سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يعلن انتهاء القتال من حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وبريطانيا تعين دنماركياً مسلماً لإدارة البصرة ديبلوماسي أميركي رئيساً لإدارة العراق يحيي الصراع بين الخارجية والدفاع
عاد الحديث في واشنطن أمس عن الانقسام بين وزارتي الخارجية والدفاع في شأن الإدارة التي ستتولى تسيير شؤون العراق مستقبلاً. إذ أفادت معلومات ان الرئيس جورج بوش الذي أعلن ليل أمس انتهاء القتال الرئيسي في العراق، سيعين ديبلوماسياً محترفاً من الخارجية ليرأس الإدارة المدنية التي يتولاها حالياً الجنرال المتقاعد جاي غارنر المرتبط بوزارة الدفاع. ويتزامن ذلك مع اختيار البريطانيين ديبلوماسياً دنماركياً مُسلماً ليتولى إدارة البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية. ذكرت مجلة "نيوزويك" ان الرئيس جورج بوش يزمع الاعلان عن تعيين الديبلوماسي المحترف بول بريمر رئيساً للإدارة المدنية في العراق بعد الحرب. وأفادت المجلة في مقال في موقعها على شبكة الانترنت ان بريمر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الاميركية، ستكون له سلطة أعلى من الجنرال المتقاعد جاي غارنر الذي يرأس حالياً جهود الإعمار في العراق. وأضافت المجلة ان تعيين رئيس مدني للإدارة له سلطة أعلى من غارنر كان أمراً متوقعاً، لكن لم يكن معروفاً هل سيأتي من وزارة الدفاع البنتاغون أم من وزارة الخارجية. وعمل بريمر الذي يعد من اكبر الكفاءات في مجال مكافحة الارهاب، ديبلوماسياً محترفاً لمدة 23 عاماً مع ستة من وزراء الخارجية الاميركيين. واحال البيت الابيض الاستفسارات في شأن تعيين بريمر الى وزارة الدفاع. لكن ناطقة باسم وزارة الدفاع قالت ان ليس لديها معلومات عن هذا التقرير. ولم تنجح جهود للاتصال ببريمر هاتفياً. وأوردت "نيوزويك" ان ناطقاً باسم مكتب بريمر في واشنطن حيث يتولى منصب المدير التنفيذي لشركة "مارش كرايسيس كونسالتنغ"، ذكر انه غير موجود ليعقب على التقرير ولم يتسن له "تأكيد أو نفي" نبأ التعيين. ويأتي تعيين بريمر وسط انقسامات مستمرة بين الجيش الاميركي والديبلوماسيين الاميركيين في شأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وتدور الانقسامات داخل ادارة بوش حول زعيم المؤتمر الوطني العراقي السيد احمد الجلبي الذي يحظى بتأييد قوي في وزارة الدفاع، في حين يشكك بعض المسؤولين في وزارة الخارجية في صدقيته. وذكرت "نيوزويك" ان بعض حلفاء وزير الخارجية كولن باول أشاد بتعيين بريمر على أساس انه سيوفر قوة معادلة لافكار المحافظين الجدد في وزارة الدفاع والبيت الابيض. ونقلت عن مسؤول اميركي قوله في اشارة الى وزيري الخارجية السابقين هنري كيسنجر وجيمس بيكر: "انها فكرة جيدة جداً لأن هناك حاجة الى شخص ديبلوماسي هناك. وكان هذا الامر مفقوداً. انه من نوع كيسنجر وبيكر". ونقلت المجلة عن موظف كبير لم تكشف اسمه ان المبعوث الخاص للبيت الأبيض الى العراق زلماي خليل زاده سيكون ايضاً تحت سلطة بول بريمر. واعتبرت ان هذا التعيين يشكل فوزاً لباول في صراع النفوذ الذي يخوضه مع البنتاغون حول مستقبل العراق. وعمل بريمر سفيراً متجولاً لمكافحة الارهاب في ادارة الرئيس السابق رونالد ريغان. وفي حزيران يونيو عام 2002 عينته ادارة بوش للعمل في المجلس الاستشاري للأمن الداخلي التابع للرئيس. انتهاء القتال ومن المقرر ان يكون الرئيس بوش أعلن ليل أمس من على متن حاملة طائرات انتهاء عمليات القتال الرئيسية في العراق وطي صفحة القتال والانتقال الى مرحلة اعادة اعمار العراق. وسيوّجه الرئيس الأميركي خطاباً الى الأمة في الساعة التاسعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأولى صباحاً من اليوم الجمعة بتوقيت غرينتش. وسيلقي بوش كلمته على متن حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" التي قامت بدور حيوي في الغارات الجوية على العراق والتي بقيت في البحر لمدة اربعة اشهر اضافية بعد فترة الشهور الستة المعتادة. ولن يصل بوش في كلمته الى حد اعلان النصر رسمياً مع استمرار سعي ادارته الى التوصل الى دليل دامغ على وجود اسلحة دمار شامل في العراق واستمرار عمليات مقاومة متقطعة. ولن يرقى الاعلان الى حد انهاء رسمي للأعمال العسكرية لكنه يمهد الطريق لعمليات تقودها الولاياتالمتحدة في العراق تتركز على اعادة الاعمار. ويتوجه بوش الذي كان طياراً في الحرس القومي الجوي في تكساس الى حاملة الطائرات على متن طائرة من طراز "اس-3 بي" تابعة للبحرية الاميركية حيث سيجلس في المقعد الامامي بجوار الطيار وتنزل الطائرة على الحاملة بأسلوب صعب يعتمد على كابل لكبحها في تجربة فريدة لرئيس إذ عادة ما يتوجه الرؤساء الى حاملات الطائرات بالهليكوبتر. وقال بوش مازحاً للصحافيين: "ابقوا بعيدين عن المدرج". وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر: "لن يقود الرئيس الطائرة بنفسه". وعلى متن الحاملة أكثر من خمسة آلاف عسكري قاموا بنحو 16500 طلعة جوية على العراق وافغانستان. وتتوجه حاملة الطائرات الى سان دييغو لإنزال طاقمها قبل ان تتوجه الى مرساها في ميناء افيريت بواشنطن. وسيقوم بوش بجولة على حاملة الطائرات ويبيت على متنها. وعندما يحين موعد رحيله صباح الجمعة سيكون على مسافة يمكن ان تقطعها طائرة هليكوبتر من الشاطئ. وجاء قرار القاء الكلمة على متن حاملة الطائرات في اعقاب نقاش داخل البيت الأبيض في شأن ما اذا كان يتعين ان يكون الحدث امام الكونغرس ام خارج واشنطن. ويرى الجمهوريون ميزة سياسية في الاسلوب الذي اختاره البيت الابيض في نهاية الأمر للإدلاء بالخطاب. ويقول المستشار الجمهوري سكوت ريد عن الخطاب انه سيلقى "خارج واشنطن ووسط الجيش وقبالة ساحل الولاية الذهبية كاليفورنيا". وذهبت اصوات كاليفورنيا الاربعة والخمسين الانتخابية للديموقراطيين في انتخابات الرئاسة السابقة. لكن الجمهوريين يكرهون التخلي عن الولاية العملاقة. وكان تومي فرانكس، قائد القوات الاميركية في الحرب على العراق، ابلغ بوش الثلثاء الماضي ان العمليات العسكرية الكبيرة انتهت. وطلب البيت الابيض من شبكات التلفزيون الاميركية نقل كلمة الرئيس على الهواء. وسيتيح الخطاب كذلك للرئيس فرصة سياسية كبيرة للترويج لبرنامجه الاقتصادي المعتمد على خفض ضريبي والذي سيسعى الى كسب التأييد له من خلال زيادة تنقلاته بين مختلف ارجاء البلاد وايضا الاعداد لحملة اعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2004. وفي كوبنهاغن، قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ موللر ان ديبلوماسياً دنماركياً مخضرماً يتقن العربية سيعيّن ليرأس إدارة واحدة من أربع مناطق إدارية في العراق. وسيشرف أوليه وولر أولسن، سفير الدنمارك في سورية منذ تشرين الأول اكتوبر 2000، على إدارة محافظة البصرة الجنوبية. وخدم أولسن، وهو مُسلم مُلتزم، في الخارجية الدنماركية منذ 1969، وتولّى مناصب في عدد من البلدان بينها المغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية ورواندا وتشيلي وبيرو. وقال الوزير موللر ان أولسن "سيقيم أساساً للعراق الجديد" وانه يعرف العالم العربي عن ظهر قلب. ولم يكن واضحاً فوراً متى سيتسلم أولسن منصبه الجديد ولا من سيحل محله في السفارة في دمشق. وقال موللر ان إعلان تعيين أولسن هو إعلان مشترك بين الدنمارك وبريطانيا التي تسيطر قواتها على البصرة. وأولسن 62 عاماً هو ثاني ديبلوماسي دنماركي يُرسل للعمل في العراق. ففي نيسان ابريل الماضي، رشّحت الدنمارك هنريك أوليسين، وهو ديبلوماسي سابق عمل مع الأممالمتحدة في العراق بعد حرب الخليج عام 1991، ليكون جزءاً من إدارة جاي غارنر في بغداد. وأيدت الدنمارك خطط الولاياتالمتحدة السياسية والعسكرية في العراق، وأرسلت غواصة وسفينة الى المنطقة عشية بدء الهجوم الأميركي.