سعادة رئيس التحرير المحترم قرأت يوم الجمعة 9 صفر 1424ه الموافق 11 ابريل 2003م العدد 11152 في صفحة عزيزتي الجزيرة رأيه واحترمت نظرته المشحونة بالتحامل على المثقفات اللاتي يتزوجن من هم أقل ثقافة منهن واكبر عمراً او كما قال اصغر منهن عمراً، واتمنى ان يكون ردي غير المتحامل كافياً له ولمن رأيه من القراء مماثل له. في الفترة الأخيرة أصبح العلم وسيلة كل من ترغب في البحث عن الذات وبالتالي فالصورة القديمة للفتاة التي تنهي مرحلة معينة من التعليم ومن ثم تبقى في البيت تنتظر نصيبها اختفت، لذا تجدفي الوقت الحالي الكثير من المتعلمات والمثقفات في مجالات مختلفة منهن يحببن المناصب كطموح وآخريات يؤمنّ بأن الشهادات كلما ازدادت ازداد الراتب وهناك دوافع أخرى. على الناحية الأخرى اخذ الشباب على أنفسهم السفر باسم الرجولة واللهو والترف تنتهي، فترة الدراسة أو الأعوام الدراسية نجد ان الفتيات وصلن لمراحل متقدمة من التعليم والشباب اقل مستوى هذا اذا لم يهجروا مقاعد الدراسة.. اعتقد هذا سبب عدم التكافؤ من الناحية الفكرية او مستوى التعليم. سؤال يطرح نفسه هل هذا سبب مقنع لعدم الزواج بينهما؟! هل تظل الفتيات بلا زواج؟! ما العمل اذن اذا كنا لا نزوجهن إلا لمن يساويهن اصلاً وفصلاً وحسباً ونسباً؟!. اقل شهادة ليس مرفوضاً لأنه قد يكون قادراً على حمل مسؤولية الزوجة والابناء المهم هو الستر ونصف الدين لذا قد تجد في مجتمعنا المديرة التي تتزوج بالحارس.. واستغرب نظرتك كاخصائي الى مبدأ التفاضل بين الرجل والمرأة.. من هو أفضل ممن؟ من يكبت جماح غرور من؟ لماذا يبدو الرجل الحاصل على افضل درجات العلم ناقصاً او يفتقر لشيء تملكه امرأة او فتاة متعلمة ؟! لماذا يشعر بالنقص دائماً؟!. علماً انه في وقت من الأوقات كان يختار الاجنبية لانها متعلمة. ماذا عن بنت البلد؟! كلنا كمتعلمين ومثقفين ندرك ان الرجال قوامون على النساء لكن هذا لا يعني ان تعامل المرأة ككائن يحُبس ويروض. في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام كان من الفقهاء والشعراء نساء كذلك في عهد الصحابة وعند البدو المرأة سند ويؤخذ برأيها وفي الحاضر المرأة هي الاب والام والاخ والزوجة والصدر الرحب دائماً. طيب.. لو سلمنا بالأمر وقلنا ان المثقف لا يتزوج إلا مثقفة مثله هل تنتهي المشكلة؟ ثم إنه إذا كان الرجل المناسب «أعني الجامعي المثقف» موجوداً فهو لا ينظر لابنة البلد إلى ابنة البادية الأقل من مستوى تفكيره سواء كانت متعلمة أم لا ولذا يبحث عن غيرها. إلى ابنة بادية اقل من مستوى تفكيره سواء كانت متعلمة أو لا، لذا يبحث عن غيرها من الدول العربية وغير العربية لينتهي المطاف به وحيداً ببلده او شريكة حياته وابنائه ببلده او دولة أخرى، على الرغم من انها تختلف عنه فكرياً، اصلاً، عادات وتقاليد.. ماذا يبقى للفتيات؟!. انا سعيدة لأنك أبرزت جانب الاتكال المادي. اي ينظر الرجل للمرأة التي يتزوج بها كمصرف متنقل يجعله مكتفياً اقتصادياً.. او كممول مصرفي له عندالحاجة والاغلب من الرجال المعنين في هذا المقطع اذا وفروا من خلف هذه المصارف التي يرتبطون بها فهم ليجمعوا مهراً لشريكة جديدة.. نظرتهم للنساء هواية، تغيير، رجل لا يُعني شيئاً» ثم نأتي نحن الشباب الذين يفترض ان يقوموا بالمجتمع لما هو افضل ونقول كبت جماح. لا الزواج انتقاء كياني مقدس دافعه الاستقرار، نصف الدين، راحة البال، الأمان، تكوين اجيال. الزواج ليس حلبة مصارعة. مبدأ التكافؤ بين الازواج من حيث النساء والتعليم والمكانة الاجتماعية، والطول قد تساعد في التفاهم بين الجنسين لكنها ليست الحل. نظل بشراً تختلف آراؤنا ونختلف نحن. لماذا نحن المتعلمين نتكلم وكأن المجتمع كله كامل التعليم.. ولماذا نهمل من هم اقل منا تعليماً؟ لماذا لانستغل العلم بما هو انفع لنا جميعا؟! بدلاً من ان ننقسم الى فئات متباغضة!! لماذا لا نحب بعضنا كمجتمع أساسه السلام والحب وينشأ ابناؤنا على هذا الأساس بدلا من زرع هذه الأفكار «التفاضل بين الطرفين» لنصل الى اسر متفاهمة متماسكة؟. لماذا نهمل فئات ونتسبب في بروز فئات ضاعت بين الآراء لتكون مرفوضة اخلاقياً واسلامياً دعنا يا اخي الفاضل نعزز من هويتنا الإنسانية. تعليق صغير حول قصة الاخصائي الذي يمشي، خلف الدكتورة اينما ذهبت وما اغاظك اكثر أنه زوجها. وظيفة الزوج والزوجة في البيت أما العمل فهو العمل لا تتداخل فيه الروابط الخاصة.. المعروف في المستشفيات ان الدكتور يتقدم المساعد او الممرض او الاخصائي.. الثقة حلوة لكن لا اعتقد انك ترضى لزميل اخصائي أن تقدم وكنت انت طبيباً.. ميدان العمل يتطلب منا اشياء هي للعمل منها احترام المناصب، الخبرة، الشهادة، وأولوية ونوع أو طبيعة الوظيفة.وشكراً جيهان محمد