بغدادُ، يوم الأربعاء 8 صفر 1424ه «9 ابريل 2003م» أعادك الى قرون التدمير منذ عصر هولاكو عام 656ه الى عام غزو الانجليز عام 1917م فهل قدرك أن تكوني يادرة المدن مرتعاً لغزاة الشرق والغرب؟ بغداد، كتموا أنفاسك ثلاثين عاماً، أثكلوا الأم، ويتموا الرضيع، وأراقوا دم الشهداء، ونكسوا راية الدين، وأذلوا الكرامة العربية، ولم يعرفوا طريقاً للحوار سوى طلقة الرصاص، وقيد السجن، والنفي في الأرض، وانتهوا بتسليمك لغزاة أمريكا وبريطانيا، ليمتصوا ثروتك ولكن بعد أن يهدموا بنيتك ويهتكوا حرمة أهلك. بغداد، كلهم سفاحون من بقي على أرضك يسفك الدماء ويذل الشعب ومن فَرَّ بروحه الفجة بعد أن عذب أهلك وأراق دماءهم عبر الأجهزة البوليسية حتى إذا ما وصلت إليه التصفيات هرب إلى لندن أو واشنطن أو السويد وجاء الآن كأبي رغال يقدم الغزاة لعله ينال كرسياً يعتليه، وهو لا يستحق إلا لعنة أجدادك العرب لأبي رغال ورجم قبره بالحجارة. بغداد، كلهم صدام، من أرعد ثم خذل، ومن تربَّص، ومن قبض، ومن رقص على أشلاء أطفالك وأعراض نسائك ومن أرسل هجمة من الشمال أو الجنوب لنهب أموالك واستباحة جامعاتك ومساجدك، فلا تثقي في أحد منهم يا عاصمة الرشيد وزبيدة وأبي حنيفة ومنبت صلاح الدين. بغداد، تساوي لديك صدام وضباطه الذين خدعوا الناس وكذبوا، ومن سرق الأموال العامة واتكأ الآن على جنديين من جنود الغزاة ليخطب في جماهير مخدوعة بأنه عاد عودة المنتصر تحت ظلال طائرات وقاذفات الغزاة التي دمّرت أرضك ولوثت طهارتك، كلهم باعوك وأضاعوك. بغداد، اتفق من في بغداد ومن جاء من أوروبا وكبار ضباط الجيش والحرس الجمهوري وقائدو الاستخبارات السابقين والحاليين على أن يقدموك صفقة للغزاة فكلهم سفاحون وغزاة وان نطقوا بلسانك واراقوا دموع التماسيح. بغداد، لو كانوا يستحقون شرف المواطنة لا تفقوا مع الغزاة على سلامة أرواح وممتلكات أهلك وأهل مدن العراق العظيم فالفظيهم، كما لفظت صدام واتباعه، واذكري انك ستبقين عاصمة الحضارة العربية في عهدها الذهبي بالرغم من «غارنر» ومن جلبه إليك. بغداد، تذكري اختك القدس، فلا تتركي الغزاة غير الشرعيين يعطوا الشرعية لشارون صديق «غارنر» وابن دينه، ولا تكوني طريقاً له إلى القدس. بغداد، قولي لبنيك الشرفاء أن يمتنعوا عن التعاون مع الغزاة فلا يقبلوا وظيفة، ولا عملاً تحت ظلال الغزاة، فإذا تضافر الشرفاء في موقف حازم ستنطلق حرب التحرير لطرد الغزاة. بغداد ما أشبه يومك بأيامك الخاليات حين قال شاعرك معبراً عن دمارك: من ذا أصابك يا بغداد بالعين ألم تكوني زماناً قرة العين وما أشبه ما حصل فيك وفي البصرة والموصل بأمسك حين عاث الشطار «الرعاع» نهباً وسلباً، فالغازي اليوم يفتح لهم الأبواب وبخاصة لهمج الأكراد في الموصل، فيذكر بقوله شاعرك المكلوم: يحرِّقها ذا، وذاك يهدمها ويشتفي بالنهاب شاطرها بغداد، لقد نالك الاحتلال والنهب والسلب وما سيأتي أعظم ولكن قلوب محبيك من العرب مازالت مذهولة لماذا اسلموك في ساعات ولا ذوا بالفرار، هل هو حب الحياة أم الإخلاص للغزاة؟ ولكن «حسبنا الله ونعم الوكيل» وسنبقى نسفح الدموع عليك وإن كانت لا تجدي وهي حيلة الضعيف وإن كانت صادقة. للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691