أعلن الرئيس الإيراني محمد خاتمي أن بلاده عثرت على اليورانيوم في أراضيها وتقوم باستخلاص كميات منه لإنتاج الطاقة النووية وشدد على أن برنامج طهران النووي يقتصر على الاستخدامات المدنية. ومن المرجح أن يثير هذا الإعلان المفاجىء حيث ان هذه أول مرة يشير فيها زعيم إيراني إلى امتلاك طهران احتياطيات من اليورانيوم انزعاج واشنطن التي تتهم إيران بتنفيذ خطط سرية لتطوير أسلحة نووية. ونقلت الوكالة الإيرانية عن خاتمي قوله «اكتشفت إيران احتياطيات واستخلصت اليورانيوم... نحن عازمون على استخدام التكنولوجيا النووية في الأغراض المدنية». وقالت الوكالة إنه ذكر أن اليورانيوم استخلص قرب مدينة يزد بوسط البلاد وأنه أقيمت منشآت لمعالجة اليورانيوم في مدينتي أصفهان وكاشان بوسط البلاد. وتنفي إيران التي وضعتها واشنطن مع العراق وكوريا الشمالية ضمن ما اسمته «محور الشر» الاتهامات الأمريكية وتصر على أن أنشطتها النووية تقتصر على الأغراض المدنية وحدها. ودعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى إيفاد مفتشين في وقت لاحق هذا الشهر لتفتيش منشآتها النووية. وتفجر خلاف طويل الأمد بين واشنطنوروسيا بشأن مساعدة موسكولإيران على تشييد محطة للطاقة النووية تكلفت 800 مليون دولار في ميناء بوشهر بجنوب غرب البلاد التي تتوقع طهران أن تبدأ العمل في نهاية عام 2003 أو أوائل 2004. وتراجعت حدة المخاوف الأمريكية بشأن المشروع إلى حد ما مع تأكيد موسكو أن الوقود المستنفد من المفاعل سيتم إعادته لروسيا ولن يذهب إلى برامج تسلح. إلا أن عثور إيران على امدادات خاصة بها من اليورانيوم يمكن نظريا أن يحعلها تستغني عن روسيا في توفير احتياجاتها من الوقود النووي. وقال دبلوماسيون إن إعلان خاتمي كان نتيجة ضغوط دولية على إيران للإفصاح عن نطاق برنامجها النووي. وقال دبلوماسي أوروبي «يبدو أنهم بصدد إعلان تدريجي لطبيعة قدراتهم». وقال حسين افاريده رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني لرويترز إن اليورانيوم المستخلص يمكن بعد معالجته أن يستخدم وقودا لمفاعل بوشهر. وأضاف «اليورانيوم المستخلص قرب يزد سيعالج في منشآت أصفهان وكاشان ويمكن أن يصبح في النهاية وقودا مطلوبا لمفاعل بوشهر». وقال إن إيران كانت تبحث عن اليورانيوم منذ سنوات وأنها «المرة الأولى التي تتم فيها عمليات استخلاص». وجاء إعلان خاتمي قبل قليل من زيارة سيقوم بها لإيران في وقت لاحق هذا الشهر محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي حث البرادعي إيران على التوقيع على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يمنح المفتشين حرية أكبر في دخول المنشآت النووية الإيرانية وتنفيذ عمليات التفتيش بدون إنذار مسبق تقربيا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي زعم مسؤولون أمريكيون أن موقعين نوويين قرب مدينتي ناتانز واراك في وسط البلاد شوهدا في صور الاقمار الصناعية التجارية من نوع يشير إلى إمكان أن تستخدمهما إيران في إنتاج سلاح نووي. ونفت إيران الاتهامات وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها على علم بتلك المنشآت وتعتزم تفتيشها في فبراير/شباط. وقال خاتمي يوم الاحد «إننا مستعدون لقبول المفتشين لفحص أنشطتنا النووية كي نكشف الأكاذيب التي يرددها الآخرون». وقالت إيران إنها تعد دراسة جدوى لتشييد مزيد من المحطات النووية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. وقال خاتمي «من حقنا المشروع أن نحصل على الطاقة النووية للأغراض السلمية». وإيران من الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.