عرقلت قوات عراقية تعمل في جيوب صغيرة تقدم قوات بقيادة الولاياتالمتحدة داخل العراق في اربع مناطق على الأقل وذلك في اليوم الخامس للحرب أمس . ورغم استسلام بعض العراقيين فان الصورة تعكس قتالاً شرساً تخوضه القوات العراقية بأكثر مما تنبأ به محللون، وجاءت الصور من صحفيين يرافقون وحدات امريكية وبريطانية ولم تتوافر معلومات مؤكدة عن تقدم وحدات أخرى لا تصطحب صحفيين.وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قد اعترف بأن بعض الجنود الامريكيين قد فقدوا وربما وقعوا في الأسر. وقالت بريطانيا ان طائرة هجومية من طراز تورنادو سقطت بطريق الخطأ بصاروخ امريكي طراز باتريوت.ويبدو ان العراقيين يحتفظون بسلاحهم الجوي وأغلبه من طرز روسية وفرنسية قديمة بعيداً عن الاشتباك بطائرات امريكية وبريطانية. وقال الميجر جنرال دانييل ليف قائد التنسيق بين القوات الجوية والقوات البرية «ليس لدينا معلومات عن أية عمليات عراقية جوية، وحبذا لو استمر الوضع هكذا». وأول أمس قال الجنرال تومي فرانكس ان العراقيين يحركون أنظمة دفاعاتهم الأرضية من مكان لآخر مما يشير إلى أن الوحدات لا تزال تعمل تحت قيادة مركزية مما يشكل تهديداً للطيران المنخفض. واستدعيت طائرات هاريير البريطانية الهجومية لدك حاجز دفاعي في أم قصر بعد بضع ساعات من القتال الذي أذيع مباشرة في التلفزيون وأظهر فشل الدبابات الامريكية في اختراق المقاومة العراقية.ولم يعرف ما اذا كان تأخر القصف الجوي كان بسبب أمل في استسلام العراقيين سريعاً، وبالاضافة لأم قصر أفادت تقارير عن مقاومة عراقية في البصرة ثاني أكبر المدن العراقية وفي الناصرية شمالاً والنجف بوسط العراق. وقال صحفي من رويترز ان جنود مشاة البحرية أصيبوا بخسائر «ملموسة» ولكنه لم يذكر أرقاما. ومنذ بدء الحرب فقدت بريطانيا 16 جندياً في حوادث تحطم طائرات هليكوبتر وإسقاط طائرة التورنادو. وفي لندن قال مصدر عسكري بريطاني انه ينتظر ان يبدأ الهجوم البري للاستيلاء على بغداد بعد 48 ساعة. وأضاف ان معارك الطريق لن تعيق القوات المهاجمة. ولكن رغم ان العراقيين في بعض الأماكن أقل مدفعية بدرجة هائلة فانهم يستخدمون القذائف والرشاشات وأحياناً أسلحة خفيفة في مقاومة مؤثرة مما يعيق تقدم القوات التي تحرص على التقليل من خسائرها في الأرواح.واذا نجح هذا التكتيك في أم قصر في أرض مكشوفة نسبياً بمنطقة صناعية فان فعاليتها ستتضاعف على ضواحي بغداد حيث تحرص القوات الامريكية أيضا على تجنب إحداث خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين. وفي الكويت قال وزير النفط السابق علي البغلي انه يعتقد ان الوقت الذي استغرقه الاستيلاء على أم قصر ربما يهز ثقة العراقيين في ان قوات التحالف تستطيع إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين. قال «نحن مستغربون انه لا تزال توجد مقاومة في أم قصر بعد كل هذا الوقت، إنه مكان صغير... إذا أخذوا كل هذا الوقت للاستيلاء على أم قصر فكم من الوقت يحتاجون للاستيلاء على تكريت أو بغداد».