عندما شمر شيخ الرياضيين عن ساعديه قبل اربعة عقود ونيف من السنين وهو في عنفوان شبابه آنذاك ومعه ثلة من الرجال يحملون احلاماً وتطلعات محدودة ومتواضعة كتواضع جيلهم آنذاك.. ليعلن عن نشأة نادٍ يجمع شملهم المشتت بين اتربة تلك الأزقة والممرات الضيقة وغبارها المتراكم على حوائطها الطينية.. ليجمع فيه تلك الآمال المحدودة لمجرد اشباع رغباتهم وهوايتهم وحصرها خلف اسواره، جامعا تلك المواهب المتناثرة. لم يكن يدور بخلد ذلك الرجل ان تلك الطموحات والاحلام ستصل لما وصلت اليه الآن وان تحقق تلك الانجازات المتوالية التي جعلت من ذلك النادي محدود الامكانات في ذلك الوقت زعيماً ببطولاته وانجازاته العظيمة التي نصبته الآن في زعامة الاندية المحلية. ولم يكن يعلم بأن هذا النادي الصغير سيصل لما وصل اليه الآن ليكون صاحب أكبر سجل من البطولات المحلية ببطولاته الاربعين. نعم ان ذلك الشباب اليافع لم يعلم وقتها بأن هذا النادي الصغير سيذيع صيته ليمتد ببطولاته تلك ويتخطى الخليجية والعربية ليصبح الفريق الأوحد في قارته الذي يجمع بطولاتها الثلاث على السواء.. حتماً لم يكن يدور في خلده كل هذا.. ولكن لأنه الزعيم الذي أكد زعامته بالفعل بتلك البطولات المتلاحقة والانجازات المتوالية. لم يكن زعيماً لأنه الأول بين اقرانه من الاندية المحلية تحقيقاً للبطولات فقط.. وليس لأنه اضاف الخليجية ومن بعدها العربية الى دولاب بطولاته المزدحم. وليس لأنه الوحيد الذي حصد بطولات اكبر القارات ولكنه الزعيم الذي جمع المجد من اطرافه والزعيم الذي اكد زعامته تلك بحصده لجميع كؤوس الملوك.. الموحد عبدالعزيز ومن بعده ابناؤه سعود وفيصل وخالد والفهد خادم الحرمين الشريفين. الزعيم الذي اختصر القرن في نصف قرن من الزمان يحق له ان يهنأ، فبطولاته الكثر كفيلة بأن تجعله الزعيم بشعبيته الجارفة ونجومه التي لا تأفل وبطولات التي لاتنحصر. وتبقى الكأس الأخيرة التي حققها الفريق الأزرق ليست كغيرها من الكؤوس فكأس سمو ولي العهد حققه الفريق الذهبي وسط ظروف صعبة كان يعيشها، ولكن لأنه فريق لايرضى بغير الذهب بديلاً فقد بقي على الذهب ومع الذهب لايفترقان.. حقاً انه مجد عظيم بحجم عظمة من حققه.. ويحق للهلاليين ان يفرحوا ويحق لهم ان يتفاخروا بتلك البطولات.. وتلك الانجازات.. وتلك النجوم الساطعة في سماء البطولات والذهب الذي لا يصدأ.. هذه باختصار قصة مجد الزعيم التي لا تنتهي..