قرأت في عدد يوم الأربعاء 28/10/1423ه تحت عنوان (لا للطابور الصباحي في المدارس!!) بقلم الأخ فهد سعد العتيبي - ثانوية الملك فهد في الخرج - ولأهمية الموضوع رأيت المشاركة فيه فأقول وبالله التوفيق. أولاً: الذي دفع الأخ فهد للكتابة هو كاريكاتير المرزوق الذي نشر في عدد الجزيرة يوم 21/10/1423ه حول موضوع طابور الصباح في مدارسنا، وإلى جانب هذا السبب فيما أعتقد مشاهداته لطابور الصباح في ثانوية الملك فهد بالخرج فوجد أن الكاريكاتير صادق فيما ذهب إليه. ثانياً: الاهمال موجود في معظم مدارسنا إن لم يكن في كلها لطابور الصباح ومن يريد أن يتأكد فعليه متابعة بعض المدارس في الحي الذي يسكنه، وعدم اهتمام المسؤولين عن المدارس لا يقتصر على متابعة تنفيذ طابور الصباح كما يجب ليحقق الأهداف التربوية منه بل تعداه الى إهمال أداء النشيد الوطني فهو غير موجود في بعض المدارس والمدارس الموجود فيها يؤديه الطلاب بكل كسل ربما لعدم فهم أهمية النشيد الوطني وقد تكون الدوافع بحسن نية ولكن بعضها لا يخلو من سوء النية رغم انه يوجد تأكيد من وزارة الداخلية برقم 6821/3 في 19/5/1418ه بأهمية أداء النشيد الوطني ولكن ينقصنا دائما وفي كل المجالات القدوة والمتابعة الجادة المستمرة وتطبيق النظام على المخالفين والمتهاونين. ثالثاً: ساق الأخ فهد أسباب معارضته لطابور الصباح وهي: 1- قيام بعض المدارس بعمل طابور الصباح في الفناء الخارجي وخاصة في فصل الشتاء. 2- إن طابور الصباح يبعث لدى الطلاب نوعا من الكسل، لعدم التجديد فيه وعدم اعطاء بعض المدارس التمارين الرياضية في الطابور. 3- عدم حماس معلمي التربية الرياضية بسبب عدم تجاوب الطلاب مع التمارين وطول فترة الطابور مما يؤدي الى التأخر عن الحصة الأولى. رابعاً: يقترح الأخ فهد أن تعيد الوزارة النظر في طابور الصباح فيكتفي بما يقال في الاذاعة المدرسية، ولا داعي للتمارين الرياضية لطولها ولتأخر معلمي التربية الرياضية، وهنا لا أدري ماذا يعني الأخ فهد بتأخر معلمي التربية الرياضية هل معناه أنهم يتأخرون في الحضور للطابور أم أنهم يطيلون التمارين الرياضية؟! خامساً: عدم معرفة الأهداف التربوية من طابور الصباح أو عدم تنفيذ طابور الصباح كما يجب واهمال المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين ومشرفي النشاط وروَّاده في المدارس في متابعة وتنفيذ طابور الصباح كما يجب وترديد النشيد الوطني لا يعني أن نلغي طابور الصباح فالحكم على الشيء لا يُبنى على سوء التنفيذ بل يجب النظر الى الاهداف التربوية وإلى التنفيذ السليم والجيد لدى القلة القليلة من المدارس أو إلى تنفيذه في بعض الدول المجاورة وغير المجاورة وفي الدول المتقدمة حيث توجد القدوة والمتابعة الجادة المستمرة وتطبيق النظام. سادساً: لطابور الصباح أهداف كثيرة منها: 1- تعويد الطلاب على أهمية الوقت وما يمكن أن يقام فيه من أنشطة. 2- تعويد الطلاب على النظام في الدخول الى الفصول، ولو أننا دربنا طلابنا وطالباتنا على النظام في الدخول والخروج لما حدث ما حدث في مدرسة مكة للبنات. 3- تنشيط الدورة الدموية ببعض التمارين الرياضية. 4- تدريب الطلاب في الاذاعة المدرسية على مواجهة الجمهور وتثقيف المشاركين والمستمعين من الطلاب وغيرهم. 5- فرصة للمسؤولين في المدرسة لالقاء بعض التوجيهات والتعليمات للطلاب. 6- يردد الطلاب خلال الطابور تحية العلم علم المملكة الذي يحمل كلمة التوحيد الخالدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله». 7- يعرف من خلال الطابور الطلاب المتأخرين وكذا المعلمين. 8- يستمع الطلاب في بداية الطابور الى آيات كريمة من القرآن الكريم ثم حديث شريف وحِكَم وكلمة توجيهية تربوية. سابعاً: يرى الأخ فهد أن الطابور يقام في فناء المدرسة الخارجي ولا أدري أين يريده أن يقام؟ وهل يوجد في مدارسنا فناء داخلي وإن وجد فقليل لذلك لا بد من اقامته في المكان الذي يتسع للطلاب أما مدارس القرى والهجر لقلة عدد الطلاب فقد يقام داخل فناء المدرسة الداخلي. هذا إذا كانوا يهتمون بطابور الصباح. واستبعد ذلك لعدم وجود القدوة والمتابعة الجادة من قبل المسؤولين عن المدارس والمشرفين على مختلف تخصصاتهم رغم أن مراكز الاشراف انتشرت في المدن وفي المحافظات والمراكز التابعة لإدارات التعليم، ولكن معظم المشرفين لا يحضرون طابور الصباح وإن حضروا لا يهتمون به ويركزون أحياناً على قفل الدوام رغم تغير المفهوم للاشراف ليكون عاما وشاملا لكل فعاليات المدارس الى جانب زيارات المعلمين ولكن المفهوم شيء والواقع شيء آخر؟! ثامناً: البرد ليس عذراً لالغاء طابور الصباح فما هو رأي الأخ فهد في البلدان التي تصل فيها درجة الحرارة إلى تحت الصفر ومع ذلك يقبل الطلاب على المدارس بكل جد وحيوية وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ولذلك تقدموا وتأخرنا، هم يحبون مدارسهم ويحبون البقاء فيها ونحن لا نحب مدارسنا ولا نحب البقاء فيها، لقد ذكر لي أحد الزملاء الذي كان يدرس خارج المملكة أن ابنه مرض ورغبوا في أن يبقى في المنزل معهم ولا يذهب إلى المدرسة ولكنه رفض البقاء عندما شعر بالعافية وأجبرهم على ارساله لمدرسته، ولكننا نجد في أولادنا البحث عن الأعذار للغياب من المدرسة أو الهروب منها فهل لاحظت الفرق؟! طلابنا يسهرون الساعات الطوال وطلابهم لديهم جدول متى يلعبون ومتى ينامون ومتى يستيقظون. طلابهم يبقون في المدارس الى حدود الساعة الخامسة مساء وطلابنا ينصرفون في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، طلابهم يحلون الواجبات الدراسية في المدارس، وطلابنا بعضم يحلها في المنزل والبعض لا يحلها. طلابهم يزاولون الأنشطة الطلابية التربوية المتعددة لانهم يجدون الوقت لمزاولتها وعدم الحاجة الى الغياب عن الحصص وطلابنا يزاولون الأنشطة الطلابية في معظمها أثناء الحصص مما يجبر بعض الطلاب المشاركين في هذه الأنشطة للغياب عن الحصص. مدارسهم مهيأة لتكون مدارس فيها كل الاحتياجات التربوية ومدارسنا بعضها أو معظمها مستأجر والحكومي منها ينقصه الكثير من الصالات لأداء المناشط التربوية ولا توجد لديهم مدارس مستأجرة ولدينا نسبة 65% من مدارسنا مستأجر فماذا ننتظر من مبنى معد للسكن وليس للدراسة؟! مدرسوهم يخضعون دائما للتدريب وينتقون ويحصلون على حقوقهم المالية وافية، أما مدرسونا فمعظمهم لا يخضعون للتدريب وتوجد ثغرات كثيرة في طريقة اعدادهم مما اثر على مستواهم ويعينون على بند 105 أو الدرجة «المستوى» الأول أو الثاني أو الثالث مع أنهم يستحقون المستوى الخامس. العلاقة عندهم بين المنزل والمدرسة قوية جداً وأولياء الأمور يزورون المدرسة باستمرار وعند استدعائهم يحضرون أما عندنا فالعلاقة بين المنزل والمدرسة تكاد تكون غير موجودة وإن استدعت المدرسة ولي الأمر لا يحضر وإن حضر لا يعرف في أي فصل ابنه أو مستواه. والله الهادي إلى سواء السبيل