افتتحت الصحيفة تغطيتها للأحداث بعنوان «البحث عن الفردوس في المكان الخطأ» مشيرة إلى شراسة المقاومة العراقية وارتفاع تكلفة الحرب على الإدارة الأمريكية لدرجة استدعت طلب الرئيس الأمريكي بوش من مجلس الشيوخ رفع ميزانية حرب العراق من 62 إلى 75 مليار دولار لإنهاء الحرب في فترة لا تتخطى ثلاثين يوما. وفند سيرجيه يوجوف في مقال له بالصحيفة الاتهامات الأمريكيةلروسيا بدعم القوات العراقية حيث حمل عنوان «اذكروا لنا حقائق دامغة» ردا على اعتراض واشنطن الرسمي لموسكو حول قيام ثلاث شركات أسلحة روسية ببيع بغداد صواريخ مضادة للدبابات ونظارات رؤية ليلية للجنود العراقيين وأجهزة تشويش على الاشارات التي تستخدمها الطائرات الأمريكية لإطلاق الصواريخ والقنابل على الأهداف العراقية. ونقل كاتب المقال النفي الرسمي الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف من أن اتهامات واشنطن «عارية من الصحة وقد دأبوا يسألوننا عن مثل هذه الأجهزة منذ أكتوبر من العام الماضي وأكدنا لهم عدم اختراقنا للحصار المفروض على العراق». كما نشرت صحيفة «برافدا» طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من واشنطن بتقديم الدليل على هذه الاتهامات. جازيتا على جانب آخر من تحليل الأحداث قدم انطون براشيتس في الصحيفة تحليلا للهلع الأمريكي من احتمال استخدام القوات العراقية لأسلحة كيماوية. وحلل الكاتب تجهيزات الجيش العراقي الذي يبدو أنه سيظل يقاتل في المدن والتحصينات الدفاعية بالأسلحة التقليدية المستخدمة حاليا إلى أن تقترب القوات الأمريكية من بغداد. ويتوقع أن يكون قادة الجيش العراقي قد رسموا دائرة حمراء تمر بمواقع بعينها حول العاصمة وبمجرد أن تتخطى القوات الأمريكية هذه الدائرة ستضطر القوات العراقية المدافعة عن عاصمتها إلى استخدام الورقة الأخيرة للدفاع عن النفس بالأسلحة الكيمائية التي ستخلف عددا هائلا من القتلى في صفوف القوات الأمريكية والبريطانية. وقد استعان كاتب المقال بتوقعات الجنرال الأمريكي المتقاعد بيري ماكايفري الذي كان قد شارك في حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت، ويتوقع المقال صعوبات جمة وخسائر كبيرة للقوات الأمريكية التي ما زالت تحارب في الصحراء العراقية ولم تؤمن لنفسها بعد جسورا على نهر الفرات تنقلها إلى أراضي ما بين النهرين دجلة والفرات ومن ثم الانقضاض على بغداد. وواصل الكاتب في الاستشهاد بما قاله الجنرال الأمريكي الذي أكد أن واشنطن أساءت تقدير الموقف وستعرف ذلك جيدا مع اشتعال معركة بغداد التي يتوقع أن يسقط فيها ثلاثة آلاف جندي أمريكي على الأقل خلال أربعة أو خمسة أيام من حصار بغداد، وذلك بعد تأمين الجسور لعبور نهر الفرات الذي تقوم بها وحدات من المارينز الأمريكية. نيزافيسميا جازيتا تناولت الصحيفة الأجواء المتوترة حاليا في العلاقات بين موسكووواشنطن بسبب رفض موسكو للحرب الأمريكية ونيل وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية من روسيا بنشر معلومات مشوشة حول احتمال دعم الجيش الروسي للجيش العراقي في دفاعه عن أرضه ضد القوات الغازية. واستعرض يفجيني فيرلين في مقال حمل عنوان «ذكريات الحرب الباردة تخيم على علاقات موسكووواشنطن» الحرب الإعلامية الدائرة حاليا ضد روسيا التي رفضت الحرب على العراق.