وكرهت عيشي واستطبت مماتي ورأيت في ذل الحياة جحيمها وبعزها يا أمي الجنات إني أحيي من يهب مناضلاً يستقبل الضربات بالضربات من يستميت ولا يخاف عدوه أبداً ويمضي فاتك الطعنات أمَّاه إني عاشق ومتيم بشهادةٍ هي أكرم الغايات ما أسعد الإنسان يلقى ربه حراً يدافع عن حمى الحرمات إني سأنهض حاملاً بشجاعةٍ سيفي ورمحي لا أخاف عداتي وأخوضها حرباً ضروساً ثابتا لا أستكين ولا تلين قناتي أمَّاه إن قالوا أسرت فصابري أو قيل إني صرت في الأموات لا تجزعي من ميتة محتومة فلكل إنسان قضاء آتي أنا لست أرضى أن أعيش مكبلاً أو مدبراً في ساحة الهجمات بل سوف أضربه مثالاً رائعاً لأخي الفداء وصاحب النخوات أمَّاه كوني للثكالى قدوة ومثال صبر واشحذي الهمات وأري النساء جميعهن ثباتنا وبأننا للأرض خير حماة وحذارِ يا أمَّاه أن تتوجعي وذري البكاء وزفرة الأنات واستسهلي الخطب الجسيم وهوله وتصبَّري وتحمَّلي النكبات وقفي وقوف المؤمنات وسائلي ربي عسى ان يغفر الزلات وألحي أمي بالدعاء وأكثري عند الصلاة وأخلصي الدعوات فأنا أرجِّي في دعائك رحمة من خالق الأرضين والسموات ولعلني منه أفوز بعطفه وبذا تكون من العذاب نجاتي أمَّاه أرجو أن يكون لأمتي من بعد موتي مستطاب حياة ويعيش قومي كلُّهم في عزة وتزول عنهم حالة الذلات ارجوك حثي للفداء كبارنا واستنهضي الفتيان والفتيات وأريهم أن الحياة ذميمة الا لمن يحيا من السادات ويعيش حراً لا ينكِّس رأسَه الا لربِّ الناس في الصلوات ويظل يسعى للعُلا بعزيمة لا تعرف التسويف والنكسات يسعى لخير بلاده مستسهلاً طولَ الطريق وشدة العقبات وشعاره عاشت بلادي حرةً ويعيش شعبي رافع الهامات إني لأعجب من شباب قُنَّع قبلوا الحياة مطأطئي الجبهات ورضوا المذلة واستطابوا عيشَها بئس الحياة عديمة العزات أشباب يعرب جاهدوا وتوثبوا نحو العُلا ولتحسنوا الوثبات وتدرَّعوا بالصبر ثم تخلَّقوا بصفات ابطال مضوا وأباة بصفات من كانوا رموز شجاعةٍ وغدوا لطلاب العُلا قدوات خرجوا على الدنيا نجوم هداية وضَّاءةٍ في حالك الظلمات فتقشعت سحبُ الضلال وأشرقت شمس الهدى والعدل والحسنات الله أكبر ما أجل صفاتهم أكرم بأخلاقٍ لهم وصفات وافخر بمن لا الموت يضعف عزمهم أبداً ولا يثني لهم عزمات وطموحهم يسمو إلى غاياتهم ما أعظم الآمال والغايات يا حبذا إقدامهم وثباتهم أعظم بهم في ساحة الهجمات أبناء قومي راجعوا تأريخكم وتأملوا عِبَراً به وعظات واستقرئوا ما سطرته جدودكم تجدوه سفراً مشرق الصفحات ثم انظروا فيما سيكتب عنكمُ تلفوه سفر مذلةٍ وشمات إن قستَ حاضرنا بسالف عهدنا ذاب الفؤاد لشدة الحسرات أو قستَ همتَنا بهمة جدنا ألفيت فرقاً شاسع الفجوات الفرق بين أب وبين حفيده كالفرق بين السفح والقمات آباؤنا لهمُ المكان مميزاً والصدر دون الناس في الندوات لا تستميلهم الحياةُ بحسنها كلا ولا يرضونها لذّات وبنو زماني كل ما يرجونه مُتَع الحياة رخيصة الشهوات قصر مشيد بل رصيد مذهل للحاسبين مؤكد الشبهات وممارسات لا تشيد مفاخراً بل تجلب الحسرات والويلات يا أمة التوحيد طال رقادنا فإلام نبقى في عميق سبات؟ كل الشعوب تنبَّهت واستيقظت وسعت تعدُّ الجيش والقوات بنت الجيوش وهيأت أبناءها للذب عنها ساعة الغزوات وأرانا نحن المسلمين سلاحنا هش ضعيف الفعل والقدرات مستورد ممن يعادي ديننا ولنا يخبئ سيء النِّيات فمتى يكون سلاحنا من صنعنا ومتى نصنِّع مرهب الهجمات؟ أنا لست أعلم إنما أسبابه موفورة فلننطلق بثبات ولنرسم الخطط المفيدة والتي ننجو بها من قاتل الكبوات نستقدم العلماء من أقطارهم والمبدعين ونادر الخبرات ونهيىء المستلزمات جميعها الأرض والأموال والآلات وندرّب الشبان حتى يتقنوا فن الصناعة حاذقي المهنات ونبارك العمال في مسعاهم ونقول أنتم عدة النهضات سيروا على درب النجاح وأنشدوا لحن التفوق رائع النغمات كم دولة كانت تعيش ضعيفة معدومة الإمكان والقدرات رسمت طريق نهوضها أبناؤها واجتازت الأخطار والعقبات ومشت الى أهدافها بعزيمة لا تعرف الإهمال والحيرات قاد السفينة في خضم بحورها رُبّانها اليقظ الهمام العاتي وسعى بها نحو التكامل قائد حرٌّ جريء أذهل القادات فغدت بقوتها تخيف عدوها وغدا لديها فاتك الضربات فخذوا الدروس من الألى سبقوكم وامضوا سراعاً ثابتي الخطوات والله ينصركم ويرعى سعيكم ويمدكم بالعون والنجدات