من يعول المرأة المطلقة مادياً؟ من يمد لها يد المساعدة إذا كانت محتاجة؟. من يتولى أمرها بعد الطلاق إذا كان لديها أبناء وتخلى أولياء أمرهم عن النفقة عليهم من ينفق عليهم؟. مسألة إنسانية تحتاج منا توفير العناية والرحمة بهؤلاء النساء وأبنائهن. لماذا الجهات المسؤولة لا تقوم بإعالتهن مادياً وتشملهن بالرعاية وصرف رواتب شهرية لحمايتهن من التشتت والفقر؟ في هذا التحقيق زفرات من الأعماق تطلقها مجموعة من اللواتي عشن التجربة المرة بتفاصيلها فماذا قلن ل«شواطئ»؟ * السيدة س . ف تحكي معاناتها: أنا مطلقة ولدي ثلاثة أبناء. والدي متقاعد ومديون للكثيرين وزوجي تخلى عن النفقة على أبنائه وكلما أطلب من أبي أن يذهب لشكوى زوجي في المحكمة يرفض ذلك لأنه لا يريد الدخول في مشاكل مع طليقي. ويشهد الله إني اتألم وتضيق بي الدنيا من وضعي المتأزم الذي يزداد يوماً بعد يوم لأني أصبحت هماً ثقيلاً أنا وأبنائي على عائلئي أتمنى ألا يغلق المسؤولون الباب في وجه المطلقة مثلما انغلقت الأبواب في وجهها. تريد المساعدة أو منحها الأولية في فرص العمل أو توفير العمل لها. * السيدة ه ج. توضح وتقول رأيها وتناشد المسؤولين: المرأة تكره الطلاق ولن تطلبه إلا في الشدة وأحياناً يأتيها الطلاق رغماً عنها وأريد أن أوضح للمسؤولين أن المطلقات وبصورة واحدة يطلبن المساعدة من الله ثم منهم بصرف مساعدة شهرية لهن أسوة بالمحتاجين، لأنهن يعانين ويعشن في أحلك الظروف وأؤكد لهم أن المرأة متى ما وجدت الشخص الذي يستأهلها ستتزوج ولن تنظر لأي مساعدة مادية مهما بلغت قيمتها ولن تعيقها أموال الدنيا ولن تغنيها عن وجود رجل يحميها. فقط نريد المساعدة الوقتية للظروف التي تمر بها الكثيرات من المطلقات في حالة طلاقهن. * أما السيدة خ. س فتؤكد طلبها وتقول: بإلحاح شديد نحن في أمس الحاجة للمساعدة المادية من الجهات المختصة حتى لا نضطر للتسول أو افتراش الأرصفة للبيع في (بسطة) تعرضنا للإحراج وقد تحرمنا من فرصة الزواج مرة أخرى. * وتؤكد السيدة ج . ن وتكرر ما قالته سابقتها فتقول: ما ذنبي أني مطلقة من رجل مدمن مخدرات لم يخدم نفسه فكيف يخدمني وينفق على أبنائه بعد الطلاق؟ إنني أعيش وسط ظروف صعبة وحرمان، فكيف لي مساعدة هؤلاء الأطفال من العوز ومتطلبات الحياة الصعبة. * السيدة ف. ف تقول: السؤال الذي أريد أن ألقيه علي من يقول إن المرأة المطلقة ليست محتاجة للمساعدة وبإمكانها الزواج مرة ثانية وثالثة وستجد الزوج الذي يتولى رعايتها ويتكفل بها. ولكن إذا لم تتزوج هذه المرأة مرة ثانية وثالثة على (قولهم) ماذا تفعل إذا كان ليس لديها وظيفة مثلا؟ مَنْ الذي يعتني بحالها ويشفق عليها؟ أنا من وجهة نظري أقول إنها تستحق إعانة شهرية من الدولة لكي تشعر بالأمان وتعيش مثلها مثل غيرها من الناس. * السيدة م. ع تضيف وتؤكد أن المرأة المطلقة تعاني من مضياقات نفسية ومادية واعرف الكثيرات يعشن وسط ظروف ضعبة ولديهن أطفال وليس لهم عائل سوى أهاليهن الذين يرددون بين حين وآخر أنهم ابتلوا في هؤلاء البنات بعد طلاقهن وأيضاً بعد تخلي مطلقيهن عن الإلتزام بالنفقة على أبنائهن. أتمنى أن يصل ندائي للمسؤولين وأن يخففوا معاناة هؤلاء النساء أو على الأقل بصرف إعانة بسيطة لسد بعض احتياجاتهن المادية والحقيقة أن الضمان الاجتماعي يصرف لكل مطلقة مستحقة إعانة سنوية وهذه الإعانة لا تكفي ولاتسد حاجتهن باعتبارها سنوية، كل ما نطلبه الآن هو المساعدة الشهرية لكل محتاجة. * ه . تقول أن المرأة التي تعيش مع أسرتها بين والديها وهي مطلقة تكون عبئاً على عائلتها قبل أن تكون عبئاً على نفسها إذا كانت ليست موظفة. وتكمل حديثها: أنا امرأة مطلقة، أناشد المسؤولين في الضمان الاجتماعي النظر في موضوع صرف راتب شهري لكل مطلقة، لأن المطلقة أحياناً تقدم على الزواج مرة ثانية من رجل سيء الخلق من أجل أن يصرف عليها فقط وتعيش معه في أسوأ الظروف. أما السيدة ج. ف. فتؤيد طلب ه. ن وتقول: أصعب شيء على المرأة أن تكون مطلقة وعالة على ذويها وهنا أرجو من المسؤولين أن يهتموا بوضع وحال المرأة المطلقة على الأقل دراسة وضعها الاجتماعي لكي يتأكدوا أنها من المستحقين لصرف راتب يكفيها من ذل السؤال.