جاءت المرأة إلى المحكمة وقد قذفت بصغارها على زوجها وخرجت مولية الأدبار وكان الزوج يريد ان يعذبها بصغارها فقد جاء بهم أمام القاضي فما إن دخلوا عليها حتى تلاحموا بها، تعلَّقوا بثيابها، تمسكوا بها وتحركت عاطفة الأمومة، فغريزة الأمومة الجيَّاشة بالحنان قالت المرأة للقاضي إني قد خرجت منه وفارقته ورميت أولاده في وجهه ولكن كان ذلك في لحظة انفعال وغضب أثر فيها الشيطان أثره، واليوم أنا نادمة وأريد حضانتهم. فسأل القاضي مطلقها ما حالها في الدين والاستقامة؟ فأثنى الزوج عليها خيراً، وقال: هي التي رمتهم وقذفت بهم وولَّت الأدبار، ولم تعقِّب، وأنا أخشى أن تغضب فترميهم بالطريق أو تعاود رميهم مرة أخرى فما كان من القاضي إلا أن أوضح لهما حكم الله عز وجل وتحرَّى واجتهد وبذل جهده في إقناع الزوجين بأن يعودا لبعضهما ويعمرا بيت الزوجية وأن يرحما أطفالهما من أن يعيشوا في اليتم وأبواهم حيَّان فكان مجلس القضاء مجلس فكر وصلح وخير ودعوة فاستجابا، فلله الحمد رب العالمين.