بعد أكثر من أسبوع من اندلاع الحرب الأنجلوأمريكية ضد العراق، والتي حرّف هدفها الرئيسي والمتجلي في السيطرة على النفط العراقي، وما يتبعه من انتعاش اقتصادي أمريكي، بذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وتهديده للأمن العالمي نظراً لعلاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة، واستمر تراجع أسعار النفط لأكثر من أسبوع (منذ انتهاء القمة الأمريكية البريطانية الإسبانية)، وهو ما جاء مخالفاً لتوقعات معظم المحللين الذين توقعوا اشتعال أسعار النفط بمجرد إعلان الحرب أو تحديد موعدها، وينقسم تفسير المحللين لتراجع أسعار النفط رغم اندلاع الحرب، إلى قسمين، يرى بعضهم أن هذا التراجع ناتج عن اعتقاد البعض أن هذه الحرب ستنتهي بسرعة لصالح الولاياتالمتحدة، بينما يعتقد البعض الآخر أن فترة الضبابية فيما يتعلق بنشوب حرب أم لا استمرت لمدة طويلة، مما أتاح الفرصة للعديد من الدول والشركات من تخزين كميات هائلة من النفط، وجاء كذلك تحديد موعد الحرب مسبقاً بمثابة فرصة إضافية لأسواق النفط سارعت أثناءها الدول والشركات بتعزيز احتياطياتها من النفط، وهو ما ساعد على تراجع الأسعار بعد اندلاع الحرب، وقد أعرب رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (عبدالله العطية) عن ارتياحه لعدم وجود نقص في الإمدادات النفطية، وأكد في مقابلة له مع CNN أن أوبك حريصة على مراقبة تدفق النفط إلى الأسواق بكميات كبيرة، ولكن تراجع الأسعار، يدل على وجود فائض من النفط في الأسواق، وأعرب العطية عن قلقه مما قد يحدث لو استمرت أسعار النفط في التراجع ووصلت إلى مستويات درامية، وهو ما يتوقعه نائب وزير النفط الإيراني (مهدي مير معزي)، حيث توقع أن يصل سعر البرميل بعد الحرب إلى 18 أو 19 دولاراً للبرميل الواحد، بسبب ارتفاع العرض واقتراب فصل الصيف، ويتوقع المحللون في هذه الحالة أن تخفض أوبك من إنتاجها للحد من تراجع الأسعار، وكانت العراق قد دعت الدول العربية المصدرة للنفط إلى استخدام البترول كسلاح ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، إلا أن هذه الدعوة لم تلق أي رد رسمي، نظراً لصعوبتها من الناحية المنطقية، حيث تشكل العائدات النفطية لدى معظم الدول العربية المصدرة للبترول وخاصة دول الخليج العائد الأول تقريباً، هذا بالإضافة إلى عدم استعداد معظم الدول العربية المصدرة للنفط حالياً لتحمل ما قد ينتج عن وقف إمدادات النفط، من خسائر مادية وسياسية، وبينما اقتصرت المعارضة العربية للحرب غير المشروعة للولايات المتحدة على العراق على المظاهرات في الشوارع، رفضت روسيا أي تعديل في برنامج النفط مقابل الغذاء، وهي مقترحات أمريكية، صرح نائب وزير الخارجية الروسي (يوري فيدوتوف)، أن بلاده سوف تعارض اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارات تهدف إلى تشريع العمل العسكري ضد العراق، وعلى الرغم من أن المعارضة الروسية للحرب وتشريعها، يأتي دفاعاً عن مصالح شركات النفط الروسية، وفي نيجيريا أدى توقف حوالي 40% من إنتاج النفط بسبب المعارك العرقية، إلى ارتفاع أسعار النفط المتخوفة من حدوث عجز في الإمدادات النفطية، حيث اضطرت شركات مساهمة كبرى في نيجيريا كشركة شفرون تكساكو وشركة شل إلى إيقاف جميع العمليات النفطية في منطقة دلتا نهر النيجر لدواعي أمنية، وساعد أيضاً على عودة الأسعار إلى الارتفاع، المقاومة العراقية الشرسة، والتي تدل على أن الحرب قد تطول أكثر من المتوقع بكثير، وفي الكويت تم فتح أحد حقلي نفط شماليين كانا قد أغلقا قبل الحرب على العراق لدواع أمنية، وذلك بعد التأكد من ان المنطقة قد أصبحت آمنة بعد عبور القوات الأمريكية وحلفائها الحدود الكويتية إلى جنوبالعراق، وذكر خلال هذا الأسبوع أن قوات التحالف العدواني سجلت تقدماً ملحوظاً في تأمين الحماية اللازمة لحقول النفط العراقية، مسيطرة بالتالي على بعض الحرائق المنتشرة جنوبالعراق، ويتوقع المسؤولون أن تتم السيطرة التامة على الحرائق في الرميلية في غضون ثلاثة أسابيع، كما صدر خلال هذا الأسبوع بيان عن المفوضية الأوروبية، بدت فيه المفوضية الأوروبية متخوفة من الآثار المترتبة على العمليات العسكرية في العراق، وأعربت عن تخوفها من حدوث نقص كبير في النفط الخام والغاز الطبيعي في دول الاتحاد، وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الرابع من شهر مارس لعام 2003، ارتفاعاً بلغ 1 ،05 دولاراً للبرميل الواحد، بنسبة 3 ،98% وقد أقفل على سعر 27 ،44 دولارا للبرميل الواحد. تطور أسعار النفط خلال الأسبوع الرابع من مارس 2003 النوع الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير برنت 29 ،10 25 ،27 27 ،44 3 ،98% غرب تكساس 32 ،13 28 ،08 30 ،17 11% العربي الخفيف 26 ،79 22 ،95 25 ،94 14 ،53% العربي الثقيل 26 ،84 23 ،00 25 ،99 14 ،49%