استمر مئات الجنود من مشاة البحرية الامريكية في عمليات تفتيش بدأت منذ يوم الاثنين على مشارف مدينة الناصرية من مبنى لآخر للقضاء على جيوب المقاومة العراقية فيما قالت مصادر عسكرية أنه تغير في التكتيك. وأضافت المصادر ان القرار بمداهمة مدينة الشطرة وارسال تعزيزات لمساعدة مشاة البحرية على تنفيذ عمليات التفتيش الخطيرة في الناصرية تشير الى تحول في السياسات لتأمين خطوط الامداد الحيوية حول المدينة الاستراتيجية بعد نصب القوات العراقية كمائن. وكان افراد مشاة البحرية المتوجهين شمالا تجاه الكوت وبغداد بعد مداهمة الناصرية تحت وابل من نيران القوات شبه العسكرية في البلدة قد تم تحويل اتجاههم الى الجنوب ثانية لمداهمة الشطرة الواقعة على بعد نحو 35 كيلومترا شمال المدينة تدعمهم سفن هليكوبتر حربية ودبابات وطائرات حربية تسقط قنابل موجهة. وقال مراسل رويترز شون ماجواير الذي يتنقل مع مشاة البحرية انهم يستهدفون مسؤولين عراقيين يقودون القوات شبه العسكرية التي هاجمت قوافل امداد امريكية. ومن بين المستهدفين في الشطرة علي حسن المجيد الذي ولاه صدام حسين مسؤولية الجبهة الجنوبية. وعند الطرف الجنوبي من الناصرية ذاتها على بعد 375 جنوب شرقي بغداد شاهد ادريان كروفت مراسل رويترز قوات مشاة البحرية وهي تشن غارة قبيل الفجر على معسكر مهجور للجيش وتشق طريقها بحذر من مبنى لمبنى بحثاً عن مقاتلين عراقيين مختبئين. وعثر مشاة البحرية على أسلحة وأقنعة واقية من الغاز وامدادات مادة الاتروبين وهي ترياق لغاز الاعصاب. بعدها قاموا بوضع علامات علي مبان بها اسلحة محظورة حتى يفجرها المهندسون. وقال الكابتن ريك كريفير قائد السرية فوكس وهي احدى كتائب مشاة البحرية «سنفتش المنطقة من مبنى الى مبنى.. سنتخلص من كل افراد العدو». ونفى كريفير انباء عن تغيير التكتيكات ولكن مصدراً عسكرياً قال «هذا تغيير في السياسة.. مرحلة جديدة». ومدينة الناصرية المطلة على نهر الفرات مدينة رئيسية لان طرقها الرئيسية حيوية في المنطقة للحصول على الامدادات للقوات الغازية المتمركزة الى الشمال في الطريق الى بغداد ولاحضار مساعدات انسانية للمدنيين العراقيين. وشق مشاة البحرية طريقهم عبر جسور الناصرية يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي ولكنهم لم يسيطروا بعد على المدينة التي يسكنها نحو 560 الف نسمة اغلبهم من المقاتلين شبه العسكريين. ونصب العراقيون عدة كمائن في المنطقة بما في ذلك كمين اسفر عن مقتل سبعة من مشاة البحرية. وقال ماجواير ان وحدة مشاة البحرية التي كان معها تراجعت الى الجنوب في الطريق السريع السابع المؤدي الى الشطرة لمواجهة قوات عراقية تخطوها عند زحفهم السريع. ويقول ضباط امريكيون ان تخطي بلدات ومدن سريعا لم يتح الفرصة للسكان المحليين «للتمرد». وأضاف ماجواير «اسقطت الطائرات الامريكية قنابل دقيقة موجهة على اربعة اهداف في الشطرة». وتابع «بعدها انتقلت الدبابات وحاملات الجند المدرعة الى طرف البلدة في الوقت الذي ضربت فيه الطائرات الهليكوبتر الحربية مواقع الاهداف المليئة بالانقاض بنيران مكثفة من اسلحة آلية». وقال مسؤولون عسكريون ان تعزيزات انضمت الى مشاة البحرية في الطرف الجنوبي للناصرية الا انهم لم يذكروا تفاصيل. وقال مسؤولون في واشنطن في مطلع الاسبوع ان وحدات من الفرقة 82 المحمولة جواً نقلت الى المنطقة لمحاولة حماية خطوط الامداد. ولم تلق القوات اي مقاومة اثناء دخولها القاعدة العسكرية العراقية المهجورة على المشارف الجنوبية من المدينة وان كانت نيران المدفعية سمعت داخل المدينة ليلاً. وهناك سيارات مهجورة خارج المباني. وفي الداخل عثر الجنود على طلقات مدفعية وقذائف صاروخية وقاذفات صواريخ وقنابل مورتر وبنادق كلاشنيكوف ايه.كيه47.