اقتربت مجموعة من الشبان الألبان المسلمين في بلدة ميتروفيتشا باقليم كوسوفا من الجسر الذي يفصل الشطرين الصربي والالباني من البلدة. وكان الدافع هو الفضول الواضح، ليروا بأعينهم مسرح المصادمات التي وقعت يوم الاثنين الماضي عند الجسر، بينما كان جنود فرنسيون وبريطانيون تابعون لقوات حفظ السلام الدولية في كوسوفا كي فور منتشرون للحفاظ على الامن. وقال متحدث باسم كي فور للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقد على بعد بضعة كيلومترات الموقف مازال متوترا ومازال أمامنا عمل كثير في ميتروفيتشا . وقد تحول الجسر الى رمز للتقسيم العرقي بين الصرب والألبان في هذه البلدة المضطربة. وكان حوالي 200 جندي بريطاني قد وجدوا انفسهم بعد ظهر يوم الاثنين الماضي في مواجهة مع آلاف من المسلمين الالبان وسعى المتظاهرون الى تحطيم قيود التقسيم الجغرافي على اساس عرقي في البلدة عن طريق عبور الجسر في اتجاه الشطر الشمالي الصربي منها. وسارع جنود الوحدة الفرنسية الى اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لمنعهم من ذلك, واطلقوا القنابل خمس مرات باتجاه حشود المتظاهرين، فانحرف بعضها باتجاه الجنود البريطانيين والكنديين المرابطين على الجسر. وتحسبا لاندلاع اضطرابات جديدة، علقت قوات كي فور عمليات التمشيط من منزل الى منزل التي كانت قد بدأتها يوم الاحد الماضي في البلدة المقسمة التي كانت الاضطرابات قد بدأت في التصاعد بها منذ حزيران/يونيو الماضي. واستهدفت هذه العملية ضبط اي اسلحة غير مرخصة والقبض على مثيري الشغب المشتبه فيهم. ويرى مراقبون ان المتشددين من الجانبين الصربي والألباني تسببوا في جعل مهمة قوات حفظ السلام مسألة شديدة الصعوبة. وكان جنديان فرنسيان قد اصيبا بجراح قبل اسبوعين في ميتروفيتشا بعد ان وجدوا انفسهم وسط اشتباك بين الصرب والالبان الذين نجحوا في البقاء بمنازلهم في الشطر الشمالي من البلدة. ودأب المراقبون على وصف ميتروفيتشا بأنها رمز للسلام الهش الذي تحقق في كوسوفا إثر دخول قوات حلف شمال الاطلنطي الناتو الى الاقليم، ولكن البلدة سرعان ما تحولت خلال الاشهر القليلة الماضية الى مسرح للتقسيم والكراهية العرقية. وكان حوالي 20,000 صربي يعيشون في الشطر الشمالي من البلدة قد طردوا قرابة 1,5000 مسلم ألباني من وسطهم الى جنوبي البلدة التي يعيش فيها الآن 80,000 مسلم ألباني ومعهم سبعة عرقيين صرب فقط. وكانت نسبة المسلمين الألبان في الشطر الشمالي من البلدة تصل الى 80% قبل اندلاع نزاع كوسوفا في اذار/مارس من العام الماضي، ومع اقتراب شباط/فبراير الجاري من الانتهاء اصبح الشطر الشمالي خاليا من المسلمين الألبان بصورة شبه كاملة,وزعم الرئيس السابق للاستعلامات العسكرية اليوغسلافية ليوبودراج ستويا دينوفيتش ان التكهنات التي قالت ان الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش يقف وراء الموجة الاخيرة من أعمال العنف التي شهدتها مدينة كوسوفسكا ميتروفيتشا المقسمة بين الصرب والالبان العرقيين لا اساس لها من الصحة. كما زعم ستويادينوفيتش انه ربما كان ميلوسيفيتش على استعداد للاقدام على فعل الكثير من الامور، غير ان الاعتقاد بأنه وراء تدبير الاحداث الاخيرة في كوسوفا يمكن النظر اليه على انه امر مثير للضحك حتى بالنسبة لاكثر التصورات غير المعقولة لشيا وكلارك وربرتسون . ويقصد الضابط السابق كلا من المتحدث بلسان حلف شمال الاطلنطي الناتو جيمي شيا وقائد القوات الاوروبية للحلف ويزلي كلارك والامين العام للحلف جورج روبرتسون، والمعروف ان ستويادينوفيتش يعمل الآن محللا عسكريا لجريدة جلاس يافنوستي اليومية الصادرة في بلجراد. وادعى انه ليس هناك ما يدفع ميلوسيفيتش الى الرغبة في القضاء على المعقل الصربي في ميتروفيتشا وأما التصور الذي يقول انه ميلوسيفيتش يريد تطهير كوسوفا عرقيا من الصرب حتى يتهم الناتو بالمسؤولية عن ذلك، فهو لا يعدو تصورا ساذجا . ويقول المحلل العسكري ان الرئيس فقد الدعم والنفوذ الذي كان يحظى به بين صرب كوسوفا. وخلص ستويادينوفيتش الى القول ان (ميلوسيفيتش سرعان ما يفقد اهتمامه بما لم يعد بين يديه، وعلى ذلك فقد تحول الى بقية صربيا، قطعا لم يعد ميلوسيفيتش يحظى بتأثير على مصائر صرب كوسوفا .