هل ستمضينَ معي ؟

سوفَ أمضِي هَلْ ستمضِينَ مَعِي ؟ أم سَتَرْوِينَ الثَّرَى بالأدمُعِ ؟
توأمُ الروحِ لقد عِشنا مَعَاً واقْتَسَمْتِ الصُّبْحَ والليلَ مَعِي
بَينَ أفراحٍ وأتراحٍ مَضَتْ تَبعَثُ الذِّكرى لِذَاكَ المَرتَعِ
نَرشفُ البَهجَةَ من أندائِها كَطُيورِ الحُبِّ سَكْرَى لا نَعِي
نَمْلأُ الدُّنيا سُعُوداً ومنى مِثْلَ طِفْلَينِ بعمرِ الولَعِ
نَقطُفُ النَّجمَ إذا الليلُ غَفَا من عَنَاقِيدِ السَّنَا المُلتَمِعِ
كَانَ حُبَّاً صَارَ عِشقاً ذائِعاً وحَدِيثاً للمَشُوقِ المُولَعِ
لم يَكُنْ إلاَّ رَبِيعاً حولنا يَنْشُرُ العِطْرَ بِروضٍ مُونِعِ
وأغَارِيدُكِ نَجوى خَافِقِي ردَّدتْ لحنَ الهوى في مَسْمَعِي
وبلادٌ تَحْمِلُ الشَّوقَ لنا طَيفُنَا ما زَالَ فيها يَرتَعِي
سافَرَ العمرُ بنا في رِحلةٍ أيقظتْ كُلَّ غَرامِ الهُجَّعِ
كم تَغَاضَبْنَا وكم نَرضَى وكم نستافُ من رَجعِ النسيمِ الطَّيِّعِ
قِصَّّةٌ نَحنُ رواها كلُّ من راودَ العِشقَ بقلبٍ مُوجَعِ
نُسكِنُ اللهفَةَ في أعْمَاقِنَا وكِلاَنَا ذَوبُ عُمْرٍ مُتْرَعِ
نَسبِقُ الأيامَ في أعيادِها لَيتَها يالَيتَها لم تُسْرِعِ
شَابتِ الأعمارُ إلاَّ عُمْرَنَا فكأنَّا في صِبَانَا المُمْرِعِ
نَبضُ روحَينَا شَبَابٌ دَائمٌ رَغْمَ حِقدٍ الحَاسِدِ المُتَّضِعِ
فَجْرُنا الضَّاحِكُ في إشراقِهِ قد كَسَانَا بالتُّقَى والوَرَعِ
ليسَ للبُغضِ مكانٌ بَينَنَا نتهادى صَفوَ عُمرٍ مُمْتِعِ
فاشْعِلِي من شُعلي بَحرَ الدُجى واروي من نَبعِي الظما لا تمنعي
وخُذِي من كُلِّ عَرْفٍ طَيِّبٍ طِيبَ نَفْسي واحْذَرِي أنْ تُخْدَعِي
حينما تُزهِرُ أورَادُ المُنَى فافْخَرِي بالطَّلْعِ بل وارتَفِعِي
إنَّ من يَزرعُ بالصِّدقِ الوفَا يَحصُدُ الأثمارَ مثلي فازرَعِي
وابقي يا حَبَّةَ قلبي نَجمَةً إن يَغِبْ بَدرِيَ فاضوي واطْلَعِي
فسأمضِي كَارِهَا لا نَادِمَاً قد يَمَلُّ العُمرَ شَهْمٌ لَوذَعِي
صَارتِ الدُّنيا وبَاءً وقَذَى صَارَ من فيها جَدِيراً بالنّعِي
سَوفَ ألقاكِ على عَهْدِي فما نَكَثَ العَهْدَ مُحِبٌّ فاقْنَعِي
في حياةٍ غيرِ هذي نَلْتَقِي ودِّعِينِي ثم بَعدِي ودِّعِي