الجامعة العربية تحذر من إشعال الفتنة في سوريا    التميمي يدشّن حزمة من المشاريع التطويرية في مستشفى الإيمان العام    مدرب الأخضر "رينارد" يكشف عن آخر مستجدات مواجهة العراق في خليجي 26    في أدبي جازان.. الدوسري واليامي تختتمان الجولة الأولى من فعاليات الشتاء بذكرى وتحت جنح الظلام    نوتينغهام يواصل تألقه بفوز رابع على التوالي في الدوري الإنجليزي    عمومية كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية ل"خليجي 27″    السلطات الجديدة في سوريا تطلق عملية بطرطوس لملاحقة «فلول النظام المخلوع»    وزارة الثقافة تُطلق المهرجان الختامي لعام الإبل 2024 في الرياض    طارق السعيد يكتب..من المسؤول عن تخبطات هيرفي؟    السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    بموافقة الملك.. منح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة ل 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    وطن الأفراح    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    مسابقة المهارات    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختصون يتداولون حول «الإشاعة وأثرها في المجتمع»
لابد من تزويد الإعلاميين بالحقائق والمعلومات الصادقة ليلجموا الشائعات
نشر في الجزيرة يوم 10 - 03 - 2003


1- د. علي فائز الجحني.
عميد مركز الدراسات والبحوث بالأكاديمية.
« العلوم السياسية»، «ماجستير إعلام» - له كتاب «أضواء على الحرب النفسية والشائعات».
2- د. معجب الحويقل:
مساعد مدير عام الإدارة العامة للشؤون العلمية.
3- العقيد الدكتور سعيد بن ناصر بن مرشان.
الحرس الوطني.. كلية الملك خالد العسكري.
«دكتوراه في جغرافية الجريمة».
4- د. محمد عبدالله ولد محمد..
رئيس قسم النشر.. عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات العليا بالأكاديمية «العدالة الجنائية».
5- د. محمد السيد عرفة..
عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات العليا بالأكاديمية.
د. علي فائز الجحني
د. معجب الحويقل
العقيد الدكتور سعيد بن ناصر بن مرشان
أدار الندوة :
منصور عثمان عوض مانع القحطاني
بينما تتنوع المهددات تجاه المجتمعات في حياتنا الحديثة تنبري سطوة «الاشاعة» سلاحاً فتاكاً يزعزع الثقة والاطمئنان للفرد، وعاملاً يزرع عوامل الشك بما يؤثر في تماسك المجتمع ككل. وتأتي «الاشاعة» كأسلوب قديم - حديث يرمي في نطاقه الضيق إلى الاساءة أو احداث الضرر بفرد معين أو مجموعة محددة، ويتفاقم ليؤدي في نطاقه الواسع إلى هز تماسك الجبهة الداخلية ليصبح وسيلة هدم خطيرة تؤدي إلى تفكك المجتمعات وذهاب ريحها.
الاشاعة كانت دائماً وسيلة لالحاق الضرر وتبدو الشفافية والوضوح والصدق أسلحة فعالة يمكن أن تحد من غلوائها، لكن الرؤى تتباين حول ذلك وتتفرع إلى العديد من الاتجاهات، ولعل هذا ما دفعنا في «الجزيرة» إلى الغوص في هذا السلوك لمحاولة سبر أغواره طمعاً في رؤية تشريحية له، بحيث نستطيع أن نعرّي الاشاعة من العوامل التي تتدثر بها، ونتمكن بالتالي من تجاوز سلبياتها والتغلب على الآثار التي يمكن أن تترتب عليها.
* البلاد العربية الآن وتحديداً منطقة الخليج والسعودية بشكل خاص قريبة من محور تهديد حقيقي سيطال المنطقة سواء كان في ضربة عسكرية أو لم يكن، وفي مثل هذه الحالات: حالات الترقب، حالات اللاحرب واللاسلم.. تبدأ الشائعة تنمو بشكل سريع وعاصف، كيف نحمي مجتمعاتنا من التعرض لمثل هذا الهجوم؟، وهل ثمة أشخاص مستهدفون في المجتمعات من الشائعة، يعني الفئات العمرية: الشباب أو النساء أو الأطفال، أو أن الإشاعة تستهدف الكل.
- أجاب الدكتور - علي بن فايز:
فيما يتعلق بالشائعات.. هذا المرض الذي يسري في المجتمعات الأقل إدراكاً ووعياً، فهي من أخطر الأمراض الاجتماعية، حيث يكثر القيل والقال، والغيبة والنميمة ونقل ما لا ينبغي نقله دون تثبت.
لا شك أن الإسلام، أمرنا ووجهنا إلى أهمية التثبت وأهمية نقل المعلومة بطريقة صحيحة.. قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6) .
والقرآن الكريم حذر من المرجف والإرجاف وبمثل تلك الأقاويل.. قال تعالى ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب:60)
وحماية المجتمعات العربية والإسلامية تبدأ من التربية الأولى ولعل المداميك والمرتكزات الأساسية هي التربية الأسرية، ثم تتدرج صعوداً، المدرسة، فالجامعة فالمناصب التربوية الأخرى لزرع التثبت في ناشئتنا وعدم تداول الشائعات المغرضة لأنها لا تصدر إلا من صاحب هوى أو من ضعيف في العقيدة أو جاهل.
وهذه الحقيقة ضعيف الهوى أو الهوى والجهل وضعيف الوازع الديني، لا شك ان الشائعات ستكون «ديدنه» أو من نسميهم احياناً عندهم تضخم الذات والأنانية المفرطة في حب أن يكون مصدرا للأخبار في المنتديات والمجالس فيهرف بما لا يعرف.
حماية المجتمع..
معادلة بسيطة:
* من هذا المنطلق حماية المجتمع جواباً على ما تفضلتم به بسؤالكم هو في الحقيقة معادلة بسيطة.. البيت، والمناشط التربوية الأخرى، ووسائل الإعلام عليها دور كبير.. ولا شك أن «الجزيرة» هذه الجريدة الغراء، من خلال هذه الندوات وتلك الدورات وغيرها ستعالج مشكلةً المجتمعات العربية فعلاً تعاني منها، فالكثير منها أصبح لا شغل لهم إلا الحديث فيما لا يليق وما لا ينبغي وأشغل أوقاته بالتافه من القول.
* الشائعة تعد وسيلة من وسائل الحرب
* دكتور محمد عرفة.
سألتنا عن المستهدف من الشائعة.. هل هي تستهدف فئة عمرية بعينها!! هل هي تستهدف النساء!! الرجال!! قادة الجيش!! قادة الأمن الداخلي! تستهدف من هذه الشائعة..؟
- الجواب: في الحقيقة الشائعات هي تعد وسيلة من وسائل الحرب النفسية عادة، فنظراً لتنوع الشائعات، ليس هناك شائعة واحدة ولا تسمية أو تحديد لشائعة معينة، فإن الشائعة يمكن أن تتناول فئات مختلفة، فهناك شائعات تكون موجهة للشباب بالذات، وشائعات موجهة للنساء، وشائعات موجهة لبعض ذوي المراكز المرموقة في الدولة، فكل شائعة حسب هدفها إذا كانت تهدف لتدمير أو تحطيم بعض القيم والعادات الموجودة في الدولة، فهذه عادة ستوجه إلى الشباب، وهذه شائعات لها وسائلها العديدة.. قد تكون وسيلة شفهية.. وقد تكون في وسائل أوراق مكتوبة توزع على الشباب أو وسائل أخرى.. وقد تتم حالياً من خلال شبكة إنترنت.. وهذه أكثر تأثيراً الآن في الشباب.. ونشاهد الآن كثيرا من الموضوعات التي تطرح على ساحة الانترنت وتوجه إلى الشباب بالذات وإلى النساء خاصة في الدول الإسلامية وتحرك التقاليد الإسلامية الراسخة، فالأمر لا يتوقف عند حد معين، وإن كان لي كلام آخر عن موضوع الشائعة من الناحية القانونية بالذات وكيف يعالج القانون هذه المسألة، لأن الانسان بطبيعة الأمر لديه حرية.. والآن كثير من الدساتير المختلفة تتكلم عن حرية الرأي.. حرية الكلام.. فهناك مقابلة بين حرية الرأي وبين تجاوز هذه الحرية والتعدي على حقوق الآخرين، فإذا تجاوز الانسان الحد فقد يصل إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة القذف أو السب في حق الآخرين.
وهذه يجرِّمها القانون بنصوص محددة.. فإذا وصل السب لدرجة خدش سمعة الآخرين أو المساس بها، فهذا يشكل جريمة قذف.. والقذف معناه أنه يسند أمراً محدداً إلى الشخص الآخر..
أما السب: فمعناه أن يسند عبارات عامة غير محددة.. ومن هنا نجد أن القانون يقرر عقوبات مختلفة، لكن في بعض الأحيان قد يبيح القانون الاشاعة أو قضية السب.. إذا كان هذا موجها إلى شخص يشغل منصباً معيناً ويتعلق بهذا العمل، ولكن بشرط أن يكون من وجّه هذا السباب أو هذا الشتم الذي هو يصل لدرجة اشاعة معينة انه يكون وجّهها وهو يوجه حقائق، وليست اشاعة يعني أن يكون حسن النية في نفس الوقت، يعني لا يصل إلى درجة السباب الذي هو يطلق الكلام على عواهنه بدون أن يكون هناك ضغط، هناك نقطة أخرى تتعلق بهذا الموضوع وهي مسألة المسؤولية القانونية عن الاشاعة.. هل هناك مسؤولية أم لا؟
* ترتب أثار سلبية على الاقتصاد.. وعوامل احباط للهمم!!
إذا وصلت إلى مرحلة جريمة فإنها تشكل مسؤولية جنائية، وتشكل مسؤولية مدنية من خلال التعويض أو الدمار، وتشكل أيضاً مسؤولية تأديبية إذا كان هذا الشخص الذي قام بعملية الاشاعة ينتمي إلى مؤسسة أو يشغل وظيفة معينة، فممكن انّ جهته توقع عليه عقاباً معيناً وهذا ينقلنا أيضاً إذا جاءت الاشاعة من دولة أو من هيئة أو من جهة أخرى موجهة إلى الدولة، هناك أيضاً فيما يتعلق بالآثار المترتبة على الإشاعة، ممكن أن تترتب عليها آثار اجتماعية واقتصادية لأنه إذا تعلقت الاشاعة بدولة أو تعلقت بقطاع انتاجي في دولة معينة، لو نأخذ مثالاً.. القطاع السياحي.. لو ان القطاع السياحي وجهنا إليه اشاعة.. إن هذا القطاع فيه الأجانب وسوف يحصل فيه عمليات ارهابية معينة، فممكن أن تؤثر تأثيراً سلبياً على هذا القطاع ويحجم السياح عن القدوم.. فيضرب هذا القطاع، وكثير من القطاعات الأخرى التي يمكن أن يكون للاشاعة دور فيها فضلاً عن تأثيرها أيضاً على الفرد نفسه.. فقد تكون الاشاعة عامل احباط بالنسبة للفرد، إنه لا يقوم بالعمل، وقد يكون لها تأثير على الأسرة، لأن الفرد يعتبر النواة أو الخلية التي تتكون منها الأسرة.
* العقيد الدكتور سعيد المرشان.. هل لنا أن نتعرف على الاشاعة وكيف تنتشر وما هي أهدافها؟
-ما هي الشائعة أو الاشاعة؟
هناك تعاريف عدة نختار منها:
- هي تلك المعلومات التي يتناقلها الناس دون استناد إلى مصدر موثوق.
أو هي الترويج لخبر يختلق لا أساس له من الصحة، أو زيادة المبالغة في سرد خبر يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة.
والشائعة قديمة قدم التاريخ وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرب النفسية فهي من أهم أسلحتها سواء في وقت الحرب أو السلم، فهي تلعب دوراً مهماً في خلق تفاعل بين الناس.
والشائعة في الحرب النفسية تستخدم لتحقيق إثارة روح الانقسام في صفوف العدو وتحطيم معنوياته وزعزعة ثقته بمبادئه وأهدافه، وذلك من خلال نشر الأخبار الملفقة لحجب الرؤية الصحيحة للواقع.
- كما أنها وسيلة لزعزعة الثقة وتشجيع بعض ضعاف النفوس على التمرد، وهي وسيلة لبذر الفتنة بين الجماعات وتفريق صفوفهم.
* وكيف تنتشر الشائعات؟
تنتشر الشائعة إذا توفر لها شرطان:
1- الأهمية، 2- الغموض.
فموضوع الشائعة يجب أن يكون شيئاً مهماً لكل من المتحدث والمستمع ويكتنفه الغموض الناتج عن عدم وصول الأخبار الصحيحة أو عن تضارب الأخبار وعدم الثقة بها.
* ما هو الهدف من الشائعة أو الاشاعة؟
- تسعى الشائعات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتداخلة التي لا تخرج عن كونها هدامة ومدمرة.
صنفت تلك الأهداف إلى:
1- أهداف معنوية «نفسية:
وهذا الهدف من أهم أهداف الحرب النفسية حيث تسعى الشائعات إلى خلق جو من البلبلة والشك وزعزعة الثقة بالنفس والاستسلام والانهزامية واستغلال الظروف للتشكيك في كل شيء.
2- أهداف سياسية:
تسعى تلك الشائعات إلى التشكيك بمواقف وخطط النظام السياسي في المجتمع.. وتعتمد على أسلوب التهويل والتضخيم والتشويش والتشكيك.
ويكون أخطرها ما ينشر أثناء الحروب والاضطرابات الداخلية.
- قد تطلق تلك الشائعات داخل المجتمع من بعض العناصر السلبية، وقد يوجهها العدو من خلال دعايته عبر وسائل الإعلام.
3- أهداف اجتماعية:
تطلق من قبل أفراد المجتمع بهدف اثارة الفتن وتعميق الخلافات التي قد تكون قائمة مستغلاً في ذلك بعض المواسم والمناسبات.
4- أهداف اقتصادية:
يستغل هذا الجانب عند نقص السلع أو ارتفاع الأسعار أو انتشار البطالة، ويتم التركيز من قبل مروجي الشائعات على تلك الجوانب للتشكيك بالوضع الاجتماعي.
وقد يكون ذلك للنيل من المركز الاقتصادي للدولة والنيل من الثقة المالية بها.
5- أهداف عسكرية:
وتهدف الشائعات إلى اضعاف الروح المعنوية لدى المقاتلين والمواطنين على حد سواء، فكثرة الغارات العسكرية التي يشنها العدو على الأهداف المدنية يقصد زرع الرعب وزعزعة الثقة بالقدرات العسكرية للدفاع عن المواطن والمقتنيات الاقتصادية وذلك من خلال عملاء مأجورين لبث الاشاعة واطلاقها أثناء الحرب من خلال وسائل إعلامه.
6- أهداف لا أخلاقية:
تلك الشائعات تهدف إلى اضعاف الشعور بالانتماء القومي وتنمية روح الانسانية وحب الذات، والسعي لتفتيت المعوقات الأخلاقية، ساعد في ذلك التطور في وسائل النقل والبث.
تلك الأهداف مترابطة ولها علاقة ببعضها البعض الآخر، والهدف منها مجتمعة جوانب الحياة في المجتمع.
* ما هي الأسباب التي تساعد على انتشار الاشاعة؟
- من الأسباب التي تساعد على سرعة انتشار الاشاعة الآتي:
- عدم توفر المعلومات الكافية والموثوق فيها.
- انعدام الثقة بين فئات الشعب وانتشار الكراهية والبغضاء.
- الأزمات أياً كان نوعها والحروب.
- ضعف أو انعدام الثقة بين القيادة والجمهور.
- ضعف الوعي لدى الناس.
- الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
* كيف التعامل مع الشائعات والقضاء عليها؟
- الشائعات مرض اجتماعي خطير وللقضاء عليها أو الحد من أضرارها فإن ذلك يتطلب جهودا وتخطيطا وتنسيقا بين كثير من المؤسسات الاجتماعية على مختلف مستوياتها.. وذلك من خلال تشكيل لجان وفرق خاصة لجمع تلك الشائعات وتحليلها وتصنيفها وتحديد مدى خطورتها، ومن ثم وضع الخطط المناسبة لمواجهتها.
- تخصيص مساحة في وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية والمسموعة لتحليل الاشاعات بطرق علمية والرد عليها بحجج قوية.
- تكذيب الاشاعة عبر وسائل الإعلام على أن يتم ذلك من خلال احدى الشخصيات الموثوق بها في المجتمع والمحبوبة.
- اطلاق الاشاعات المضادة وعرقلة وسائل الإعلام التي يستخدمها العدو في بث الاشاعة.
- التغطية الإعلامية للندوات والمحاضرات التي تقام لغرض مكافحة الاشاعات.
- تفعيل دور المؤسسات التربوية والاجتماعية للقيام بدورها الفعال في مكافحة الشائعات، وذلك من خلال المدرسة والجامعة والمسجد عن طريق تنشئة الصغير وزرع الوازع الديني في أفراد المجتمع والقيام بالدراسات والبحوث النظرية والميدانية لمعرفة كنه هذه المشكلة والعمل على ايجاد الطرق الكفيلة للقضاء عليها.
التماسك الاجتماعي.. هو الأساس.. وتهويل الأحداث أمر خطير
* يطالب وزراء الداخلية بوجود شخص يتحدث باسم الوزارة دائماً خاصة في حالات التهديد أو المراحل التي تحدثنا عنها لبث المعلومة الحقيقية وبشكل دائم عن حقيقة ما يجري سواء في الجوار أو في داخل البلد كيف ترى وجود مثل هذا الرأي سيخدم أو سيحجم كثيرا من الاشاعات؟
يجيب الدكتور - معجب الخويجل: بقوله:
قبل أن أجيب على مثل هذا السؤال أود أن أتكلم وأشير إلى التماسك الاجتماعي وهو الأساس، فمجموعة القوى والتماسك الاجتماعي هي مجموعة القوى التي تؤدي إلى بقاء عضوية الفرد والجماعة متلاحقة، وأي اختلال في هذه العلاقة يولد شرخ فطور، وشك، وعدم انسجام في الجماعة، فالاشاعة طبعاً لها آثار سيئة على الفرد والمجتمع سواء في المجال الاقتصادي أو في المجال العسكري أو في المجال الاجتماعي أو في أي مجال من مجالات الحياة الاجتماعية، لكن لو رجعنا إلى ظهور الاشاعة.. هل الاشاعة وليدة هذه الأيام يعني بما تسمع من تهويل للأحداث.. ومن أشياء تحيط بنا يقصد منها حرب لا تقل عن الحرب المباشرة.. لا!! نجد أن القرآن الكريم تفصل بعدة قصص انبعث منها الاشاعة سواء في صدر الإسلام أو فيما قبل الإسلام، فمثلاً حديث الإفك وموجود وما هو المقصود منه. لا إذن يخفى على أحد.. وتحدث القرآن أيضاً عن قصة مريم وما نسب لها الى أن تمت التبرئة بأسلوب معين.. وأيضاً قصة يوسف شاهد يوسف قيل إنه نطق شخص في غير سن النطق لإظهار الحق..
فالحقيقة ترويج الشائعة يؤثر على الحياة الاجتماعية ويؤثر على المجتمع عموماً.. وما يعيش الوطن في هذه الأيام تكتنفه الكثير من الشائعات وتؤثر فيه تأثيرا قويا..
هذه أسباب انتشار الشائعة.. وعرض الحقائق يخفيها
* لكن هذه الشائعات كيف تنتشر؟؟
- تنتشر هذه الشائعات إما بوسائل الإعلام، أو عن طريق الأشخاص.. وأخطر وسيلة أشار لها الدكتور محمد عرفة هي «الانترنت» الذي أصبح موجودا في كل بيت ويتحدث فيه كل شخص.. ولا يدرون عن مصداقية هذا الحديث ولا من أين أتى ولا كيف جاء أثر الشائعات تظهر لها أثر قوي.. إما أن تؤثر الخوف الذي يتولد عنها الانهزامية فالروح المعنوية لجميع شرائح المجتمع ليس للرجال وللنساء في مثل الظروف التي نعيشها حالياً.. يولد روح الانهزامية أو تكون الشائعة أو الاشاعة بالأماني التي قد تتحقق، وهنا يكون في اشكالية أخرى عندما يفاجأ الشخص بعكس الشيء الذي يتمناه في نفسه، يبقى احباط شديد عن ما ذكرت، وأعتقد أنه لا بد لنا في الوقت الحاضر أن نتصدى لجميع الشائعات سواء على مستوى مسؤولية الدولة أو على مستوى تربويين أو على مستوى مفكرين وكُتاب وصحفيين لكل شيء يشم منه رائحة الشائعات كيف أن نثق في البلاغات الرسمية مثل ما تفضلت ومن مصادر رسمية، وألا تترك مجالا لغير هذه المصادر ولا نسمح بها..
عرض الحقائق كما هي في وسائل الإعلام بمختلف أنواع وسائل الإعلام، ما يصدر عن المسؤول أو عن الجهة أو عن المفكر من أشياء تنافي الاشاعة مبنية على الحقيقة.
يجب أن ينشر في جميع وسائل الإعلام ليصل إلى الجميع.
الثقة في المصادر الرسمية.. لا نقول ان الجهة الفلانية قد أصدرت خبرا أو كذبت أو كذا.. هذا ما هو صحيح لا يجب أن تكون الثقة في المصدر الرسمي بأنه أقرب الجهات إلى الحقيقة بالمواجهة الصحيحة.
الأشياء اللي ممكن نتصدى بها للشائعة اشغال الناس.. أوقات الفراغ.. اشغال الناس في أوقات فراغهم.. فاليد الفارغة أداة في يد الشيطان..
فما ذلك الفكر الفارغ.. والفكر الشاب والفكر اللي ما فيه معلومة كافية عن الحدث، لا بد أن نواجه بحقائق حتى يكون عند الشخص في المجتمع العربي وفي المجتمع السعودي فكر عما يدور حوله وعما يشغله حتى يمرر الشائعة المغرضة ويقطعها بما يجب أن يكون ويصل إلى الحقيقة.
الاشاعة ليست جديدة
وهي من عصر الصحابة
* دكتور محمد عبدالله.. رئيس قسم النشر، عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات العليا بالأكاديمية.. وأنت تدرس مادة العدالة الجنائية..
* ما هي اللبنة الأساسية لتماسك المجتمعات الكبيرة ضد الاشاعة وعدم اختراقها لهذه المجتمعات؟
- في الحقيقة أتحدث بإيجاز عن نقاط خطرت في بالي لعلها تكون في النهاية لها خلاصة في الأجوبة على بعد هذه الأسئلة.
من هذه النقاط التي عرضتها.. هذه الآن، وهي أساساً أن هذه الشائعة كما أشار بعض الأساتذة الذين تفضلوا فقال الدكتوت معجب:
انها ليست جديدة، فقضية الشائعات ونحن الآن في مسألة مهمة جداً وهي لها صلة بالتماسك هي بناء الحاضر على الماضي.. الصلة تكون دائماً متواصلة فإذا انقطعت صار انفصام كبير وصارت به عدم ترشيد للجهود.
الشائعات بدأت من عصر الصحابة من أصل التاريخ الإسلامي الأول.. وإذا نظرنا إلى هذا الشرع وهذا التشريع الإسلامي نجد أنه وضع سياجاً ووضع سياسة عجيبة لتماسك هذا المجتمع.
فأولاً: هو جاء لمصلحة الدين والدنيا معاً كما اتفق عليه.. ما جاء لمصلحة الدين فقط، مصلحة الدين والدنيا.. وجوائز المثل من تحقيق هذا المبدأ.
الأمر الآخر من أجل ذلك وهو نقطة ثانية لهذه المبادئ أن امداء لهذا التشريع أمور إذا نظرنا إليها قد تفيدنا هي لاستصحاب قاعدة البراء والأصل في أشياء الاباحة.. وهذا يتفرع منه كثير من الأمور التي يبنى عليها..
الأمر الآخر: مبدأ التثبت كما أشار إليه الدكتور عميد مركز الدراسات العليا الدكتور علي.. مبدأ التثبت هذا مبدأ عجيب في الإسلام {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} .
وما يفعلون عندكم ان القراءة الصحيحة أيضاً من القراءات الصحيحة فتثبتوا.. معناه ما نسمع أي كلام يقال إلا بعد التثبت، ومن هذا القبيل تجدون الشريعة اعتنت بوسائل الاثبات.
لا ترموا حالكم، ما في أي كلام يبنى على ظن ولا على التخمين.. مبدأ آخر مجيء حسن الظن، ومن هنا أنا أريد أن أنبه إلى النقطة وهي الثانية عندي بعض هذه المبادئ هي أن الشائعات ننظر إليها من زاويتين.. زاوية داخلية وزاوية خارجية، فإذا تحدثنا عن الموضوعات هنا يجب أن تفصل بأنه يحصل تمايز، وبالوراء يكون في شيء من التداخل وشيء من الغموض، فالشائعة قد تكون خارجية وقد تكون داخلية.. وفي هذا فنحن نحصن أنفسنا من الداخل من الشائعات ونجيب على هذه الأسئلة ونحصنها أيضاً من الخارج ونوفق بين الأمرين في بعض الحالات.. لذلك ننظر إلى من المستهدف من هذه الشائعات وهذا سؤال مطروح طبعاً إذا أعدنا إلى ما قصدنا به من قبل أن الشائعات كانت في قصة الاهتمام كما أشار إليه من قبل موجودة، ومن كان المستهدف في ذلك الوقت.. المستهدف هو أن الشائعة هناك داخلية من ناحية وخارجية من ناحية أخرى..
تروج لما يريده أعداؤنا
في الخارج
وأيضاً هي تروج لما يريده أعداؤها من الخارج فهذه مشكلة كبيرة جداً إذا كنا ندري فكان ذلك المنافق الذي رمى بتلك الشائعة هذا مثال على شيء عجيب، ورمى بكلمة صغيرة لما رأى صفوان ذلك الصحابي يقود الجمل وعائشة تركب على الجمل وهو يمشي على رجله نظر من بعيد فقال كلمته كالرمية إذا رماها صاحبها.. وقال قولته: هذه امرأة نبيكم باتت مع رجل ليلة ثم أصبحت وجاء يقودها.
هذه من المستهدف وراءها.. المستهدف من ناحية هو شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ولي أمر الأمة وهو قائدها وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو الرجل الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي الفت في عضد دول وفي عضد جماعة لأن الثقة هنا إذا حصلت الشائعة لا شك أنها ستنقضي.. وبالتالي الزعزعة وهذا طبعاً من أهداف وسائل الاشاعات التي ترمي إليها وطبعاً أيضاً ننظر إلى المشكلة القائمة الآن وهي اننا إذا نظرنا إليها بالتالي توصل الماضي بالحاضر.. نجد أن الأمور ما كانت بهذا النمط فكيف مرت الآن بوسائل بشكل لا يمكن أن نتحكم بها ولكن كانت كما يقولون سباقا يعدو به حصان واحد في الحقيقة.. إذا صارحنا أنفسنا وهذه كلمة أنا أردت في النقطة هذه أن أوصل بعض الشيء كما ذكرتها من قبل.. قلت لأحد أئمة التفسير فسر كلمة أعجبتني..قال: )وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (لأنفال:73) .
معنى هذا أنك السلاح الذي يواجهك به العدو قبل أن تواجهه به.
لا تفعلوا ذلك الولاء .. فالآن الشائعات إذا نظرنا إليها من الزاوية تملأ هذا الفراغ.. وفي فقرة أنا أخذتها من كتاب الدكتور في ندوة أقامتها الأكاديمية وطبع كتاب الآن هو «التصدي للشائعات» في عبارة ونرى مثلها تأصيل أيضاًَ.
هو قال: إن الشائعات تكثر في غياب الحقائق، الفراغ، والحكمة أصلاً تقول: النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فإذن زيادة للتأصيل أيضاً دست الأشكال هذه صبيحة لما رحل الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس وهو قائد الجيش أطال الرحلة في ذلك اليوم دون غيرها.. كانوا يمشون كيلومترات معدودة..
في ذلك اليوم ضاعف المشي، هذا كان درسا تربويا يدلنا على أن الفراغ هو سبب أو من أسباب المشاكل..
هذه أمور أنا أدري بها، لا شك أن تماسك المجتمع كما أشار الدكتور معجب انه من الأمور التي يتمركز عليها وهذه اذن الخلاصة أن نلعب على حبلين على أساس هو:
1- تماسك المجتمع من الداخل والتصدي للشائعات من الخارج والتحصين للمجتمع.. وطبعاً الوسائل تختلف من شائعة إلى أخرى..
وطبعاً هو في الحقيقة أسباب الشائعات كلها ترجع إلى أحد أمرين وثانيهما ينبي على الأول.
الأمر الأول هو الجاهل بحقائق الأشياء.
الأمر الثاني: التعصب والحسد سواء كان شيء عداء غريب في الجملة يعني.. من جهل شيء عادة إنساء يفهم الحقائق والأمور والحكمة منها التي فيها الحلى ومن حقيقة الشريعة وتطبيق شرع الله وتماسك المجتمع والأمانة وحدود الله تعالى التي تقام بشكل يعنى له حكمته من يجهل هذه الأمور يضيف إليها شائعات كثيرة.. ففيها شيء من الجناية على الانسان، منا يعرف وين الحكمة أصلاً..
والأمر الثاني: يتطعم هذا وغيره هو الأساس كثير بشيء من الحسد وشيء من التعصب ضد الحقائق التي بني عليها مذهبه وحياته الأساسية.. شكراً لك.
المجتمع السعودي
مجتمع قوي ومتماسك
* لكن في هذا الزمن وهذا التباعد الاجتماعي والعصر المادي بكل صراحة وبكل دورانه كيف ترى دور أئمة المساجد والعلماء في تقريب مسافات الوعظ للناس في معاشهم وفي حياتهم وفي تفاصيل حياتهم حتى نوجه بالشكل العلمي والمطلوب والدقيق لإعادة تأهيل الناس إلى الوقوف بحزم أمام الشائعات.
* أجاب د. علي الجحني قائلاً: لا شك إن دوره كبير.. لكن لا بد أن أشير إلى نقطة هامة وهي تماسك المجتمع حيث يجب أن نقر الحقائق أولاً: إن المجتمع السعودي مجتمع متماسك ومجتمع قوي.. ومجتمع متشرف بثوابت أساسية هذه من المسلمات، كما أن أغلبية وجل المفكرين والمثقفين والعلماء يولون هذا الأمر اهتماماً كبيراً من خلال محاضراتهم وما يتعلق بهذا الأمر، لكن الشائعة كما أشار الزملاء قدم البشرية ولعلهم يتذكرون تاريخ الشائعات في أيام الحرب العالمية الأولى والثانية كيف كانت منتشرة في أوروبا وكانت تروج بشكل كبير، لكن تلك المجتمعات توصلت إلى قناعات وهي انه لا بد من ذكر المعلومة الصحيحة وعدم التباطؤ في البلاغ المبين البلاغ المدعم بالأدلة حتى نفوت الفرصة على أولئك المرجفين الذين يصطادون في الماء العكر.
فلا يكاد يمر يوم أو يومان أو ثلاثة في وسائل الإعلام إلا ويصدر خبر سواء كان يتعلق الأمر بموضوع صحي أو موضوع اقتصادي أو موضوع سياحي..
الإعلام بوسائله المتعددة عليه مسؤولية عظيمة
وهذا ما ينبغي ان يستنتج الإعلام العام بوسائله المتعددة وأيضاً ما نطلق عليه في الحقيقة في الأكاديمية نوع هذا العلم الناشئ من عشرين سنة هو الإعلام الأمني، وأيضاً ما تفضل به سمو الأمير نايف حقيقة وهو الأمن الفكري، الأمن الفكري هذا الحقيقة يجب ان يدرس، ويعلّم في الجامعات.. وفي أماكن إعداد الجيل ليكون عندهم قناعات، وهذه القناعات سيدي الفاضل لا يمكن تهتز إذا كان لدى الإنسان حصانة، يعرف ان هذا ذو مصداقية لكن في المقابل نعتمد على الطريقة القديمة وهو يعني هذا، ليس صحيحا ونكتفي، لأن الشائعة تسري سريان النار في الهشيم وعلينا ان نتصدى لها والتصدي بطرق كثيرة لكن يأتي في مقدمتها ذكر الحقيقة المسارعة في ذكر الحقيقة وان كانت مرة!!!
المجتمعات العربية مصدر
القيل والقال!
طبعاً نحن في مجتمعاتنا العربية بشكل عام لدينا ما يسمى ثقافة الشائعة أو قالوا لي.. أو سمعنا.. أو قابلت.. هذه منتشرة للأسف..
لا تكاد نجدها في مجتمعات متحضرة والتي ليس عندنا متسع من الوقت في هذا الكلام الذي لا فائدة منه.. عندهم كما يقولون الوقت من ذهب.. ليس عندهم الأمور التافهة التي يشغل بها ثلاث ساعات تقريباً في غيبة ونميمة..الخ.
ولذا ينبغي التصدي لثقافة قيل لي أو قالوا لي أو سمعنا أو ثقافة الشائعة كما يسميها بعض الإخوة.
على بعض خطباء المساجد ان يغيروا من أسلوبهم
يجب ان نعترف أننا في كثير من مجتمعاتنا العربية وان المسجد في الواقع ما ان تدخله يوم الجمعة وأنت مبكراً وأتيت إليه في خشوع وفي استعداد للتقبل فيعتلي المنبر إمام يكون ليس أهلا لذلك أو تنقصه الثقافة الواسعة لمعالجة قضايا الأمة.. فيغلب عليك النعاس، هذه من الأشياء المزعجة ويجب إعداد الأئمة إعداداً تربوياً جيداً خاصة أنهم يتحدثون نصف ساعة أمام المصلين والمسجد له دوره ورسالته لأنك لا تتصور إنساناً يتكلم لمدة نصف ساعة لا يقاطعه أحد ولا يعترض عليه أحد ويقول ما يريد والكل عليه ان يسكت وأتوا في وقت مناسب، لكن تفاجأ بأن هناك مسائل تعالج بعيدة عن واقعنا وبعيدة عن مجتمعاتنا..
لدينا قضايا يجب أن
تطرح وتعالج
أتمنى ان يتحدثوا عن الشائعات وأضرارها ومخاطرها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وأثرها على المعنويات في تثبيت الهمم وكيف يبنون قناعات أساسية في المجتمع.. أتمنى ان يتحدثوا عن مكافحة المخدرات وهذه الآفة.. وعن الحوادث المرورية وأمور كثيرة.
هذه هي الحقيقة ما يطلق عليه الفكر الإعلامي الذي يعالج مشاكل المجتمع.. هذا في الحقيقة من الأشياء يبدو لي أنه الشائعة لم نتعرف إلى مصطلحها اللغوي.. حقيقة هي كما تفضل الاخوان من شاع انتشر الخبر.. {إنَّ الذٌينّ يٍحٌبٍَونّ أّن تّشٌيعّ الفّاحٌشّةٍ فٌي الّذٌينّ آمّنٍوا} تشيع فارتبطت بأن إشاعة منكر.
الإشاعة لها عقاب.. وهي من الإفساد في الأرض:
* ولكن يا دكتور.. هل لها عقاب؟
- الجواب: نعم ما في شك المرجفون ويمكن ان نتعرض إلى هذا بأنه هذا من الإفساد.. هذا من الإفساد في الأرض.. ومن إثارة الفتن، والإسلام يمقت هذا ويستهجن هذا الأسلوب وورد أشياء كثيرة يعني مرة تارة باللعن وتارة بالعذاب الأليم وتارة بالخزي في الدنيا والآخرة. في القوانين كما أشار د.عرفة استاذ القانون عندنا.. هو الحقيقة في كثير من المواد وجدتها بعد الاستعراض لها أنها تعاقب بالسجن وتعاقب بأمور أخرى إذا ثبت أنه المقصد.. لأن هناك شائعة تستهدف أمن الدولة، وهناك شائعة تستهدف أمن الدول الاقتصادي وأخرى أمنها الفكري، وأخرى في رموزها وقيادتها وعلمائها وهذا يدخل في فتنة ويدخل في الافساد ويدخل في الإرهاق وإثارة الأراجيف وبث الفزع والرعب بين صفوف المجتمع، المجتمع الإسلامي الصحيح يأبى مثل هذه الأشياء، لكنها تظل يقوم بها فئة من المنحرفين.. وكما أشرنا في البداية أصحاب الهوى والجهلة، لأنه مع الأسف الشديد هناك من يجهلون الحقائق والكثير منهم لا يعرف أنها خطر.. يعني يأخذها مثل بث إشاعة على لاعب كرة مرة يقولون.. مرة أصيب في حادث.. ومرة قبض عليه في كذا، وهذا لا يجوز.
الشائعة ليست وراثية..
بل هي عادة وفراغ!!
* هل هي يا دكتور وراثية؟
- الجواب: الشائعة الحقيقة هي عادة وفراغ.. وإذا كان هناك فراغ ستنتشر الشائعات وهي تعتمد على ثقافة المجتمعات بمعنى ثقافة الكلام وثقافة الحديث، وكما قال بعض العرب ظاهرة صوتية ومع الأسف أكثر الناس في العالم العربي يتكلمون وهم أقل عملاً، هذه حقيقة من الأمور التي ينبغي ان نتداركها.. فنحن نريد ثقافة العمل، ثقافة الإنتاج ثقافة البدء بالنفس.. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كّبٍرّ مّقًتْا عٌندّ اللّهٌ أّن تّقٍولٍوا مّا لا تّفًعّلٍونّ}.
يتحدث عن الإخلاص وهو أبعد الناس عن الإخلاص.. ويتحدث عن الانتاجية وهو أبعد الناس عن الانتاجية، لذلك فإن الشائعات هي آفة وآفاتها القضاء عليها تقريباً هو بذكر الحقائق كما أسلفت..
القانون الدولي.. يجرم ويعاقب مروجي الإشاعة
* د.محمد عرفة:
* باعتبارك مختصاً بالقانون الدولي إذا قارنا بين الخبر المغلوط أو الخبر الخطأ والشائعة.. هل يمكن للدول ان تحاكم القنوات الفضائية لبثها بعض الأخبار المغلوطة أو الكاذبة أو التي تستهدف سيادة الدولة وتماسكها الداخلي.. هل بالإمكان محاكمة هذه القنوات.
الجواب: أعتقد بأن هذه نقطة مهمة جداً وقد نتساءل.. هل دور وسائل الإعلام هو دور إيجابي أم دور سلبي.. في الحقيقة ان دور وسائل الإعلام له جهة، فهي من ناحية تقوم بدور سلبي في أنه ممكن عن طريق وسيلة الإعلام سواء كانت وسيلة مقروءة أو مكتوبة أو مسموعة.. بث خبر معين وهذا الخبر يروج إليه وتجد فيه وسيلة.. إما بالشهرة.. وإما بالانتشار الواسع.. ومن هنا تثار مسؤولية الصحافة مثلا عن نشر بعض الأخبار في إطار مبدأ حرية الصحافة.. الصحفي من حقه أن يتمتع بقسط من الحرية أكثر من غيره.. فبالتالي ممكن ينشر أخباراً معينة.. وإذا ثبت كذب هذه الأخبار يتعرض للعقاب ولكن في القانون الوضعي.. يعطى فسحة من الحرية أكثر للصحفي ولا يجرم عمله إلا إذا وصل إلى درجة معينة وثبت عدم صحة هذه الأخبار.. لكنه نشر بعض الأشياء عن شخص معين أو عن مؤسسة معينة وثبت صحة هذه الأخبار.. فلا يتعرض للعقاب، لكن لو تمت الجريمة هذه أو الأخبار التي تشكل جريمة خارج إطار عمله الصحفي.
تبنى على توفر الخطأ.. وهي سرعان ما تنتقل
* ولكن القناة الفضائية أو الصحيفة إذا استاقت معلوماتها من غير مصادرها الرسمية أو تكهنها غير دقيق.. هل يعتبر جريمة؟
- الجواب: هنا أصبح الخبر غير صحيح.. لأنه في القانون بالنسبة للمسؤولية سواء كانت مسؤولية مدنية أو مسؤولية جنائية تبنى على توفر خطأ. ويمكن محاكمته إذا وجد الخطأ وكان هناك ضرر ترتب على هذا الخطأ وكانت هناك علاقة سببية بين الاثنين.. لكن لو أنه نشر خبر والخبر هذا تناوله شخص ثان.. والإشاعة من طبيعتها أنها تنتقل فهنا يكون صعوبة وهي تتتبع من هو الذي أشعل الشعلة الأولى في هذه الإشاعة سوف تحاكم أول شخص أطلق الإشاعة.
الإنترنت مصدر الإشاعة!!
أما بالنسبة للقنوات الفضائية أو بالنسبة (للانترنت) هناك صعوبة أنا اعتبر الانترنت الآن من أسوأ العيوب التي يمكن ان نطلقها على الانترنت.. هي مسألة إشاعة.. يعني قد يكون في مزايا.. إنما العيب الوحيد فيه هو قضية الإشاعة دائماً ينطلق خبر معين دون ان تستطيع ان تصل إلى صاحبه.. قد يطلقه باسم معين بتوقيع غير مضبوط، من هذا يصبح مصدر الخطر في المستقبل هو الانترنت، قضية الانترنت أيضاً أنه غير خاضع لقانون دولة معينة.. غير خاضع لرقابة جهة في دولة سواء كانت جهة دينية أو جهة اجتماعية أو غيرهما.. عندنا القوانين في الدول ككل تخضع لمبادئ معينة تحكم معاقبة المجرمين مثلا مبدأ قانون العقوبات.. المبدأ الأساسي ان الجريمة إذا ارتكبت في دولة يحاكم الشخص الذي ارتكب الجريمة طبقا لقانون الدولة التي وقع فيها الفعل، ولكن هنا ستثار قضية... وهي قضية أنا بدأت بإشاعة وواحد ثاني تناقلها في دولة ثانية.. والإشاعة بدأت من أمريكا مثلا أو من أي دولة معينة.. فهذه الإشاعة هل تخضع لقانون الدولة الذي طلعت منها.. أو الدولة الثانية؟!
منافسة غير مشروعة.. والإشاعات غالباً تأتي من الدول
إذا كان هناك صعوبة أساساً في تحديد من أطلق هذه الإشاعة.. وإذا حدد من أطلقها: فالشبكة نفسها باعتبارها شبكة دولية يكون هناك صعوبة في تحديد مكان وقوع الخطأ. أيضاً القضية الثانية هي تحقيق الضرر.. هل أستطيع ان آمن على نفسي أو آمن على بعض المؤسسات ضد إشاعات مثلاً.. وهذه قضية أيضا ممكن تثار في الوقت الحاضر.. الذي هي قضية التأمين على الإشاعة وخاصة بالنسبة لمؤسسات معينة مثل مؤسسات إعلانية.. ومثل مؤسسات تتعرض للمنافسة.. وفي بعض المؤسسات يكون دورها الأساسي هو التسويق فالدور التسويقي هذا يحتاج إلى عملية سمعة فقط.. فتعرضها لهذه السمعة، أيضا تثار بالنسبة للغش التجاري والمنافسة غير المشروعة لأن هناك نظاماً خاصاً بالمنافسة.. المنافسة تكون مشروعة إذا كانت في حدود القانون أو في حدود النظام.. لكن إذا تخطت حاجزاً معيناً تعتبر منافسة غير مشروعة. من هنا نقول المسؤولية الجنائية أو المسؤولية المدنية المترتبة على الإشاعة تواجه صعوبات كثيرة فيما يتعلق بشبكة الانترنت بالذات.. لكن لو الإشاعة هذه حصلت في دولة معينة فنقدر نطبق قانون هذه الدولة، قضية أخرى وهي ان قضية إشاعة تأتي من دولة وليس من أفراد.. لو ان دولة اطلقت إشاعة معينة على دولة ثانية أو على أشخاص موجودين في دولة ثانية.. هل يمكن مساءلتها.. هذه القضية أيضا تحكمها الاعتبارات السياسية واعتبارات العلاقات لأنه عادة لو العلاقات ودية بين دولتين لن تحدث هذه الإشاعات.. أما إذا كانت العلاقات غير مضبوطة فغالباً تثار في أوقات الحروب في قضية مهمة جدا وهي قضية كيف تواجه الشائعة.. هل تستطيع ان تواجه الإشاعة بشائعة مضادة؟
الإشاعة لا تأتي جزافاً.. ولها طرقها عند السياسيين!
* د.معجب الحويقل:
* هل متاح ان الدولة أو الجهة أو كذا ان تطلق إشاعة مضادة وتكون بالإشاعة أهدافها أكثر مثالية وأكثر أخلاقياً؟
- الجواب: حقيقة إطلاق الشائعة في حد ذاته في الوقت الحالي أصبح تخصصاً.. تخصص عند رجال علم النفس.. وعند السياسيين والناس الذين يستفيدون من نتائج الإشاعة بالذات.
طبعاً لا تأتي جزافاً.. يختار لها الوقت.. مثلا ما الوقت المناسب لها حتى تجد صداها في المجتمع المستهدف.. أيضا أين تطلق الإشاعة حتى يكون لها أكبر صدى وأكبر تأثير.. يختار أيضا المكان مثلا في المجتمع الفلاني أو في المجتمع العربي عامة.. وكيف نأتي إلى كيفية التنفيذ!! وكيف تنفذ وبأي وسيلة.. ماهي الأنجح والأرجح في تنفيذ الإشاعة حتى تحقق الهدف الذي يأمن الشخص الذي هو صانع الإشاعة أصلاً.. والحقيقة ان الإشاعة تمزج إلى حد ما حقائق بأباطيل وتنشرها في وقت وجيز وفي وقت مناسب وبكيفية معينة يصعب معها التبين الذي أشير إليه سابقاً.. لأنه عندما نتبين يبقى لنا وقت من التفكير تسمع الإشاعة ويقول أنا سمعت كذا وما تسألني.. الناس يقولون كذا ثم أنت تنقلها إلى شخص آخر وتنتشر انتشاراً قوياً جداً.. أيضا تكلم الدكتور علي عن موضوع المسجد وأنا قبل ان أتكلم عن موضوع المسجد، أركز على التماسك الاجتماعي.. نحن في المجتمع العربي وان كنا نختلف في المصالح ونختلف في الثقافات إلى حد ما اختلافا بينا بسيطا ونحن متقاربون في هذا المجال.. إلا أننا نتحد حول قاعدة صلبة وهي القاعدة الدينية.. لا نختلف في الجانب الديني أبداً وأنا أعتقد انه حجر الأساس الذي ممكن ان يبنى عليه الترابط الاجتماعي القوي والتماسك الصلب في المجتمع.
فالمجتمع العربي والتقاليد الاجتماعية لا يتنازل عنها العرب.. الصدق الكرم.. الشهامة.. الرجولة.. الإباء.. حتى في القيم ولا نتنازل عنها ولا يتنازل عنها أي شخص، فهذه أيضا موجودة العادات والتقاليد.. كل هذه تساند أيضا على التماسك والترابط الاجتماعي الأكثر المسجد مثل ما ذكر الدكتور علي رسالته تعد هي الرسالة الأولى.. ولكن يجب ان يتناول في المقام الأول هموم المجتمع الآنية سواء تصدى لإشاعة أو لمكافحة جريمة من الجرائم أو ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمع بأي حال من الأحوال..
الرد على الإشاعة بإشاعة يجوز في هذه الحالات
* دكتور معجب.. عفواً هل توافق على غزو الشائعة بشائعة حتى لو كان هدفها أخلاقياً أو هدفاً لتماسك المجتمع؟
- الجواب: إذا اعتبرنا ان الإشاعة من وسائل الحرب فإنه يجوز الرد عليها، أنا أعتقد إذا كانت الشائعة هذه تستهدف الدولة وتستهدف الأمن، فقد أساؤوا ونحن قادرون على ان نرد بنفس الطريقة.. فالله سبحانه وتعالى يقول: )وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)(النحل:126)
إن استطعنا ان نصبر ونتجاوز ونعالج بأسلوب أرقى ونبيِّن الحقيقة فهذا أيضا مرغوب.. وإن تعاملنا بالمثل فهذه لتلك والبادئ أظلم.. ولكن نكون قادرين في المقام الأول على ان نتعامل ولا ننسى الصدق والصحة لما تقول نتصدر الكل بالحقائق، نتصدى له بالصدق ولا نتصدى له بكذبة مثل الكذبة نفسها، بل نتصدى للكذب بالحقائق...
أحياناً يكون هناك إشاعة فيها موضوع طيب
وعلق الدكتور عرفة قائلاً: هناك نقطة أريد ان أعلق عليها أو أشير إليها وهي تتعلق بالشائعة الإيجابية عادة عندما نتكلم عن الشائعة نقصد بها الشائعة السلبية التي تؤثر.. لكن هل يمكن ان نأخذ مفهوم الشائعة الإيجابية.. إن أنا أطلقت موضوعا طيبا وأشيعه في وسط الناس بحيث ان هذا الموضوع قد يسبب آثارا إيجابية. فإشاعة الإيجابية مثل لو إني قلت إنه في مثلا حوافز معينة لبعض الفئات أو شيء من هذا القبيل لتشجيع بعض الناس.. هل هذا ممكن يكون لها مردود ولا لا ؟؟
الدين الإسلامي لا يقبل أن تعامل الآخرين بأساليب غير صحية:
* وعلق الدكتور علي الجحني قائلاً لا شك ان الإسلام دين لا يقبل وان تعامل الآخرون بأساليب غير صحية وباطلة لايقبل ان ينزل إلى تلك المستويات.. هذه واحدة والأمر الثاني: يعني دائماً أطرح هذا السؤال على الدارسين ما الوسائل التي يمكن من خلالها التصدي للشائعات دون البحث بالتفصيلات والتعاريف الأكاديمية.. ما الطرق.. ما هي.. وكيف..!!
المطلوب استراتيجية لمكافحة الشائعات
- والجواب بعبارة واحدة: هي القيام بإعداد استراتيجية لمكافحة الشائعات.. نحن في الحقيقة نركز على هذه الاستراتيجية لمكافحة الشائعات تعتمد على فهم ما يسمى عيادة الشائعات.. هناك عيادة إذا حس إنه بحاجة إلى كشف طبي عليه الذهاب إلى المستشفى، وهناك مراكز تحليل.. وهناك كذا.. فإن الطبيب يشخص.. هناك عيادة تسمى عيادة الشائعات.. ومن خلال هذه.. إيجاد الاستراتيجية التي تعتمد على تكوين فريق عمل.. فريق العمل من خبراء في الشريعة الإسلامية من علماء الشرع.. من علماء النفس.. وعلماء الاجتماع والاقتصاد... وخبراء في الأمن وفي وسائل الإعلام.. لاشك حتى لانتعرض للغزو الفكري وما يسمى الآن ثورة الاتصالات وإذا وجدت هذه الاستراتيجية التي يوضح فيها أهدافها ومقوماتها ثم الوسائل لتحقيق تلك الأهداف.. ثم وسائل التقييم من وقت لآخر.. لا شك إنها ستكافح الشائعات وسيقضى عليها ويكون الحد منها.. لأن مسألة القضاء عليها لا يمكن ان تكمم أفواه الناس.. لأن هناك مقولة كتبتها نظرية المسؤولية الاجتماعية في الحريات في الإعلام الأربعة المشهورة.. نظرية الحرية.. نظرية المجتمع وما تسمى الشمولية.. والنظرية الشمولية، ثم أتت آخر النظريات وهي نظرية المسؤولية الاجتماعية.. دعه يقول، دعه يكتب، لكن عندما يقول شيئا غلطا يحاسب عليه.. هذه نعم إعلان نظرية إعلامية. وفي الإسلام هذا هو الحقيقة نتفق في هذا الأمر.. إنه أيضاً الإنسان {كٍلٍَ نّفًسُ بٌمّا كّسّبّتً رّهٌينّةِ} .. وتحتاج إلى ثقافة واسعة لتوسيع النطاق في هذا..
لا توجد نار.. بدون دخان
إذاً للقضاء على الحقيقة وكما أشار بعض الزملاء لا نار بدون دخان، وما يسمى الاختبارات.. البلونات هذه أحياناً تطلق بعض الدول في فكرة معينة أو رأي كذا وتداول ويجس النبض ما يسمى قياس نبض الرأي العام من خلال تلك الشائعات، لكن نحن نعني موضوعنا.. هي الشائعات التي ترجف الشائعات التي تحطم المعنويات.. الشائعات التي تنال من قيادات ورموز المجتمع.. الشائعات التي تسبب في تعطيل الإنتاج وإلى آخره..
أعتقد ان هذه المسائل تفضل الاخوان وأجابوا عليها ولكن ادعو إلى ما يسمى استراتيجية لمكافحة الشائعات ودعني أختم بقول يوصل في النهاية إلى الأمن الفكري قبل عشرين سنة وبالضبط في عام 1400 هجرية في كلية الشريعة.. سمو الأمير نايف -حفظه الله- وزير الداخلية قال: إذا لم نتسلح بالوعي الصحيح الذي يمكن من خلاله ان نفرز الغث من السمين فإننا سنكون معرضين لسلبيات الفكر..
هذا نص الكلمة وهو جزء منها بمعنى أن هناك سلبيات ستأتي.. لكن أهم شيء نتسلح بالوعي الصحيح .. الوعي الصحيح ضع تحتها ألف خط...
النتيجة إذا لم يكن عندنا هذا الوعي فلا شك أننا سنكون معرضين.. وهناك هجمة شرسة على المجتمعات العربية والإسلامية.. والوسيلة الوحيدة أن تقوم كل جهة بدورها كما ينبغي..
الضروريات لها أحكامها.. وقد كتبت مؤلفات في الحرب النفسية:
* وهل لنا أن نتحدث سريعا عن الخوف لأنه محور مهم لأن المجتمعات تخاف دائماً من إطلاق هذه الإشاعات والتي تستهدف الناس في شجاعتهم في إقدامهم في قيمهم..
- دكتور محمد عبدالله.. الجانب النفسي له آثاره الكبيرة في هذا الموضوع..
في الحقيقة ان الحرب النفسية قد كتبت فيها مؤلفات كثيرة.. الحرب النفسية نشاهدها الآن وإذا رجعنا ذلك إلى قرآننا {وّإذّا جّاءّهٍمً أّمًرِ مٌَنّ الأّمًنٌ أّوٌ الخّوًفٌ أّذّاعٍوا بٌهٌ} .. هذه النقطة التي ثبتت في عضد الحقيقة أفراد المجتمع ولها تأثيرها الكبير جداً.. وطبعاً كل هذه الأمور تعتبر من الجرائم القوية.. يعني هنا سأجيب قليلا قليلا ولو تعقيبا على السؤال.. في قضية العقوبة على إشاعة وقضية أيضا.. هل يمكن ان نجابه بالمثل، أن بدأت بالجواب إلى حد ما.. إن الناحية النفسية لها تأثيرها ولا شك أنها أيضا يجب ان تقابل بما يرفع المعنوية وهذا ممكن في الحقيقة.. هي أن العقوبة على الشائعة تأخذ مجرى الدعوة بصفة عامة.. فلها أركانها ولا تكون محافظة ولا تكون معقولة ولها محاكمتها أيضا وان بعد ذلك أيضا عقوبتها كغيرها لأن العقوبات، إما ان تكون محددة أو تعزيرية وهي تدخل في هذا الباب التعزيري.. الباب التعزيري.. بحر لا ساحل له، ومع أنه بحر لا ساحل له جعله الذين درسوا القانون والعقوبات.. وهذه الأمور تحت مظلتين أو ثلاث مظلات أساسية. أما ان تكون عقوبات مما هو أصله فيه حد ولكن لم يصل إلى الحد.. عقوبات قولية لكنها ليست قاذفة. عقوبات منها مالية مثلا لكنها ليست سرقة.. عقوبات اجتماعية لم تصل إلى الزنى.. أو في أمور جرائم لم يحدد لها الشريعة أصلا عقوبة تركت فيها المجال.. فمعنى ان هذه إما ان تكون ميل ما هو أصله قوي كالقذف وتكيف على أنه نوع من القذف والشتم أو على أنها أيضا أمور تعزيرية وبالتالي تأخذ مجراها في المحاكمة.. أما موضوع مجابهة الإشاعة بالإشاعة فإن الضرورات لها أحكام خاصة بالحقيقة ان في الشريعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرخص في بعض الأحيان لاتخاذ بعض الوسائل التي لم تكن مشروعة للحالات العادية.. فمثلا في غزوة الأحزاب اجتمع عليه العالم كله ليضرب المدينة ويقضي على الدولة رخص لذلك الرجل الشجاع نعيم بن مسعود.. قال له: خبر عنا وقل ما شئت أو كما قال صلى الله عليه وسلم فجابه بشيء لم يكن مشروعا في الحالات العادية.. لكن ما أريد أن أنبه إليه هنا هو أن الضرورة لها أحكامها.. فهو يبيح وذلك الرجل أيضا الذي أباح يعني صلى وهو يمشي كان مع الناس ولا يريد ان يعلموا أنه من المسلمين فصلى وهو ماش.. رخص له في أمور ما كان من المفروض ان يجلس.. فهذه ضرورات لها أحكامها.
الإشاعة تولِّد الانهزامية
* وعلق دكتور المعجب.. الحقيقة أنا سبق أن أشرت إلى هذا ولمحت إنه الاشاعة توجد.. تهبيطا أحياناً وانهزامية.. روحاً الانهزامية.. توجد الروح الانهزامية.. فتجد مثلاً بعض الوسائل التي تلقى على العساكر أو الجنود في جبهة القتال.. لا طاقة لك بما ستواجه.. ما عليك إلا الاستسلام واتباع الطريقة الآتية حتى تنجو.. هو ما شاف عدو إلى الآن .. لكن نوع من التخويف الذي يكون له تأثير على نفسيته إذا قرأ المنشور..
قوة الإيمان.. ورباطة الجأش
* كيف يواجه هذا الخوف؟
- قوة الايمان.. والالتزام بما وعد العزيز الحكيم.. ورباطة الجأش.. وإن ما يصدر عن العدو مشكك فيه مهما يكن وهو محل شك..
عادة العدو المستتر فيما يتعلق بالاشاعة كيف يظهر..
مثلاً قد يكون في الداخل اشاعة معينة.. وأماني يتوقف الناس بظهور هذه الأماني ثم لا توجد أو العكس يصابون أيضاً باحباط وانهيار.. ولكن يجب أن توازن الأمور وتمرر على العقل ويصاحبها قوة الايمان فيما يقدم عليه الانسان ويعود أبناءه على هذا.. وينصح مجتمعه بهذا وأن يواجه المواجهة الصحيحة.. فمثلاً ما الاشاعة إلا مرض من أمراض البيئة الفكرية الواسعة.. الفكر بيئة أخرى من أحد أمراض هذه الاشاعة التي قد يكون لها تأثير على الفرد أو الجماعة .. نعم قد تفتك بالشخص أو تفتك بشريحة معينة من المجتمع.. فما هي إلا مرض من أمراض البيئة الفكرية.
قول الحقائق دون
تزييف يخفي الإشاعة
* كيف يمكن أن نوعي وأن نوجه الشباب المستخدمين للانترنت.
- دكتور عرفة يجيب..
من الصعب طبعاً أن نضع مصفاة للانترنت لأنها شبكة لا نستطيع أن نتحكم فيها.. وإنما الذي نستطيع أن نفعله هو أن نحصن مستخدمي الانترنت أنفسهم من خلال التوجيه بالقيم.. وكما قال الأساتذة الأفاضل هي قضية الشفافية.. الشفافية في الحقائق.. توضيح الحقائق.. وغرس القيم النبيلة لدى الشباب فهذا سيكون له عامل كبير جداً في أن يكون حصناً حصيناً لهم ضد هذه الشائعات ويستطيعون أن يردوا عليها.. لكن هناك نقطة أود أن أشير إليها وهي تتعلق بالاستراتيجية التي تكلم عنها سعادة الدكتور علي وهل يمكن أن نخصص أفراداً معينين للرد على الاشاعات في داخل مؤسسات معينة بحيث يكون هؤلاء الأشخاص مهمتهم التوجيه أو يكون لهم تأهيل إعلامي وتأهيل ديني وتأهيل تربوي ولهم تأثير في نفس المنشأة.. يعني هذه قضية مهمة جداً وأنا لا أترك أي واحد يرد على الاشاعة، وإنما لا بد أن يكون هناك أشخاص معينين مؤهلين لأنه قد يكون لدي القدرة أن أرد وغيري لا يستطيع أن يرد.. ويكون لديه القدرة على أن يتأثر أكثر.. من هنا أقول ان المواجهة تكون بشفافية بدراسة حقائق واضحة يعمل جهاز معين للرد على الشائعات داخل المؤسسات المختلفة.. وأيضاً استخدام الأسلوب المضاد وهي عملية الرد بأسلوب آخر.. ومن هنا أتكلم عن متى تجرم الاشاعة أو الشائعة ومتى تباح.
في نطاق العمل الصحفي تتاح الشائعة أحياناً.. ولكن بشرط أن يكون الصحفي أو الشخص القائم بها لديه معلومات دقيقة يعني لا يقدر ينشر مثلاً بيانات عن جهة فساد معينة في مؤسسة معينة إلا إذا كان لديه أدلة.. لكن قد يكون نشر حتى وإن كانت حقيقة يؤدي إلى أضرار.
وختم الدكتور علي الجحني قائلاً: أحب أن أركز على خلاصة لما قلته فيما سبق وهو إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم.. هذه واحدة.. من حفظ ما بين فكية.. وإلى آخر الحديث ضمنت له الجنة، لذلك لا بد أن نهتم بالكلمة الطيبة.. ضرب الله مثلاً كلمة طيبة، والحذر من الكلمة الخبيثة والمسارعة في إذاعة الأخبار الصحيحة والمعلومات من مصادرها الموثقة ودون الطباطؤ أو التلكؤ فيها.. لأن معنى هذا أنه سيصدر اشاعات أخرى.
يجب أن يعرف كل واحد أنه مسؤول عن قوله
- د. معجب الحقيقة يجب الرد ويهيأ أشخاص للرد على الشائعة ولكن من هم.. نقول هم رجال الإعلام لا بد من تزويدهم بالحقيقة والمعلومات الصادقة ويترك لهم المجال بحكم الاختصاص.. أما إذا كان هناك من رسالة موجزة، فإنني أوجه لهم هذه الرسالة اتقوا الله في أنفسكم ومن تتصلون به، فكل انسان مسؤول عن قوله كما هو مسؤول عن عمله أمام الله عز وجل.
ونحن نشكر الجزيرة على هذه البادرة وعلى طرح هذه القضية المهمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.