العمل الدعوي هو عملية مستمرة متواصلة ومطلوبة، وإذا قام بها البعض سقطت عن المجموع، فهي فرض كفاية، والدعاة الذين حملوا هذا الاسم كثر، والحمد لله، وندعو الله تعالى أن يكونوا جميعاً على المستوى المطلوب. المستوى المطلوب يختلف باختلاف الزمان والمكان، وذلك لاختلاف حاجات البشر، وتنوع متطلباتهم، وكذلك لاختلاف وسائل الاتصال بهم، وايصال الدعوة اليهم، وتعدد سبل ذلك حسبما تأتينا به الحضارة، وتقنياتها، وتطوراتها. هناك من الدعاة من فهم هذه الحقيقة، وعرف ان الإسلام بشموليته لكل زمان ومكان، هو بالتأكيد قادر على الإيفاء بكل المتطلبات، وان حدث خلل فهو في فهم البشر، وتحديداً الدعاة، وبهذا استطاع اولئك الدعاة تطوير انفسهم، والنجاح في المهمات التي ندبوا انفسهم لها، امتثالاً لشرع الله، فنالوا ما أرادوا، وكان لهم ما تمنوا، وثواب الله أكبر بالتأكيد، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ولكن في الوقت نفسه هناك دعاة تقوقعوا على أنفسهم، ولم يفهموا تلك الحقائق، ولم يستطيعوا تطوير أنفسهم، ويسايروا العصر، ولذلك كانت فائدتهم أقل لأنفسهم ولغيرهم. إننا في عصر يجب فيه على الداعية أن يفهم باختصار علوم الحاسب (الكمبيوتر) والإنترنت، وأن يعرف ان هناك فضائيات عليه أن يتعامل معها كواقع، وكذلك أن يعرف أن أقراص الكمبيوتر قد تفيد أكثر مما تضر. عليه أن يعرف أنه في زمن الأقمار الصناعية، وثورة الاتصالات، وهذا لا ينفي أن عليه أن يجيد استخدام الكتاب والصحيفة والمجلة، وكذلك إتقان لغات القوم الذين يتوجه لهم. للدعوة سبل عديدة تتبدل بتبدل الأزمان دون أن يتبدل الجوهر، ولهذا فليعمل العاملون. والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل.