يتركز اهتمام كبير بين الحلفاء الغربيين على مستقبل العراق بما في ذلك مهمات حفظ السلام القادمة حيث تتوجس دول غربية من امكانية تجاوزها بينما يبدو أن بريطانيا تتعمد ذلك. وفي ذات الوقت يعتقد أن مرشح وزير الخارجية الأمريكي لرئاسة الحكومة المدنية هو الأوفر حظا لتولي المنصب.. فقد ذكرت مجلة نيوزويك أمس الخميس أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يعتزم تعيين بول بريمر الموظف في وزارة الخارجية حاكما مدنيا للعراق، معتبرة هذا التعيين بمثابة نصر لوزير الخارجية كولن باول. وأوضحت المجلة أن بول بريمر ستكون له سلطة على الجنرال غاي غارنر المكلف المسائل الإنسانية وإعادة إعمار العراق. ونقلت الصحيفة عن موظف كبير لم تكشف اسمه أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى العراق زلماي خليل زاده سيكون أيضا تحت سلطة بول بريمر. وأضافت نيوزويك أن هذا التعيين يشكل فوزا لباول في صراع النفوذ الذي يخوضه مع البنتاغون حول مستقبل العراق. إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يوم الاربعاء أن النظام المطبق في إيران لا يجوز أن يكون أنموذجا بالنسبة للعراق وحذر طهران من أي تدخل في شؤون جارها العراقي. وقال خلال جلسة استماع أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ إن «الأنموذج الإيراني ليس الأنموذج الذي يجب أن يقلده الآخرون». وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يخشى أن يصبح العراق دولة «ثيوقراطية» بدل «ديموقراطية» كما وعدت الولاياتالمتحدة، قال باول «سنقوم بكل ما يمكننا القيام به كي لا يتكرر ذلك». وحذر باول أيضا إيران من أي تدخل في جنوبالعراق الذي تقطنه أغلبية من الشيعة. وقال «يجب أن نكون متيقظين مما يمكن أن يحاول الإيرانيون القيام به في جنوبالعراق». وأضاف «لقد أخطرنا الإيرانيين بالقلق الذي ينتابنا وأوضحنا لهم أنه لن يكون في مصلحتهم ممارسة نفوذ غير مناسب لدى السكان الشيعة في جنوبالعراق أو محاولة التسلل إلى هذه المنطقة». ومن جانب آخر، أكدت صحيفة اندبندنت البريطانية عمق الخلافات داخل حلف شمال الأطلنطي «الناتو» بسبب بدء بريطانيا في العمل على تكوين قوة أمن دولية للعراق تستبعد أي دور مبكر لحلف شمال الأطلنطي. وأوضحت الصحيفة في تقريرلها أمس الخميس أن كبار المسؤولين العسكريين من 12 دولة اجتمعوا في لندن أمس لإجراء محادثات حول كيفية تحويل الاحتلال الانجلو أمريكي للعراق إلى تحالف اوسع واستبعد الاجتماع المنتقدين الأوروبيين الرئيسيين للحرب. وقالت اندبندنت إنه بدون قرار من جانب الأممالمتحدة حول العراق فإن بريطانيا تبدو وكأنها قد توصلت لنتيجة ترى عدم جدوى مناقشة الأمر حتى داخل الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلنطي «الناتو». غير أن قرار تخطي الأجهزة الدولية سعيا لتشكيل قوات حفظ سلام من المرجح أن تزيد الآراء تشددا من خلال تكريس الانقسام بين أوروبا الجديدة والقديمة واستبعاد دول مثل فرنسا وألمانيا من المناقشات حول الخطوات القادمة.كما يشير تقرير صحيفة اندبندنت البريطانية إلى أن بريطانياوالولاياتالمتحدة تخليتا عن امكانية تحقيق إجماع أوسع نطاقا حول المستقيل القريب.