أكدت مصادر صحافية اسرائيلية متطابقة ان الادارة الاميركية شرعت في اتصالات مع الحكومتين الاسرائيلية والفلسطينية لصوغ مسودة بيان ختامي يصدر عن القمة الثلاثية التي ستجمع الرئيس جورج بوش برئيسي الحكومتين الاسرائيلية ارييل شارون والفلسطينية محمود عباس أبو مازن في العقبة الأردنية، الأربعاء المقبل. وتابعت ان موظفي الخارجية ومجلس الأمن القومي الأميركيين وليام بيرنز واليوت ابرامز سيصلان الى تل أبيب اليوم لهذا الغرض. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن شارون وأبو مازن معنيان بنجاح اللقاء الثاني بينهما، المفروض أن يكون عقد في ساعة متقدمة من مساء أمس، ليتفاديا تحميلهما وزر فشل "القمة الثلاثية" وعرقلة جهود الرئيس الاميركي لاستئناف العملية التفاوضية. وكتبت صحيفة "هآرتس" ان الادارة الاميركية تتوقع ان يتضمن البيان الختامي اعلان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني تبنيهما رسمياً "خريطة الطريق" وإقرار مبدأ دولتين مستقلتين وموافقتهما على حل النزاع بالتحاور لا باللجوء الى العنف والارهاب. وأضافت ان الأميركيين يرون في بيان كهذا تطبيقاً للبند الأول في الخريطة القاضي باصدار كل من الطرفين المتنازعين بياناً يؤكد قبوله مبادئ الخريطة وأهدافها النهائية. وذكرت الصحيفة ان تل أبيب سبق واعلنت رفضها تنفيذ هذا البند وطالبت في المقابل الفلسطينيين بالاعتراف على الملأ باسرائيل دولة يهودية، ما يعني ضمناً تنازلاً فلسطينياً عن حق عودة اللاجئين. وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان الولاياتالمتحدة تبغي من "قمة العقبة" وضع جدول زمني واضح لتنفيذ "خريطة الطريق" فضلاً عن مطالبتها حليفتها بالتمهيد للقمة عبر اتخاذ "بادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين تتمثل أساساً بتحويل الأموال المستحقة لهم واطلاق معتقلين والتسهيل على تنقلهم بين الحواجز العسكرية المنتشرة بكثرة في الضفة الغربية وقطاع غزة". من جهته، نفى وزير الخارجية سلفان شالوم ان تكون اسرائيل وراء عقد قمتين منفصلتين في شرم الشيخ والعقبة، قائلاً لاذاعة الجيش ان الولاياتالمتحدة هي صاحبة القرار، ملمحاً الى أن ذلك قد يعود الى اعتبارات أمنية أميركية. ورداً على اعلان أبو مازن انه بصدد التوصل الى اتفاق لوقف النار مع حركة "حماس"، قال شالوم ان اسرائيل لن تكتفي بذلك وانها تصر على قيام الحكومة الفلسطينية بخطوات حقيقية ضد "الارهاب" ونزع الأسلحة عن الفصائل الفلسطينية "واغلاق معسكرات الارهاب وورشاتها لتصنيع المتفجرات"، رافضاً في الوقت ذاته الافصاح عن طبيعة "بادرات حسن النية" التي تروج لها حكومته، ومضيفاً ان التقدم في المسار السلمي متعلق بالفلسطينيين وحدهم. وقالت الوزيرة تسيبي ليفنه ان الحكومة الاسرائيلية لن ترضخ لأي ضغوط اميركية "في مسائل جوهرية واردة في الخريطة وليست مقبوله لنا". أما وزير الدفاع شاؤول موفاز، الذي أيد قرار الحكومة التصديق على الخريطة فعمد الى خفض سقف التوقعات: "محظور علينا أن نوهم أنفسنا بأن ثمة حلاً سحرياً سيتحقق خلال شهر أو اثنين. انها عملية تحتاج الى سنوات عدة". غالبية الاسرائيليين لا تصدق شارون في سياق متصل، قال 61 في المئة من الاسرائيليين انهم لا يصدقون تصريحات شارون المتعلقة بحل النزاع مع الفلسطينيين، ويرون انها لا تدلل الى تغيير في مواقفه انما تستهدف إرضاء بوش وادارته. وقال 19 في المئة فقط انهم يصدقون شارون. وأعلن 59 في المئة، بحسب استطلاع أجرته الاذاعة الرسمية، تأييدهم لاعلان شارون وجوب انهاء الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية. وأعرب 42 في المئة عن تأييدهم قرار الحكومة قبول "خريطة الطريق" بينما عارضها 30 في المئة لكن 70 في المئة يستبعدون ان تؤدي الخريطة الى اتفاق سلمي مع الفلسطينيين.