تناولت الاعتداء على التراث الثقافي العالمي وليس العراقي فحسب في النهب والسرقة التي اصابت متاحف وآثار العراق وشبهت الامر بالكارثة الثقافية العراقية واعتبرت ان ما تعرض له العراق من دوى ثقافي يمكن اعتباره اندحاراً ثقافياً قومياً. والمشكلة الفادحة ان الآثار والمقتنيات العالمية القيمة في العراق لم تصب بصاروخ واحد في الحرب وربما لو قصفت بالصواريخ لكانت دفنت وحفظ بعضها . اما الآن فلم يبق منها شيء . لقد نهب كل موروث ثقافي في العراق. وخاطبت جازيتا القوات الامريكية بالقول الشهير ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وكنت تدري فالمصيبة اعظم وتذكر جازيتا ان كبار اساتذة الآثار في جامعة ميتشجن قدموا تقارير الى ادارة البنتاجون تحثهم على مراعاة متحف بغداد الذي يحوى آثارا لا نظير لها في العالم. بل وحدد هؤلاء لمسؤولي البنتاجون السيناريو الذي توقعوا ان تتعرض له المتاحف العراقية وهو النهب المنظم من قبل محترفين يعرفون اين يسوقون غنيمتهم التي تتراوح بين مقتنيات يرجع عمرها الى خمسة آلاف سنة ومقتنيات ذهبية وتحف لحضارة حمورابي ينتظر تجار السوق السوداء في العالم بأسره وقوع ايا منها في ايديهم لتكون صيدا ثمينا. والفضل يعود للأمريكيين و ما قاموا به و ما اتاحوه من ظروف اعانت على النهب المنظم . برافدا انتهت الحرب وانتهت مخططات وترتيبات التوقعات الفاشلة بكبوة أمريكية على ارض الرافدين وحان الوقت الآن للانتباه الى المصالح التي قد تتبخر مع السعي الامريكي للسيطرة على العالم. هكذا كان لسان حال برافدا وهي تتابع الشأن العراقي. فموسكو قلقة من ان تلقى الأزمة الكورية المفتعلة من قبل واشنطن ذات المصير الذي لاقته الأزمة العراقية (المفتعلة ايضا). وها هي نفس الفصول تتكرر: جداول زمنية لعقد اتفاقات ومباحثات بين الجانب الامريكي والكوري وان كانت على أرض محايدة هذه المرة. وقد تكون المرحلة التالية هي السماح للمفتشين بالوصول الى النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية. ونقلت عن صحف يابانية شعور الرئيس الكوري بخيبة أمل شديدة وهو يرى الدبابات الأمريكية تنتهك الصحراء العراقية وتقترب يوما بعد يوم من بغداد. وتشعر موسكو بالقلق وهي ترى الحليف الكوري في موقف حرج من التلاعب الامريكي معه تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب.