افتتح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية أ.دقاسم بن عثمان القصبي صباح امس ندوة «اليوم العالمي للدرن» تحت شعار «معالجة السل تحت الاشراف المباشر تحقق لكم الشفاء كما حققته لي» بمستشفى الدكتور عبدالرحمن المشاري بالرياض بحضور مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور حمد بن عبدالله المانع ومساعده للرعاية الصحية الاولية د. موسى العنزي ومدير عام ادارة الامراض الطفيلية بالوزارة د. محمد الجفري ورئيس مجلس ادارة مستشفى المشاري د. عبدالرحمن المشاري ومدير عام مستشفى المشاري أ. محمد المشاري ومديري المستشفيات ومشرفي القطاعات الصحية بالرياض والعديد من الاطباء المختصين وبدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم القى رئيس مجلس ادارة مستشفى المشاري الدكتور عبدالرحمن المشاري كلمة بهذه المناسبة قال فيها.. ان مرض السل الرئوي ومضاعفاته الصحية والاقتصادية يمثل عبئاً كبيراً على مستوى الفرد والمجتمع فهو من الاسباب الاولى للوفاة ومن الاسباب التي تؤدي الى الاعاقة الجسدية والتي بالتالي تعود بالضرر على الفرد بصورة مباشرة وعلى المجتمع بصفة عامة نظراً للتأثير على انتاجية الفرد وكذلك التكلفة المرتفعة للتشخيص والعلاج. واستطرد قائلاً: مما لاشك فيه انه نظرا للجهود التي بذلت على مستوى العالم تحت اشراف منظمات الصحة العالمية وعلى المستوى المحلي بتوجيهات من حكومتنا الرشيدة متمثلة في وزارة الصحة والمديرية العامة للشؤون الصحية، وماتم بذله من جهود جبارة لتوفير احدث الاساليب للتشخيص والعلاج الفعال لذلك المرض الفتاك، مما ادى بتوفيق من الله تعالى الى القضاء بصورة شبه كاملة على هذا المرض، حتى اصبحت حالات الاصابة به قليلة جداً وتم تحديد اماكن انتشاره وتواجده وبالتالي مكافحته. ثم القى مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض للرعاية الصحية الاولية د. موسى العنزي كلمة قال فيها: ان الاحتفال لهذا العام يأتي تحت شعار «معالجة السل تحت الاشراف المباشر تحقق لكم الشفاء كما حققته لي» وقد يعني ذلك ان تطبيق استراتيجية المعالجة القصيرة للسل تحت الاشراف المباشر قد حقق نتائج ملموسة في شفاء المرضى وان هذه الاستراتيجية يلزم دعمها من خلال التوعية الصحية الفعالة التي تستهدف المجتمع والمرضى. واضاف انه لوحظ ازدياد عدد الحالات في منطقة الرياض منذ عام 1996م وقد يرجع ذلك الى قدوم اعداد كبيرة من العمالة الوافدة والتوسع في اجراء المسوحات الصحية للفئات الاكثر عرضة مثل نزلاء السجون والفئات الخاصة وكذلك الى التحسن الذي تحقق في طرق الاكتشاف والتبليغ بعد تطبيق البرنامج وبعد ارتفاع نسبة الشفاء، واستراتيجية «المعالجة القصيرة الامد تحت الاشراف المباشر»، افضل التدخلات الصحية من حيث مزاياها وفعاليتها مقارنة بتكلفتها وعدد الاهداف المرحلية للاستراتيجية والتي تتلخص في رفع مستوى الشفاء لمرضى الدرن اكثر من 85%، والاكتشاف المبكر لاكثر من 70%، من حالات الدرن المتوقعة، وخفض معدلات الاصابة بالدرن للسعوديين الى «1/ مائة الف» ولتحقيق هذه الاهداف تقرر ان يتم علاج ومتابعة حالات الدرن للمرضى في اقرب مرفق صحي لمكان اقامة المريض، وتم انشاء وحدات امراض صدرية بجميع مستشفيات المنطقة. كما تم تدريب جميع العاملين بهذه الوحدات بمستشفى صحاري وتقضي هذه الاستراتيجية ان يتناول المريض علاجه طوال الفترة المقررة تحت اشراف ومناظرة فرد من الفريق الصحي ويتولى هذه المهمة المركز الصحي الذي يقع في دائرة عمله محل اقامة المريض ومن هنا جاء دور المركز الصحي في تطبيق هذه الاستراتيجية. وجاء هذا الدور متمشيا مع سياسة الوزارة في ايصال الخدمات الى الذين يحتاجونها الى اماكن سكنهم، وذلك نسبة لما تتميز به هذه المراكز من انتشار وتوزيع جيد في جميع القرى والمدن والهجر بانحاء المملكة. ثم القى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض د. حمد بن عبدالله المانع كلمة قال فيها ان الدرن يعاني منه الملايين في كل دول العالم ويرتبط في معظم دول العالم بتدني المستوى البيئي والاقتصادي والاجتماعي، وبين د. المانع ان حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني وفرت الموارد البشرية والمادية لمحاصرة وعلاج حالات الدرن ومتابعة وعلاج الحالات الوافدة الى بلادنا والتي تلعب دوراً كبيراً في انتشار العدوى بهذا المرض، كما ان لتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الاثر الكبير في نجاح برنامج مكافحة وعلاج الدرن بمنطقة الرياض. واوضح د. المانع ان اختيار منظمة الصحة العالمية شعارها لهذا العام «معالجة السل تحت الاشراف المباشر تحقق لكم الشفاء كما حققته لي» يعني تطبيق استراتيجية المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر والتي تبنتها منظمة الصحة العالمية وقد حقق نجاحا منقطع النظير في كثير من دول العالم التي تبنته، والذي يعتمد اساساً على التوعية الصحية لقبول مثل هذا النوع من العلاج بدلا عن المعالجة طويلة الامد.. وان جهودنا خلال هذا العام لابد ان تتركز حول تدعيم هذا البرنامج الذي يوفر الوقت والموارد ويؤدي الى ناتج علاجي لايقل عن البرتوكولات العلاجية السابقة. وبين د. المانع انه لوحظ من خلال الرصد والمتابعة ان هناك ازدياد ظاهرياً في عدد الحالات المصابة بالدرن بمنطقة الرياض خلال الاعوام الاخيرة ويرجع الى ان اعداداً كبيرة من العمالة الوافدة قد تكون وراء هذه الزيادة والشيء الذي يتطلب الفحص الدقيق لهذه العمالة قبل انخراطها في العمل وخاصة العمالة المنزلية التي تشكل في حالة ثبوت اصابتها مع تشغيلها بالمنازل خطراً كبيراً على كافة افراد الاسرة وخاصة كبار السن والاطفال.. ان التحسن الذي طرأ في طرق التشخيص المبكر والتبليغ بعد تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الدرن والذي يحرص معالي وزير الصحة على تطبيقه بدقة الاثر الكبير في زيادة الحالات المكتشفة مبكراً واخضاعها للعلاج اللازم. واوضح د. المانع ان منطقة الرياض قد قامت بجهود كبيرة في اطار تطبيق استراتيجية المعالجة قصيرة الامد مما جعل المنطقة تحقق نجاحاً كبيراً على الرغم من كثافة السكان العالية وخاصة كثافة الوافدين المصابين بمرض الدرن. ولدعم وتكثيف المكافحة فقد تم انشاء قسم لمكافحة الدرن بمستشفى صحاري ووحدات علاجية ووقائية بكافة مستشفيات المنطقة مما انعكس على ارتفاع نسبة المعالجة بعد تطبيق برنامج العلاج قصير الامد. ثم القى الدكتور قاسم بن عثمان القصبي وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية كلمة بين فيها ان مرض الدرن آخذ في التزايد على المستوى العالمي وقد اصبح يشكل مشكلة كبرى على نطاق العديد من دول العالم وادرجته منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الامراض المنبعثة منذ عدة اعوام «out break» حيث ظهرت حديثا بعض العوامل الصحية والاجتماعية التي تساعد على زيادة معدلات الاصابة بهذا المرض، وقد هدفت منظمة الصحة العالمية ومن خلال شعار الاحتفال باليوم العالمي للدرن الى استغلال هذه المناسبة لتوعية المجتمع حول مرض الدرن ومخاطره وطرق الوقاية منه. واضاف قائلاً ان التوعية الصحية لها اهمية بالغة في مكافحة الامراض ومنها الدرن حيث تعتبر التوعية احدى الركائز الاساسية في طرق المكافحة كما ان التطور الاقتصادي والاجتماعي السريع الذي شهدته المملكة يتطلب المزيد من الوعي الصحي وتثقيف افراد المجتمع صحيا وذلك من خلال الاستفادة المثلى من كافة الوسائل العلمية المتاحة. وافاد ان المملكة تبنت في عام 1416ه مع بقية دول الخليج العربية استراتيجية للتخلص من مرض الدرن وذلك بالعمل الجاد الدؤوب لرفع معدلات الشفاء من مرض الدرن الى اكثر من 85% بحلول عام 2005م الى جانب خفض معدل الاصابة بالدرن المعدي الى واحد لكل مائة الف شخص من المواطنين بحلول عام 2010م كل ذلك يتم من خلال تنفيذ برنامج وطني لمكافحة الدرن وتطبيق استراتيجية المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر التي اثبتت التجارب انها ذات جدوى صحية واقتصادية عالية، ان هذه الاستراتيجية هي الوحيدة منذ الخمسينات التي يمكن ان تحقق معدل شفاء مرتفع مما سيؤدي وبإذن الله تعالى الى انقاذ الملايين من البشر وستخفف كثيراً من خطر سلالات بكتيريا الدرن المقاوم للادوية الاساسية. وقد قامت المملكة بتطبيق هذه الاستراتيجية مرحلياً منذ عام 1419ه وتم الانتهاء من تعميمها في جميع ارجاء المملكة في عام 1420ه وانطلاقاً من مسؤوليتها فان وزارة الصحة وبمتابعة وتوجيه مباشر من قبل معالي وزير الصحة الاستاذ الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي لن تألوا جهداً في تقديم الخدمات الصحية المتطورة والمتخصصة تمشياً مع التوجيهات السامية لحكومتنا الرشيدة التي تهدف دائماً الى توفير المقومات الاساسية التي تكفل للمواطن الحياة الرغدة ليتمتع فيها بالصحة والرفاهية. ثم بدأ البرنامج العلمي لندوة اليوم العالمي للدرن بمحاضرة الدكتور محمد سلامة من ادارة الامراض الصدرية بوزارة الصحة عبر «وبائيات مرض الدرن في المملكة» ومحاضرة اخرى للدكتور فتح الرحمن عثمان اخصائي الصدر بمستشفى صحاري بالرياض عن «استراتيجية المعالجة قصيرة الامد وتطبيقها» بعدها القيت محاضرة للدكتور علاء جودة اخصائي الصدر بمستشفى صحاري بالرياض عن «الدرن، الصورة الاكلينيكية والمعالجة» بعدها اختتم برنامج فعاليات اليوم العالمي للدرن.