«العولمة»!! بكل ما تشمل من معالم وملامع ومعامل تتربع الآن فوق كل شيء.. وتتسنم كل شيء.. وتعتلي كل شيء.. وتلتصق بكل شيء.. ولا تترك أي شيء. «العولمة» هذه اللاشيء.. بل الكل شيء! أصبحت وأمست.. «جاثمة» مسيطرة على أغلب، وربما كل ماحولها من كل وأي شيء.. ألقت بظلالها.. بل بضوضائها على الأرض وامتدت لفضائها، غطت على الأخضر واليابس.. والمتهالك وغطت على كل شيء. فرضت وعرضت.. وأعرضت وأغرضت وأمرضت! فرضت التكنولوجيا كعنصر أساسي يدخل في بعض الأشياء.. بل كل الأشياء حتى ألمحت بأنه عما قريب.. سينعدم كل شيء لا صلة له بها. وعرضت.. بنظرة للأمام... كل ما هو قادم.. في الأيام.. وعرضت (تكنولوجيا بالطبع) كيف سيكون عليه الأنام..؟ وأعرضت عن القديم والمستهلك والمتهالك.. حتى ولو كان يدخل في إطار الحياة الاجتماعية وعلاقاتها.. وذلك ما نرى صورته جلية أمامنا.. في هذا العقد الزمني.. وكيف بدأت تنقرض بعض العلاقات الموروثة.. عن سابق الأجيال ولنضرب مثالا لذلك: «التعازي تنتشر عبر Message وكذلك التهاني»! والخوف هو صدق ما نسمع من روايات أن هناك من (طلق) امرأته عبر رسالة جوال.. أو بسبب جوال!! وأغرضت العولمة لنا.. الشيء الكثير.. لولا لطف الله وتمسكنا القوي بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإلا لجرفت بتياراتها من جرفت ممن لم يهده الله. وأمرضت الكثير من ويلاتها ومما تملي عليهم من شروطها والتزاماتها.. ورغم كل هذا وذاك.. إلا أن العولمة لها من الفوائد والمنافع الشيء الكثير.. للاستزادة بكل ما تحتاج من علم وثقافة وبأسرع وقت.. وذلك وفقا للاستعمال الأمثل والمثالي (الذي يندر وجوده) من هنا يتبين أن ضررها أكبر وأكثر من نفعها ويستطيع الإنسان العيش طبيعيا بدونها ولن تحيي العولمة من مات.. ولكن المشكلة القائمة هي: ذلك الشباك العنكبوتي الذي أحاط بنا.. فإما الاستسلام والانقياد لنتائج تفرض من العولمة.. وهذا هو الخلل الكبير الخطير وإما المقاومة.. والمقاومة.. بجني المفيد منها والابتعاد كل الابتعاد عن مساوئها.. ومضارها.. [email protected]