أن المطلوب هو قيام إسرائيل بتنفيذ ما جاء في خريطة الطريق. وأضاف شعث في حديث خاص أدلى به لإذاعة صوت العرب عبر الهاتف من رام الله أذيع صباح أمس الأحد أن السلطة الفلسطينية قبلت خريطة الطريق وأن إسرائيل لم تعلن حتى الآن قبولها لها. وشدد على أهمية وجود طرف دولي يتابع تنفيذ خريطة الطريق على الأرض حال بدء التنفيذ حتى لا تتنصل إسرائيل من التزاماتها. وأكد الوزير الفلسطيني أن خريطة الطريق لن تتحول إلى ورقة استسلام فلسطينية لإسرائيل موضحا أن على الولاياتالمتحدة أن تمارس دورها في الضغط على إسرائيل لتنفيذ خريطة الطريق.