الحمد لله رب العالمين ، حمد العابدين الشاكرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم... وبعد: إنها لمناسبة عظيمة على قلوبنا جميعاً ألا وهي مناسبة معرض تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية المقرر إقامته في منطقة الحدود الشمالية وتتعاون مؤسسات وزارة المعارف بالمنطقة (تعليم البنين - البنات - كليات المعلمين والمعلمات) لإظهار الحدث بالمظهر اللائق بالتنسيق التام مع مقام وزارة المعارف، ومما يزيد فرحتنا واعتزازنا هو تشريف صاحب السمو الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود لافتتاحه ورعايته لهذه المناسبة الجميلة فمؤسسات التعليم في المنطقة تحظى بدعم سموه الكريم اللا محدود مما وفر لهذه المنطقة كل أنواع التعليم العام والجامعي وبحضور معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد ونائب معاليه لشؤون تعليم البنات ووكلاء الوزارة ومدراء العموم وكبار المسؤولين بالمنطقة، حيث يواصل معالي الوزير الليل والنهار لكل ما يطور ا لتعليم ويحقق أهداف ولاة الأمر في توفير فرص التعليم لأبناء المملكة والعمل على تجويده وتطويره ويسعدني في هذه المناسبة أن أتحدث باختصار شديد عن تطور إعداد المعلمين في المملكة العربية السعودية، فعام 1344ه يعتبر البداية ا لأولى للتعليم الرسمي في المملكة الذي شيد أساسه المتين صقر الجزيرة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورعاه أبناؤه البررة من بعده وصولاً للعهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين، إذ تشكل في ذلك العام أول جهاز يشرف على التعليم، سمى مديرية المعارف، فبدأ العمل بإنشاء المعاهد العلمية السعودية في مناطق المملكة المختلفة كما أسست مدرسة دار التوحيد بالطائف ثم تطورت الدراسة بالمعاهد العلمية لتكون خمس سنوات تمهد للالتحاق بالتعليم الجامعي، وفي 1373/4/18ه صدر مرسوم ملكي كريم بإنشاء وزارة المعارف برقم 4950/26/2/5 وإسنادها لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله ليكون بذلك أول وزير للمعارف، ومنذ ذلك الحين وبشائر الخير تتوالى ومعالم النهضة التعليمية تتضح بشكل جلي. فازداد انتشار المعاهد العلمية الابتدائية والمسائية وتم افتتاح ا لمزيد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومعاهد لمعلمي البدنية والفنية ومراكز للعلوم والرياضيات إلى أن توجت معاهد إعداد المعلمين بالكليات المتوسطة التي تمنح الدبلوم وصولاً إلى كليات المعلمين الحالية التي تمنح البكالوريوس وفقاً للموافقة الكريمة رقم 6360 في 1407/5/5ه. وبذلك تم تصفية جميع مؤسسات إعداد المعلمين دون مستوى البكالوريوس وأصبح عدد كليات المعلمين 18 كلية تنتشر في كل مناطق المملكة ومدة الدراسة فيها أربع سنوات بعد الثانوية العامة وتمنح البكالوريوس في التخصصات التالية (الدراسات القرآنية - الدراسات الإسلامية - اللغة العربية - العلوم - الرياضيات - التربية الفنية - التربية البدنية - اللغة الإنجليزية - التربية الخاصة - الحاسب الآلي - مسار القراءات - و مسار العلوم والرياضيات للمرحلتين المتوسطة والثانوية ... الخ) تخرج منها أكثر من ستين ألف معلم وفي كليات المعلمين أقسام أكاديمية مساندة مثل: قسم المناهج وطرق التدريس والتربية وعلم النفس وتقنيات التعليم وقسم الاجتماعيات. وكليات المعلمين تتيح للحاصلين على دبلوم التدريس الدراسة فيها للحصول على البكالوريوس وفيها برامج ودورات تدريبية لخدمة الميدان التربوي مثل برامج محضري المختبر ودورات تأهيل مديري المدارس ووكلائهم والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط وبرامج شتى لخدمة المجتمع التربوي خاصة والمجتمع المحلي بعامة وتعتبر مراكز البحوث وخدمة المجتمع والبرامج التدريبية بمثابة جامعات مسائية يلتحق بها المواطنون للحصول على التدريب والتأهيل في مختلف مجالات المعرفة، الجدير بالذكر أن كليات المعلمين بالوزارة ترتبط بسعادة وكيل الوزارة لكليات المعلمين الأستاذ الدكتور محمد بن حسن الصائغ الذي يبذل كل ما في وسعه للنهوض برسالة الكليات بإشراف معالي الوزير وفي ظل حكومتنا الرشيدة لتكون نموذجاً تربوياً وحضارياً وعلمياً يضاهي به الجامعات العالمية المماثلة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.