لم يكن يوم الثامن من يناير من هذا العام يوماً عادياً من أيام مملكتنا الفتية الحافلة با لأفراح والمنجزات العظيمة خلال عشرين عاماً في عهد رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أطال الله في عمره - فهذا اليوم جاء ترجمة حقيقية لشعور المواطنين وهم يعيشون عطاء مزدهراً في المجالات التنموية والحضارية كافة ومن ضمنها التجربة الرائدة في القضاء على الأمية والتخلص النهائي منها بأبعادها المختلفة. لقد كا ن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله من أقواله الكريمة التي يوردها في مناسبات زيارته لمؤسسات التعليم التي كان لها صدى كبير في نفوس المواطنين وخاصة منسوبي التعليم والمثقفين ومن هذه الأقوال الكريمة هي: العلم حق للجميع، وسأجعله كالماء والهواء. إنني أفتح مدرسة كل يوم لأقضي على جهالة الناشئة، وأزيل الأمية عن السواد الأعظم. من أهدافنا الرئيسية رعاية العلم وتكريم العلماء ونشر العلم. نتطلع إلى اليوم الذي تنحى فيه الأمية نهائيا من وطننا. يجب أن يدخل العلم كل بيت في هذه البلاد وأن يستضيء المواطنون في حقولهم وأماكن عملهم بنور المعرفة. واليوم يحق للمملكة العربية السعودية أن تفتخر وترفع رأسها عالياً بما حققته من إنجازات كبيرة في التصدي لمشكلة الأمية، وأن تعلن للرأي العام في هذه المناسبة التي تصادف يوم السبت 24/10/1422ه الموافق 8/1/2002م مشاركتها الدول العربية في احتفالاتها بهذا اليوم المجيد إحساساً منها بخطورة مشكلة الأمية المعوقة للتنمية في بلادنا ولما لها من أثر فعال في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولكونها عاملاً أساسياً في رقي المجتمع ونموه وازدهاره. وانطلاقاً من هذا المبدأ فقد حرص المسؤولون بوزارة المعارف على النهوض بالعمل في هذا الميدان بحشد الطاقات والامكانات المختلفة وتوظيفهما في سبيل مكافحة الأمية والقضاء عليها. ويتجلى ذلك واضحاً في ربط مجالات العمل في مكافحة الأمية بالسياسة التعليمية العامة وبخطط التنمية في المملكة. وفي هذه المناسبة نسلط الأضواء على بعض الجهود المبذولة في مكافحة الأمية والعمل على نشر التعليم وتعميمه في كل أرجاء المملكة ودعوة المواطنين للاستفادة من الفرص التعليمية المتاحة التي وفرتها لهم الحكومة الرشيدة في المجالات كافة. محو الأمية وتعليم الكبار تولي وزارة المعارف اهتماماً كبيراً بمحو أمية الكبار وتعليمهم لا يقل شأنها عن اهتمامها بتعليم الصغار مهتدية بفكر قائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي يولي قضية التعليم جل اهتمامه بعدّها العمل الأساسي الذي يقوم عليه بناء الوطن والسبيل الوحيد لكل تقدم ورقي. أهداف محو الأمية وتعليم الكبار إتاحة فرص التعليم على أوسع نطاق للمواطنين السعوديين الذين فاتتهم الفرص التعليمية أو تركوا التعليم بناء على ظروفهم. من أجل تحقيق مستوى تعليمي وثقافي يمكنهم من تملك المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب والثقافة العامة إلى المستوى الذي يؤهلهم لمتابعة الدراسة والتدريب وكذلك للإسهام في تنمية مجتمعهم وتجديد بنيانه لتوفير المناخ الحضاري والاجتماعي الذي يحفزهم على الاستمرار في التعليم ويدفعهم إلى المشاركة الإيجابية في الإنتاج. متابعة المتحررين من الأمية إيجاد برامج متنوعة تقي الأميين من الارتداد إلى الأمية مرة أخرى كفتح فصول للمتابعة أو إيجاد كتيبات ثقافية متنوعة تعطى للمتحررين من الأمية تساعدهم على تثبيت مهارات القراءة والكتابة والمعلومات العامة التي اكتسبوها خلال دراستهم بمراكز محو الأمية وبالتالي تشجعهم على التثقيف الذاتي واكتساب المعرفة بأنفسهم. جهود الوزارات والمؤسسات هناك جهود مقدرة من قبل الوزارات والجهات الحكومية الأخرى في مجال مكافحة الأمية وقد تكللت هذه الجهود مع جهود وزارة المعارف في خفض نسبة الأمية العامة بالمملكة ونذكر منها وزارة الدفاع والداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية ورئاسة الحرس الوطني والرئاسة العامة لتعليم البنات والتخطيط والإعلام. الجوائز التقديرية تتويجاً للجهود المخلصة في برامج محو الأمية حصلت الأجهزة العاملة في محو الأمية بالمملكة على عدد من الجوائز التقديرية هي: 1- جائزة محو الأمية الحضارية وقد فازت بها وزارة المعارف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 2- جائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية وقد فازت بها وزارة الدفاع والطيران وهي إحدى جوائز منظمة الأممالمتحدة «اليونسكو». 3- جائزة «نوما» لمحو الأمية وقد فازت بها الرئاسة العامة لتعليم البنات من منظمة الأممالمتحدة «اليونسكو». 4- جائزة محو الأمية الحضارية وقد فازت بها الرئاسة العامة لتعليم البنات من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. 5- الجائزة العالمية لتعليم الكبار وقد فازت بها وكالة الشؤون الثقافية برئاسة الحرس الوطني من المجلس العالمي لتعليم الكبار بكندا. وأخيراً: فإن وزارة المعارف تدعو المواطنين الذين فاتتهم فرص التعليم بأن يستفيدوا من الفرص التعليمية المتاحة لهم كما توجه الدعوة للمتعلمين والمثقفين بأن يسهموا في الجهود المبذولة في مكافحة الأمية. (*) المنشّط التربوي لتعليم الكبار في الرياض