رغم الاعتراضات الإسرائيلية القوية كشفت الولاياتالمتحدة عن نص ما يسمى خارطة الطريق من أجل التسوية النهائية والشاملة للصراع في الشرق الا وسط والتي صاغها دبلوماسيون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة. ويأتي الإعلان عن المبادرة عقب تعيين محمود عباس رئيسا لوزراء السلطة الفلسطينية بعد ضغوط اللجنة الرباعية على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي شعر بصدق أن العملية كلها تهدف إلى إبعاده من الصورة. وباختصار يعد التأخر في إعلان الوثيقة التي وضعت العام الماضي مؤشراً لما سوف تكون عليه المفاوضات النهائية الشاملة، ستكون صعبة مليئة بالالغام الدبلوماسية يخيم الشك على احتمالات نجاحها وسيكون ثمن الفشل فيها فادحا. وكان رئيس وزراء إسرائيل يصر على عدم نشر الخطة. وطلب إجراء تعديلات كثيرة قدرها دبلوماسيون بالمئات. ولكن معظمها يتعلق بالجزء الخاص بتفكيك المستعمرات القائمة حالياً في الضفة الغربية وغزة المحتلتين. وكان أعضاء الجناح اليميني في حكومة شارون قد هددوا بالاستقالة ومن ثم إسقاط الحكومة وإجراء انتخابات جديدة إذا قام شارون بتفكيك أية مستوطنة. لقد بدأت الجماعات اليمينية في إسرائيل في التخطيط بشأن منع تفكيك المستوطنات، وبدأ مؤيدوهم في الكونجرس الامريكي بالفعل في ممارسة الضغوط على البيت الابيض ووزارة الخارجية وأبلغ مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة وغزة صحيفة هاآرتس بأن «الموقف سيئ جدا» وقال المتحدث باسم المجلس للصحيفة «هدفنا الحقيقي هو عرقلة خطة خريطة الطريق». وأبدت جماعة مصالح قوية مؤيدة لإسرائيل وهي لجنة الشؤون العامة الامريكية الإسرائيلية دعما لشارون. ومضى زعماء الكونجرس بمن فيهم زعيم مجلس النواب التابع لحزب بوش الجمهوري إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ أعلنوا أن المفاوضات تهدد أمن إسرائيل، ولكن بعض الزعماء الهامين للجماعات اليهودية الاخرى مثل إدجار برونفمان و هو المساهم المالي القوي في قضايا الدفاع عن اليهود والحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة يؤيِّد فتح عملية السلام وقال أحد الزعماء الامريكيين اليهود الرافضين للخطة للمعلق الإسرائيلي دانيروبن شتاين أنا لست متأكدا من أن الانسحاب الإسرائيلي إلى خطوط الهد نة في عام 1967 سيجلب السلام وأنا متأكد من أنه إذا كانت إسرائيل لا ترغب في الانسحاب إلى خطوط 1967 فلن يكون هنا ك سلام. النزاع بشأن المفاوضات لم ينته ويمكن أن يكون نزاعا دمويا مثل أي موضوع آخر متنازع عليه بين إسرائيل والفلسطينيين، فبعد يوم من نشر خارطة الطريق قامت القوات الإسرائيلية بهجوم كبير قتلت خلاله 15 فلسطينيا بينهم طفل عمره عامان و65 جريحا آخرين وإزالة منزل ولم يكن توقيت الهجوم مصادفة بل كان كما هو الواضح إشارة من شارون إلى بوش والقيادة الامريكية وباقي أعضاء اللجنة الرباعية بأنه لا يزال يملك الدور الرئيسي في تحديد ما هو صالح لإ سرائيل وما هو غير صالح.