بدأت أمس الجمعة محاكمة اربعة من جنود القوات الخاصة الاندونيسية أمام محكمة عسكرية بتهمة قتل زعيم استقلال في بابوا في قضية تختبر قدرة جاكرتا على احتواء نزعات الاستقلال في الاقليم. والمتهمون الاربعة هم من بين سبعة افراد من وحدة كوباسوس المهيبة الجانب المتهمة بقتل زعيم الاستقلال ثيس الياي في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 وهو من أبرز زعماء الاستقلال في الاقليم النائي وكان يدعو لانفصال بابوا عن اندونيسيا سلمياً. وتجيء المحاكمة بعد أن وقعت جاكرتا اتفاق سلام مع ثوار اتشاي وهو اقليم آخر يطالب بالاستقلال عن اندونيسيا. ووجه حادث اغتيال ثيس ضربة لجهود متعثرة للقضاء على نزعة الانفصال في بابوا. وقال احد زعماء الاستقلال في الاقليم ان المحاكمة التي تجري في سورابايا ثاني اكبر مدينة اندونيسية ستكون مسرحية هزلية. وعلى خلاف اغلبية سكان اندونيسيا المسلمين يعتنق معظم سكان بابوا المسيحية والوثنية ويشهد الاقليم منذ عقود حركة ثورية محدودة على خلاف اقليم اتشاي الذي سقط فيه خلال حرب الاستقلال اكثر من عشرة آلاف منذ منتصف السبعينات. وفي اول نشر لتفاصيل اغتيال ثيس قال هاريانتو المدعي العسكري ان ضابطا من وحدة كوباسوس طلب من اثنين من الجنود المتهمين باصطحاب زعيم الاستقلال في عربته الى منزله بعد ان تناولا العشاء معا. والضابط الذي اصدر هذا الامر وهو اللفتنانت كولونيل هارتومو هو ارفع رتبة تحاكم في هذه القضية. وذكر المدعي ان الجندي احمد ذولفاهمي وضع يده على فم ثيس وكتم انفاسه حين قال ان وعود جاكرتا لمنح الاقليم حكما ذاتيا هي مجرد خدعة. وقال المدعي ان عددا من الجنود المتهمين في القضية الذين كانوا في سيارة اخرى ترافق سيارة ثيس شهدوا حادث القتل. ولم يذكر المدعي ما اذا كان ذولفاهمي قد تلقى امرا بقتل زعيم الاستقلال كما لم يحدد الدافع. وتنفي وحدة كوباسوس انها امرت باغتيال زعيم الاستقلال. وذكر المدعي ان احد الجنود المتهمين ابلغ الضابط هارتومو بما حدث لكنه تجاهل الامر. وعثر على زعيم الاستقلال في بابوا ميتا في سيارته المقلوبة في طريق مهجور. وقال هاريانتو ان المتهمين قد تصدر عليهم احكام بالسجن تتراوح ما بين 10 و15 عاما في حالة الادانة. ولم يتضح ما اذا كان الادعاء قد وجّه تهمة القتل لكل المتهمين السبعة. من جهة اخرى تقوم الرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنوبوتري بزيارة الى روسيا في مارس اذار او ابريل نيسان القادمين لبحث احتمال شراء اسلحة للقوات المسلحة الاندونيسية. واضطرت اندونيسيا الى البحث عن جهة موردة للاسلحة بعد تدهور الروابط العسكرية مع الولاياتالمتحدة المورد الرئيسي للاسلحة. وقال مارتي ناتاليجاوا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية للصحفيين أمس الجمة زيارة روسيا مقررة خلال الفترة بين مارس وابريل. اما فيما يتعلق بجدول الاعمال فما زلنا نعكف على بحث التفاصيل إلا ان هناك احتمالا لشراء معدات عسكرية. ولم يذكر المتحدث مزيدا من التفاصيل فيما قال متحدث باسم قصر الرئاسة ان ميجاواتي قد تزور ايضا بعض البلدان الاوروبية. وخفضت الولاياتالمتحدة من حجم العلاقات العسكرية مع اندونيسيا في اعقاب اعمال العنف التي اقترنت بانتخابات عام 1999 في تيمور الشرقية بشأن الانفصال عن اندونيسيا. ووقف ذلك حائلا دون وصول شحنات ضخمة من الاسلحة الامريكيةلجاكرتا فيما تعول اندونيسيا أساسا على الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا لاستيراد اسلحة مثل الطائرات والقطع البحرية.