العالم من حولنا أصبح مجنوناً بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. يكفيك أن تتنقل بين محطات التلفاز أو الراديو صباحاً أو مساء أو حتى في الهزيع الأخير من الليل لتسمع أخبار القتل والعنف والتشريد والتجويع والقهر وظلم الإنسان لنفسه ولمجتمعه ولأخيه الإنسان، بل للإنسانية جمعاء رغبةً في السيطرة والنهب والسلب والاستبداد. في ضوء هذه التحولات العجيبة، عاد الإنسان مرة أخرى ليحتكم إلى شريعة الغاب ضارباً عرض الحائط كل القوانين الدولية وقيم الحداثة والحضارة والثقافة وغيرها من المكاسب التي استطاع الإنسان أن يتوصل إليها عبر رحلته التاريخية المديدة. إنني في ضوء مكاسب الإنسان وإنجازاته أسأله ما معنى الإنسانية إذا غابت أو غُيِّبت قيم الثقافة والحضارة والحق والجمال؟!.. وأي معنى يتبقى للضمير الإنساني إذا غُلِّبت قيم الشر والعنف والدمار. ولكن قاتَل الله اللجاجة وقاتل الله السياسة!!! إن حدود الجنون العالمي اليوم لا يقتصر على الجنون الذي تشكله السياسة في مشاهدها اليومية المريرة،... ولكن يمتد هذا المشهد الجنوني الى المشهد الإنساني بأكمله حتى أصبحت مقولة «الجنون فنون» مقولة ذات مصداقية عالية.. فهذا قائد طائرة أسقط طائرته ومن فيها لأن حبيبته قد تباعدت خطاها عنه فأراد الانتقام منها ومن الإنسانية جمعاء، وكأنه يريد أن يقول عليَّ وعلى أعدائي. وهذه جموع من الناس في الهند أنشأت نادياً للضحك يجتمعون فيه في أوقات محددة للضحك والقهقهة تنفيساً عما يجيش في أعماقهم من كرب ونكد ومآس. وهؤلاء هم بعض المرضى المصابين بأمراض عصيبة وعصية، يقررون بطوع إرادتهم الموافقة على تجميدهم بطريقة طبية حمقى تمكِّنهم، كما يقول أطباؤهم الموتورون، من رجوعهم إلى الحياة ومداواتهم من أمراضهم عندما يكتشف الطب مستقبلاً دواء لعللهم المستعصية.. وهؤلاء المرضى يدفعون أموالاً طائلة لهذا النوع من التداوي المجنون.. وكما يقال «رزقُ الأهبَلِ على المجانين». وهذه فتاة من الغرب قررت عقد زواجها على خطيبها المتوفى قبل إيداعه في القبر، وبالفعل تمت مراسم الزواج حيث لبست فستان العرس ووضعت في إصبعها خاتم الزواج ووضعت خاتماً في إصبع خطيبها وهو في تابوته، وأجريت مراسم الزواج كما لو كان العريس حيَّاً يرزق، وخرجت الفتاة من هذه الزيجة فرحة مسرورة بهذا الزواج الافتراضي العجيب.وقرأت خبراً يقول بأن قروياً صينيا دفع مبلغ (5800 يوان) أي ما يعادل (700 دولار) لجثة فتاة توفيت حديثاً من أجل تزويجها لابنه الميت. وذكرت الصحيفة أنه بمجرد موت الفتاة التي كان عمرها 18 سنة، هرع الرجل إلى منزلها وكان هناك خطَّاباً غيره فقام أهل الفتاة بعمل مزاد للزواج بالفتاة المتوفاة، وكان أعلى سعر هو الذي قدمه القروي.. وفور الحصول على الموافقة، حمل جثة الفتاة ليزوجها لابنه الذي توفي وعمره 5 سنوات.. ويروى أن هناك حالات مشابهة لهذه الحالة تصل الى 24 حالة سنوياً.. يذكر أن الصينيين يعتقدون أن زواج ما بعد الموت يمنع العروس أو العريس من التحول إلى أشباح. وطالبة هولندية عمرها 39 سنة طلبت رسمياً من محكمة في مدينة هارلم بالقرب من عاصمة هولندا، أمستردام، أن تتزوج نفسها بمعنى أن تعقد الزواج على نفسها، والغريب أن المحكمة وافقت. وقد قامت أسرتها بحجز قاعة للاحتفال الذي سيحضره 80 شخصا من أسرتها وأصدقائها، وستقسم على أن ترعى نفسها وتخلص لنفسها مدى الحياة، وسترتدي فستان العرس الذي قُدِّمَ لها هدية على شجاعتها. وحين سُئلت عما ستفعل إذا قابلت رجلا يمكنها الزواج منه.. قالت إنها ستفكر حينها بطلاق نفسها. إنه عالم غريب جداً، عالم مصاب بالهستيريا والفصام، ويزداد جنوناً يوما بعد يوم.. فهل يا ترى يمكن لهذا العالم أن يعود إلى رشده وتوازنه وعقلانيته، أم أنه سيظل مجنوناً إلى الأبد. وقفة: أنانيَّةٌ حَمْقَاءُ تعصفُ يا فَتَى تُدمِّرُ أقواماً وسُوءَ طِبَاعِ