كم تحلو المناجاة في هدأة الليل، حيث الهدوء والسكون الشامل، وحيث تسمو النفوس وتنطلق في العالم الرحيب، تهيم الأرواح وتسبح في ملكوته، وما أحلى سمو الروح تسبح في علاه، مستمطرة نداه. وهناك نفس الشاعر الرقيقة، تبتهل إلى الله بالدعاء، في نداءات ضارعة، ودعوات خاشعة، وعيون دامعة، والشعر هو نبض القلب ينطلق من صميمه انفعالاً فيستحيل التعبير ايقاعاً، وهذه احدى المناجاة الرقيقة: بجنح الليل أفئدة تناجي ومن ذا يسمع النجوى سواه؟ يؤرقها الحنين إلى وصال ويغمرها وميض من ضياء وتسمع في هدوء الليل صوتا يشق حوالك الظلما صداه ينادي بالإجابة: يا عبادي أنا الله المرجى في علاه فكم عين تقر بعفو ربي وكم قلب يحرقه جواه تذوب نفوسنا في حب طه وقل بأن تذوب في هواه فقدوتنا الرسول به سعدنا فيا طوبى لمقتبس هداه إذا كان المحب شديد حب فكم يحلو التعذب في رضاه يؤرقها لهيب الشوق دوما ويطفئها وميض من سناه الهى قد لمست كريم فيض وفيضك ليس يعرف منتهاه رجوتك انني عبد ذليل كبير الذنب لا تقطع رجاه الهى انني حب معنى كثير الوجد دام مقلتاه تداركنا بلطفك يا إلهي فبحر الجود فياض عطاه فمن ذا يكشف الغماء عنا ومضطراً يجيب إذا دعاه؟؟ لقد عز الدواء وعيل صبري ومضني السقام وقد براه سبحنا في علاك وما أصلي سمو الروح تسبح في علاه إلى الإسلام عودوا من جديد فذا قبس تألق من هداه ونفراً في سبيل الله نفرا يرد المؤمنين إلى حماه ولا تهنوا فوعد الله حق بنصركم لقد وعد الإله إذا ما رمت عزا أو قبولاً فنق القلب واستمطر نداه وكونوا مثل أسلاف كرام لقد بذلوا نفوسهم فداه شباب ليس يلهيهم حقير من الدنيا وقد لبوا نداه وخفوا للجهاد بكل شوق ولم يهنوا وقد خطبوا رضاه وكم ذرفت دموع من خطايا