في العدد ذي الرقم 11114.. اطلعت على ما اشير اليه في «نبض الشارع» بصفحة المجتمع حول التصرفات الشبابية «الطائشة والتي تحدث مرة هنا.. ومرة هناك.. وحيث اشار «النبض» الى تجمعات شبابية.. لممارسة «التفحيط».. واخرى للاستعراض.. وتعمد الاذية للآخرين.. وثالثة.. للسير الجماعي على المركبات بسرعة جنونية.. بل الادهى كما ذكر.. عندما يقفون بسياراتهم امام الآخرين.. ونزول «الساحة» للرقص على انغام الموسيقى.. من غير مبالاة.. او مراعاة لشعور الآخرين او تعطيل مصالحهم.. الى ما هنالك مما لا يستحق الذكر.. والحق ان مرحلة المراهقة.. مرحلة مثيرة.. وخطيرة وفترة حرجة.. يجب ان تستغل الاستغلال الامثل وان ترعى حق الرعاية.. وهي في الوقت ذاته يجب ان تخضع لموازنة تربوية عادلة لا افراط فيها ولا تفريط فعند حدوث مثل ما قد سبق فبعضنا يرى انها تصرفات «طبيعية» وغير مسؤولة وان اولئك معذورون ولا تثريب عليهم وحق لهم ان يفعلوا ماهم فاعلون.. لان أفعالهم تلك ماهي الا نتائج تربوية « خاطئة» جاءت بآثار رجعية غير محمودة.. وان المجتمع بافراده.. ومؤسساته.. والمؤثرين فيه يتحملون اوزار تلك التبعات.. استناداً لأدلة «واهية» كالتوهم بأن الشباب مفتقدون لمن يحتويهم.. ويكتنفهم.. وانهم لا يجدون اماكن تربوية تتناسب ومواهبهم ليقضوا فيها اوقات فراغهم. وقال آخرون.. كلا.. فالمواقع موجودة.. والاماكن مهيأة بيد ان السبب هو ان المرشدين والمصلحين من ذوي التربية والتعليم مقصرون في اداء واجباتهم تجاه الشباب ومتطالباتهم العصرية. عجباً.. كيف تُنْحر التربية بهذه الطريقة.. لتنعكس الحال وتنقلب الآية.. ليقال: للمحسن أخطأت.. وللمسيء أصبت!! نعم.. التعقل مطلوب.. والتفهم لنفسيات شبابنا امر لازم غير ان ذلك يجب ألا ينساق وراء عواطف «هشة» ومثاليات «مستحيلة» وآراء ضعيفة لا ترى بأساً بترك المتهورين والتعاطف مع المفسدين.. وفي المقابل فان عشوائية القمع والعقوبة امر يتناقض ومقاصد التربية الصحيحة. ان مثل تلك التكتلات الشبابية الخطيرة والتي يحدث منها ما يحدث امر يجب ألا يمر من غير تأمل للسبب ومن غير معاقبة للمتسبب.. والا فان افعالاً مشابهة وتصرفات لاحقة ..هي الاخرى ستكون تبعاً لذلك وصورة منها. لذا فان من الاجدر الوقوف بحزم امام مثل هذه «المواقف الشبابية الطائشة» من خلال طرق تربوية تضمن المحافظة والسلامة على اولئك الشباب قبل ضمان السلامة للآخرين.. فان «الدفع اهون من الرفع» كما يقال. فالتدابير الوقائية والخطط المدروسة لمثل هذه المشكلات هي من اقل الحلول لتفادي المخاطر والاضرار التي ربما تطال الجميع. * والسؤال الذي يطرح نفسه هو عن الهدف الذي يصبو اليه اولئك الشباب؟.. وماهي تلك الأبعاد «المجهولة» التي يتطلعون اليها؟! ثم الى اي مدى وصلت آثار تلك التصرفات المشينة ليتفق عليها.. المئات من الشباب رغم التفاوت البين والاختلاف الواضح في عامل السن.. ودرجة الثقافة.. ومستوى الحال. * ألم يعلم اولئك انهم مسئولون امام الله قبل كل شيء عن تلك التصرفات.. وانهم محاسبون عليها.. الم يدركوا بعد ان اذية المسلم.. وتتبع عوراته من كبائر الذنوب.. واعظم الرزايا. * الم يعلموا.. بأن عواقب هذه الفعال راجعة اليهم وآثار اضرارها آيلة عليهم!! * ألم يقدروا الامن ويرعوا النعمة.. ويحفظوا المال ليعرضوا عن ذلك.. ويضعوها تحت اقدامهم.. حيال تلك التصرفات والمخالفات الشرعية. * لنكن اكثر واقعية.. مع انفسنا ومصداقية مع الآخرين من غير التخبط في ايجاد البدائل والحلول.. وهي عندنا بين ايدينا.. اين شبابنا من تلك الاماكن التي طالما تذرعوا بها لعدم توفرها ووجودها. اين اولئك الشباب من الاماكن الطاهرة.. والمواضع الشريفة اين هم من المساجد وحلقات القرآن. * اين اولئك من المواقع الشبابية التي يتسلون بها ويمارسون هواياتهم فيها. * اين اولئك من الكتب والمكتبات.. والمحاضرات والندوات.. والامسيات والجلسات.. * اين هم من ملتقى الاخيار ومجالس الابرار.. * لا بل اين هم من السوق.. ليقضوا فراغهم فيه.. ويملأوا جيوبهم منه... اين اولئك؟؟ ومتى يصحون من غفوتهم اخيراً لم يبق الا القول بأن من أمن العقوبة أساء الأدب.