تمر الامة الاسلامية بمنعطف خطير يهدد امنها واستقرارها ووحدتها بعدما دب الضعف فيها وانتشر مرض الفرقة بجسدها وشتت الاختلاف كلمتها وخالفت اقوالها افعالها ولهذه الاسباب استغل اعداؤها هذه الفرصة للتربص بالامة وما العدوان الغاشم والسافر من قبل امريكا وحليفتها بريطانيا على العراق الا مثال حي على هذا العدوان الذي يمثل خرقا للقوانين والمواثيق الدولية ولا يحظى بشريعة قانونية هذا العدوان الظالم قابله العقلاء من زعماء العالم وشعوبه بالتنديد والشجب والاستنكار لعدم شرعيته وطالب البعض منهم بايقافه والآخر يحمل مجلس الامن المسؤولية بل ان شعب امريكاوبريطانيا يرفضون هذا العدوان وعدد من مسئوليها يندد بالحرب حيث هب اقدم عضو في الكونجرس الامريكي للتنديد باندفاع الرئيس الامريكي بوش نحو الحرب ضد العراق ووصفه بأنه مضلل وقال السناتور روبرت بيرد الديمقراطي «اليوم انتحب من اجل بلادي لم تعد صورة امريكا كبلد قوي محب للخير وحافظ للسلام قائمة في انحاء المعمورة لا يثق فينا اصدقاؤنا وكلمتنا مشكوك فيها ونوايانا مشكوك في صحتها واضاف: نتباهى بغرور بكوننا دولة عظمى وبعد الحرب سيكون على امريكا ان تعيد بناء ماهو اكثر من بلد العراق سيكون علينا ان نعيد بناء صورة امريكا في انحاء العالم» نشر بعدد الجزيرة «11131» 18/1/1424ه. نعم صدقت ايها السناتور روبرت ونشكرك على قول الحق نعم امريكا لم يعد هناك ادنى ثقة فيها وبنواياها الخبيثة كشفت عن نفسها القناع المزيف عندما كانت تمني العالم بالامن والاستقرار. امريكا بتصرفاتها العنصرية تريد اذلال الشعوب والحكومات تحت ذريعة كاذبة وباطلة جنت من ورائه كره العالم وبغضه حتى من اصدقائها. امريكا التي تتحدث عن انتهاك الدول للقوانين والاعراف والمواثيق والديمقراطية والحرية اصبحت مثالا حيا لانتهاكها السافر والخارق لكل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية ولم تعد تعبأ بالمجتمع الدولي بحكوماته وهيئاته ومنظماته وما عدوانها الغاشم والظالم هي وحليفتها بريطانيا على العراق اليوم الا دليل على خرقها لقرارات مجلس الامن الذي ادان هذا العدوان والذي لا يحظى بشريعة دولية ولذا باتت امريكا تروج كذبتها الشهيرة بشأن انتهاك العراق لقرارات مجلس الامن وهنا نتساءل اذا كان العراق انتهك قرارات مجلس الامن فهو المخول ان يصدر قرار الحرب وليست امريكا هي المخولة باتخاذ هذا القرار؟ واتساءل اليست امريكا هي التي انتهكت قرارات مجلس الامن باتخاذ قرار الحرب من جانبها دون وجود قانون دولي يخول لها؟ واذا كان عدوان العراق على الكويت صدر بشأنه قرارات من مجلس الامن وحررت الكويت آنذاك باجماع دولي كون الغزو خرقا للقوانين الدولية واعتداء على سيادة دولة معترف بها. فما تفعله امريكاوبريطانيا اليوم بشأن العراق من عدوان غاشم وسافر لا يختلف تماما عما حصل بشأن الكويت عام 1991م فأي قانون يخول لها هذا العدوان الظالم؟ وتحت اي مظلة تشن الحرب؟ وكثيرا ما تدعي امريكا كذبا وزورا وبهتانا تحقيق الامن والسلام لشعوب العالم ورفاهيته نجدها اليوم احلت بالشعوب الذعر والخوف وبسياساتها أحدثت الفتن والقلاقل ولم يعد هناك امن ولا سلام ولا استقرار ما دامت القوة وحلم الهيمنة على العالم احد الاهداف السياسة الامريكية. ولعل من المؤسف ان يخرج الرئيس الامريكي بخطابه الذي القاه بعد بدء المرحلة الاولى من العدوان الغاشم على العراق بقوله السخيف «ان العمليات العسكرية تهدف لنزع اسلحة العراق وتحرير شعبه والدفاع عن العالم في وجه خطر كبير» ومثل هذا الكلام لا يمكن ان ينطلي علي اي عقل بسيط فأي اسلحة تتحدث عنها وفرق التفتيش جابت طول العراق وعرضه ولم تعثر على شيء وقرارات مجلس الامن طبقت بحذافيرها دمرت صواريخه واسلحته التقليدية ومعامله ومصانعه ولم يعد لديه ما يهدد به العالم وبشهادة كبار مفتشي فرق التفتيش.. أما تحرير شعب العراق فأنتم لا تملكون وصاية على شعب العراق بتحديد من يحكمه فهو المخول لوحده. فهناك شعوب تعاني من الظلم والعدوان والذل والهوان من قبلكم وبدعمكم وتشجيعكم ومنذ خمسين عاما وهذا الشعب الفلسطيطني الذي تعاقب عليه طغاة ومرتزقة من الصهاينة يسومونهم سوء العذاب بشكل يومي أليس هذا الشعب هو الذي يستحق التحرير من دولة الارهاب والاجرام. انتم لا تريدون تحرير الشعب العراقي بل تهدفون الى تدميره ونهب ثرواته وتقسيم اراضيه اما قولكم بأنكم تدافعون عن العالم في وجه خطر كبير.. فليس في العالم اليوم خطر يواجهه أعظم من خطركم وخطر شقيقتكم الصهيونية فأنتم سبب مشاكل العالم كله وانتم سبب النزاعات والحروب ويشهد بذلك موجة الاحتقان لدى حكومات العالم وشعوبه وشعبكم والذي اثبت عدم رضاه لسياستكم تجاه العالم. لقد ارتكبتم خطأ فادحاً لغزوكم للعراق وادخلتم ايديكم في جحر لا تعرفون مداه ومخاطره وسوف تجرون اذيال الخيبة وسوف تدون صفحات سوداء في تاريخ الانسانية وما فشلكم في افغانستان الا دليل على تخبطكم. فنسأل الله ان يحفظ امتنا الاسلامية من كيد الاعداء ومن حقد الجبناء وان يرينا فيهم عجائب قدرته انه نعم المولى ونعم النصير. ناصر بن عبدالعزيز الرابح - حائل