ظلت المدارس على مدى سنوات طويلة ومنذ إقرار الطابور الصباحي فيها تسير على وتيرة واحدة ونمط واحد دون تغيير حيث نرى في الكثير من مدارسنا طابوراً روتينياً قاتلاً اصاب الطلاب والمعلمين بالملل، وبحثاً عن التجديد والابتكار سارعت مدرسة موسى بن نصير الابتدائية بمحافظة الرس الى تغيير نهجها في الاصطفاف الصباحي حيث تم تنفيذه بطريقة جميلة وباشكال هندسية بصورة عرض رياضي جذب انتباه التلاميذ وحثهم على الحضور المبكر والمشاركة الفاعلة فيه. الجزيرة زارت المدرسة ونقلت اصطفاف المدرسة واستطلعت بعض آراء العاملين هناك: في البداية كان اللقاء مع معلم التربية الرياضية الاستاذ خالد بن غانم المزروع الذي قال كان الهدف من تغيير الطابور هو الخروج من روتين الاصطفاف العادي الذي يتكون على شكل قاطرات والذي يطبق في أغلب المدارس منذ سنوات طويلة، وعملية التجديد امر مطلوب وضروري بحثاً عن الابتكار والتطوير كل ذلك سعياً لمصلحة الطالب اولاً واخيراً. ولقد جاءت الفكرة من خلال استعراض بعض الافكار بيني وبين زميلي مدرس التربية الرياضية الاستاذ محمد القبلان الذي ساعدني في الكثير من الافكار، ومن ثم بدأنا بعمل تجارب لمعرفة مدى استيعاب الطلاب وقدراتهم واخيراً استقر بنا الرأي الى ان يكون الطابور على شكل عرض رياضي يتكون من عدة مراحل. اولاً: مربع ناقص ضلع يشكله طلاب الصف الثاني والثالث ويقف امامهم طلاب الصف الاول على شكل قوس ربع دائرة، اما الصفوف العليا فتتكون من عدة دوائر فبعد ان يبدأ الطابور ويبدأ العد يتم تكوين عدة تشكيلات مع تمرينات مرجحات على ان يكون اجمالي التمارين 96 عدة تقريباً وبعد نهاية التمارين يؤدي الطلاب النشيد الوطني بحيث يتزامن النشيد مع رفع العلم من قبل ثلاثة طلاب. ولقد لاحظنا من خلال تجريب هذه الطريقة في تنفيذ الطابور عدم تأخر الطلاب عن الحضور وأيضاً لاحظنا تأدية التمارين بشكل سليم ودقيق بعكس الطابور السابق وكذلك تم خلق روح المنافسة بين الطلاب في تأدية التمارين خاصة الصفوف العليا، كما لاحظنا ايضاً اهتمام وتفاعل المعلمين وحرصهم بل ومشاركتهم في التنظيم وترتيب اصطفاف الطلاب وتأدية التمارين. وعن الادوات التي تم استخدامها قال المزروع: الصف الاول تم وضع مجموعة من الالوان عليها حيث قمت انا وزميلي النشط القبلان بتجهيزها لتكون مناسبة بالوانها لطلاب الصف الاول، اما الصف الثاني والثالث فقطع قماش بالوان مختلفة اضافة الى الصفوف العليا بالوان اخرى مختلفة. وقبل ان أختم كلامي اقدم شكري الكبير لادارة المدرسة على تعاونها وتفهمها وكذلك تشجيعها لنا اضافة الى حرصها على تأمين الوسائل المساعدة، وأيضاً الشكر موصول لزملائي الاعزاء الذين لم يبخلوا بجهدهم وتعاونهم، والحمد لله فقد كان انطباع الكثير من الزائرين للمدرسة انطباعاً جيداً خاصة مشرف التربية الرياضية الاستاذ/ سليمان العواجي الذي لم يبخل علينا بحضوره وتوجيهاته. والتقينا ايضاً بوكيل المدرسة الاستاذ/ فهد الضلعان الذي قال لقد دأبت المدارس على مدى سنوات طويلة على نمط معين في الاصطفاف الصباحي للطلاب وكان محل انتقاد الكثير من رجال التربية والتعليم حتى بات بطريقة واحدة لا يمكن تغييرها، ونحمد الله فقد سعينا هنا في مدرسة موسى بن نصير الابتدائية على تغيير هذا النمط وكسر هذا الروتين اذ قام معلما التربية الرياضية الاستاذ خالد المزروع والاستاذ محمد القبلان بتغيير الطابور جذرياً الى ان اصبح بالصورة التي رأيتموها وسط تفاعل المعلمين والطلاب وظهر بشكل جيد خاصة مع تغيير التشكيلات واختلاف الالوان، وحقيقة فقد كنا نعاني من تأخر الطلاب في كثير من الاحيان ولكن بعد تغيير الطابور بهذه الصورة الجذابة لاحظنا حرص الطلاب واهتمامهم فقل تأخرهم بشكل كبير ونتمنى ان ينتهي نهائياً ماعدا من كان لديه ظروف على فترات متفاوتة. فشكراً لمدير المدرسة على اهتمامه الكبير ودعمه المتواصل وتشجيعه غير المحدود وأيضاً الشكر لزملائي المعلمين على جهودهم الرائعة ونتمنى دائماً التطور والتقدم فيما يخدم مصلحة الطالب. الجزيرة التقت مشرف التربية الرياضية بادارة التعليم الاستاذ/ سليمان بن محمد العواجي لمعرفة رأيه بالفكرة فتحدث قائلاً: نحن في شعبة التربية البدنية ننادي دائماً بمبدأ التطوير والتجديد لأن التربية والتعليم عملية قابلة ومهيأة لذلك، والاصطفاف الصباحي جزء من العملية التعليمية وقد سعدت بما قامت به مدرسة موسى بن نصير الابتدائية سواء من إدارة المدرسة او معلمي التربية البدنية بالابتعاد عن النمط التقليدي في الاصطفاف الصباحي وقوف قاطرات الى تشكيلات من دوائر ومستطيلات واستخدام بعض الادوات البسيطة مما اضفى على الاصطفاف الصباحي ناحية جمالية وتنظيمية، وهذا يساعد التلاميذ على حسن اداء التمرينات حيث إن اداءها بأدوات رياضية تحقق اعلى درجات الاستفادة منها، كما يلاحظ ان هذا التغيير له اثر تربوي فعال حيث لوحظ عدم تأخر التلاميذ عن الاصطفاف وكذلك جديتهم في أداء التمرينات على الوجه الأكمل وابعاد الملل عن نفوسهم اضافة إلى تفاعل المعلمين وجديتهم في متابعة أبنائهم واستمتاعهم بمشاهدة تشكيلات رائعة من التلاميذ. اما عن تعميم الفكرة على جميع المدارس فنحن نحث المدارس دائماً على التطوير والبحث عما هو جديد ومفيد للعملية التربوية والتعليمية ولكن من الصعوبة تعميم فكرة معينة تم تطبيقها في احدى المدارس اذ إن لكل مدرسة ظروفها وامكاناتها.