في جريدة الجزيرة العدد «10993» التاريخ 28/8/1423ه تحدث أ.د حمد الدخيل الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود عن استحقاق استاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين للتكريم، وفي الجزيرة نفسها كتبت منيرة السعران مقالة في العدد «11111» التاريخ 28/12/1423ه حول هذا الموضوع. وفي ملحق الاربعاء بصحيفة المدينة التاريخ 18/12/1423ه تحدث الدكتور عبدالله المعيقل الاستاذ بجامعة الملك سعود عن الادب فذكر سبق أ.د محمد بن عبدالرحمن الشامخ في مجال الادب السعودي. فاما حديث أ.د حمد الدخيل ومقال الاستاذة منيرة السعران فإني معهما في كل ما قالاه بالنسبة الى استاذنا أ.د محمد بن حسين إلا اني وجدت في كلام منيرة السعران شيئاً من اختصار قد يكون مخلاً فأردت اتمامه بهذا الحديث سواء بالنسبة للسيرة الذاتية او المؤلفات. لكني قبل ذلك اقول ان الاستاذة منيرة احسنت كثيراً في حديثها وافادتنا بما لم نكن نعلمه من امر متابعتها وزميلاتها لمحاضرات استاذنا ابن حسين وذلك في قولها «والاستفادة من علمه لم تقتصر على طلاب وطالبات كلية اللغة العربية بل امتدت لكليات اخرى، فأذكر ايام الثانوية كنا مجموعة من الطالبات المحبات للأدب فسمعنا ان الدكتور ابن حسين يدرس طالبات قسم اللغة العربية مادة الادب فكنا نذهب للكلية للاستماع لمحاضرته وكان شامخاً في وهج عطائه وكان يرفض في إباء الحضور امام الطالبات ويصر ان يكون عن طريق الشبكة مثله مثل المبصرين». واظن مثل هذا ليس بالعجيب وان كان الجنس اللطيف كما يعبرون عنه يتهم ابن حسين بعدم التوسع في الحديث عن مؤلفاتهن، ولا ارى ذلك صحيحاً: لأن برنامجه «من المكتبة السعودية» لا يترك كتاباً يصل اليه إلا قدمه كما يقول. وأما ما أردت اضافته الى ما تحدثت به أ. منيرة السعران فهو: أولاً: انها لم تشر الى الكتاب الضخم الذي كتبه أ.د. طلعت صبح السيد عن استاذنا ابن الحسين ويبلغ عدد صفحاته «781» واسم الكتاب «ابن حسين بين التراث والمعاصرة». وثانياً: انها لم تشر الى كتابه «من حياتي» الذي بلغ ما صفَّ منه على الحاسوب 1500 صفحة. وثالثها: مؤلفاته المتخصصة في الادب السعودي الحديث التي فتحت آفاقاً واسعة امام الباحثين في ادب المملكة العربية السعودية، ومنها: 1- ابتسامات الايام، ديوان الشيخ محمد بن عبدالله بن بليهد، مراجعة وتصحيحاً وتعليقاً وتوثيقاً وتكملة. 2- الشاعر حمد الحجي. 3- الشعر الحديث بين المحافظة و التجديد. 4- وقفات مع بعض القاصين. 5- الشاعر الكبير محمد بن عبدالله بن عثيمين. اضافة الى ما يقارب اربعين كتاباً، اكثرها في الدراسات الادبية والنقدية المتخصصة، تشمل عصور الادب المختلفة، وتمثل نتاجه الادبي في الشعر والسيرة الذاتية والبحث والتحقيق، وهناك كتب مازالت تحت الطبع منها: 1- من ديوان الشعر الحديث. 2- الملحمة في الشعر العربي الحديث. 3- تاريخ النقد والدراسات في الادب السعودي. ولم يكن استحقاق ابن الحسين للتكريم عن طريق مؤلفاته آنفة الذكر فقط وانما ايضاً لأولوياته الكثيرة في الميدان الثقافي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية، فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: 1- انه اول من دعي الى تدريس الادب السعودي في المعاهد والكليات التابعة للرئاسة العامة قبل ان تصير جامعة فيما بعد باسم جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، ثم حذت حذو هذا العمل جامعات المملكة مقتديه به. 2- هو اول من حاضر عن الادب السعودي، وكان ذلك سنة 1384ه. 3- انه أول من حاضر في الاندية الرياضية، وبخاصة ناديا الهلال والنصر الرياضيان وذلك في عام 1388ه. 4- أنه أول من ألف كتاباً عن المعارضات وتاريخها في الشعر العربي. 5- أنه أول شخص في المملكة تعلم طريقة «برايل» والى جانبها تعلم الضرب على آلة المبصرين. 6- أنه أول من أسس مدرسة لتعليم المكفوفين وذلك عام 1376ه وتشهد بذلك الوثائق التربوية التي نشرتها وزارة المعارف مرتين، الى غير ذلك من الاستحقاقات الكثيرة والكبيرة التي لايغض الطرف عنها إلا مكابر. وأما التصحيح فحول ما ورد في صحيفة المدينة «ملحق الاربعاء» بتاريخ 18/12/1423ه من قول للدكتور عبدالله المعيقل حيث جاء في العنوان قوله «محمد الشامخ هو اول من أسس مادة الأدب السعودي» وفي صلب الحديث قال: «أما مادة الأدب السعودي فأظن ان الدكتور محمد الشامخ هو اول من اسسها في جامعة الملك سعود» وهناك فرق بين الجزم والظن!. فقد زعم الدكتور عبدالله المعيقل ان الاستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ كان اول من دَرَس ودرَّس الأدب السعودي. ونحن وإن كنا نفخر بالدكتور الشامخ ونتتلمذ على مؤلفاته إلا انه لم يبدأ في دراسة الادب بعامة والادب السعودي بخاصة إلا بعد عمل الاستاذ الدكتور محمد بن حسين بأكثر من عشرين سنة، وذلك ان ابن حسين قد بدأ تدريس الادب السعودي والمحاضرة فيه منذ عام 1384ه، في حين ان الشامخ لم يبدأ في نشر مؤلفاته بعامة إلا في عام 1393ه ولم يكن ذلك عن الادب وإنما كان عن التعليم، فأما الادب بعامة والسعودي منه بخاصة فقد تأخر عنده أكثر من هذا. ولن يضير الاستاذ الدكتور الشامخ ان يسبقه الاستاذ الدكتور ابن حسين والاستاذ الدكتور ابراهيم الفوزان والاستاذ عبدالرحيم ابو بكر رحمه الله ، ومن قبلهم جميعاً الاستاذ عبدالله عبدالجبار في كتابه «التيارات الادبية في قلب الجزيرة العربية» الذي نشره 1379ه. ومن قبله الاستاذ ابراهيم الفلاني رحمه الله في مرصاده الذي نشره عام 1375ه. اما نحن فيضيرنا حجب الحقائق التاريخية، وتغيير الرصد الصحيح للمنجزات ونسبتها الى غير اصحابها الحقيقيين، فما الذي دعا الدكتور المعيقل الى عدم التثبت من معلوماته تلك، لاسيما وانه تحدث باسلوب المؤرخ الذي يرصد انجازات ادباء المملكة، وباسم فريق العمل الذي أعدّ موسوعة الادب السعودي، وهذا التغيير الواضح للحقائق هو جزء من ذلك الرصد المتعجل والمليء بالمغالطات والتحيُّز الذي حفلت به الموسوعة، التي لا يحق لها في نظري ان تمثل الادب السعودي فقد اساءت اليه من حيث ظنت انها تحسن صُنعاً. د. حسن بن احمد النعمي قسم الادب جامعة الإمام