رحبت الولاياتالمتحدة باقرار المجلس التشريعي الفلسطيني لحكومة محمود عباس (ابو مازن) الجديدة وتعهدت بالمضي قدماً بمبادرتها الجديدة من اجل السلام بينما ادت عملية فدائية في تل ابيب الى مصرع وجرح العشرات من الاسرائيليين الليلة قبل الماضية وسبق ذلك استشهاد اكثر من سبعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين وهو امر لم يحظ باهتمام واشنطن.. وحث البيت الابيض بعد ان فرغ من الحرب في العراق التي يأمل ان تحسن فرص احلال السلام في المنطقة العرب على القيام على وجه السرعة بحملة لقمع العنف ضد الاسرائيليين وقال انه سيعلن قريباً خطة السلام في الشرق الاوسط التي طال انتظارها والمعروفة باسم «خارطة الطريق» الا انه لم يحدد بدقة متى سيفعل ذلك. وجاء انفجار تل ابيب بعد ساعات من اقرار المجلس التشريعي الفلسطيني الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمود عباس (ابومازن) الذي تعهد بكبح جماح النشطاء الذين كانوا وراء هجمات على الاسرائيليين في انتفاضة عمرها 31 شهرا. وأدان البيت الابيض ووزارة الخارجية التفجير لكنهما قالا انه لن يفسد بدء مبادرة جديدة من اجل احلال السلام في الشرق الاوسط. ومن المتوقع ان يعلن رباعي الوساطة الذي يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة خطة السلام في بحر اسبوع. وتدعو الخطة لاقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 في نهاية العملية التي تبدأ بوضع نهاية للعنف ووقف بناء المستعمرات وخطوات اسرائيلية لتحسين الحياة بالنسبة للفلسطينيين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر ان الرئيس جورج بوش يتطلع للعمل مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي لدفع قضية السلام في الشرق الاوسط قدما. واضاف: «وستعلن الولاياتالمتحدة قريبا خريطة الطريق رسميا للاطراف المختلفة. ونأمل ان تعمل هذه الاطراف بجد ودأب لدفع قضية السلام قدما وسنرحب بمساهماتها في خريطة الطريق». وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول متحدثا قبيل اقرارالحكومة الفلسطينية الجديدة وهو شرط لاعلان خريطة الطريق انه يأمل ان يتحدث ابو مازن على الفور علنا وبوضوح بخصوص «الارهاب والعنف». وقال باول امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «اعتقد انه سيتحرك على وجه السرعة وبقوة للعمل مع السلطات الاسرائيلية والسيطرة على الموقف وملاحقة الافراد والمنظمات التي تقوم بهذا النوع من الهجمات الارهابية». وقد يضع استئناف محادثات السلام حدا للجمود الذي بدأ في اوائل عام 2001وهو الوقت الذي تولى فيه رئيس الوزراء آرييل شارون رئاسة الحكومة الاسرائيلية من ايهود باراك. وقال مسؤولون ان باول سيقوم بجولة خارجية تشمل سوريا ولبنان لكنه لن يقابل الفلسطينيين والاسرائيليين الا في جولة ثانية يبدأها في الثامن من مايو ايار. وقالت وزارة الخارجية ان جولته التي بدأت اليوم الخميس وتنتهي السبت ستشمل اسبانيا والبانيا وسوريا ولبنان وسيبحث خلالها جهود النهوض بعملية السلام العربية الاسرائيلية والمساعي الرامية لاقامة ديمقراطية نيابية في العراق. ولم يشر باول الى اي من التزامات اسرائيل بموجب خريطة الطريق مثل تجميد اعمال البناء في المستعمرات اليهودية وتخفيف القيود على الفلسطينيين. الا انه قال ان شارون وغيره من الزعماء الاسرائيليين يريدون بوضوح العمل على احلال للسلام بسبب الاثر الاقتصادي للانتفاضة الفلسطينية التي مضى عليها اكثر من عامين وعبء نشر القوات الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية. واضاف: «وانا على ثقة ايضا من مناقشاتي مع رئيس الوزراء شارون ووزيرالخارجية سيلفان شالوم وغيرهما من المسؤولين الاسرائيليين انهم حريصون على التقدم الى الامام انهم ليسوا في وضع يروق لهم». غير ان لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل قالت ان 83 من اعضاء مجلس الشيوخ و278 من اعضاء مجلس النواب وقعوا بالفعل رسائل تعترض على الجهود الرامية الى ممارسة ضغوط على شارون لتقديم تنازلات الى ان يبذل الفلسطينيون مزيدا من الجهد في مكافحة الارهاب. واضافت انهم حذروا بوش كذلك من السماح للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا بالقيام «بدور مهم» في مراقبة تنفيذ خطة السلام. واشار ابو مازن امام المجلس التشريعي الفلسطيني يوم الثلاثاء الى انه يعتزم الحد من نشاط الذين يهددون فرص اجراء محادثات جديدة للسلام مع اسرائيل. وقال في الجلسة التي منحه المجلس فيها الثقة في حكومته انه لا مجال لسلاح في غير ايدي الحكومة. وتعهد عباس والرئيس ياسر عرفات جالس الى جانبه بوضع حد لما اسماه «للفوضى المسلحة» لكنه لم يذكر كيف سيفعل ذلك وسارعت حركتا حماس والجهاد الاسلامي الى التعهد بعدم التخلي عن السلاح الى ان يزول الاحتلال الاسرائيلي. الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة وسط الصمت الأمريكي