ستحفظ بطولة كأس المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- أسماء أبطالها في سجلات التاريخ الأبدية. إنها بطولة المئوية وبطولة القرن السعودية، ستبقى اسماء نجوم الهلال بارزة ومطرزة بالذهب في صفحة لا تنطوي لمائة عام. هكذا يكون المجد,, وهكذا يكون الانجاز. في هذا التقويم للأداء سنحاول رصد عطاء كل لاعب من أبطال القرن السعودي والوقوف أمام أدائه وإبداعه بشيء من الموضوعية والانصاف وليأخذ كل صاحب حق حقه بلا إجحاف ولا تمييز, فمن حق أولئك الفتية المئويين أن ينصفوا ويبرز عطاؤهم ويوثق كذلك, حتى يأتي غيرهم بعد مائة عام ليفعلوا ما فعل هؤلاء النجوم. محمد الدعيع 9/10 توج هذا الحارث انجازاته الكروية الدولية مع منتخبنا الوطني ببطولة محلية كبرى وتاريخية بعد حصوله مع الهلال على كأس المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله. قدم حارس القرن الآسيوي في المباراة الختامية مستوى رائعا وراقيا ومنح زملاءه اللاعبين ومدربيه وجماهير فريقه اطمئنانا كبيرا في المرمى وأضفى صفة الأمان على الشباك الزرقاء كان متيقظا خلال المباراة حاضر الذهن متفاعلا مع أحداثها ومجرياتها تصدى للعديد من الكرات الصعبة والخطرة وبالأخص من اللاعبين طلال المشعل وخالد قهوجي والكاتو وواجه بفدائية انطلاقاتهم وعرض نفسه للخطر أكثر من مرة وبالأخص أمام المشعل والكاتو, لقد كان شجاعا ساهم بفعالية في حصول فريقه على البطولة التاريخية. أحمد الدوخي 7/10 ظهير أيمن عصري بكل المقاييس يدافع بقوة ويهاجم بعنفوان, يعتبر منطقة ال110 أمتار اليمنى في الملعب من خط المرمى الى خط المرمى الآخر ملكه وحده ومنطقة عملياته التي يمارس فيها كل الفنون الكروية الدفاعية والوسطية والهجومية, يساعده في ذلك لياقته البدنية العالية وتركيزه الذهني الكبير ومهارته الفنية الفائقة وحسن تصرفه وتدبيره بالكرات, رغم انه ساهم بفعالية في العمليات الهجومية إلا أنه لا يشكل عبئا على فريقه دفاعيا، ولا يمكن ان يكون مركزه ثغرة خلفية لسرعة ارتداده الى الوراء, تعتمد عليه خطط المدربين سواء في ناديه أو المنتخب بشكل كبير، ويتضح تأثيره على دفاع وهجوم فريقه عند غيابه, قدم خلال المباراة النهائية على كأس المؤسس مستوى رائعا ومتميزا وكان أحد نجومها البارزين وساهم بفعالية في صناعة الهدف الأول لفريقه بتمريرته الطولية لزميله سامي الجابر الذي خطف الكرة من عبدالله سليمان ومررها للهويدي الذي أسكنها الشباك الخضراء, استطاع مدافع الأهلي حسين عبدالغني أن يخادع الحكم ويمثل عليه عندما كان الدوخي يمر بجانبه فاعتقد مساعد الحكم ان الدوخي احتك بعبدالغني الذي أخذ يتلوى على الأرض فأشار للحكم بطرد الدوخي الذي تقبل القرار بمفاجأة كبرى وكاد يصعق ولكن أخلاقه وسلوكياته العالية والمعروفة عنه جعلته يتوجه للخارج في صمت, وقد وضح مقدار التأثير الذي أحدثه خروج الدوخي على صفوف الهلال التي تلخبطت بشكل كبير. أحمد الدوخي رغم أنه مدافع إلا أنه مستهدف من لاعبي الفرق الأخرى بالعنف والخشونة، ومن يفضلون اللعب النظيف والمنافسة الشريفة فإنهم يمارسون معه اسلوب الرقابة الفردية. عبدالله الشريدة 9/10 مدافع صلب وصارم لا مجال في أدائه لليونة والاستكانة يتميز باليقظة والحماس الشديد التي يبثها في نفوس زملائه طوال المباراة, هو مصدر أمان واطمئنان وثقة في منطقته الدفاعية, طوله الفارع يمنحه ميزة السيطرة الهوائية علىكل الكرات العالية التي تتوجه الى مرمى فريقه, موجه وقائد لزملائه في خط الدفاع يجيد التغطية الخلفية والأمامية والجانبية والانقضاض السريع، يعرف أين يقف بالنسبة لمرماه ويتخذ المواقع المناسبة في الأوقات المناسبة، أبرز ما يميزه الجدية في الأداء والإخلاص في العطاء. أحمد خليل 7/10 كسب الهلال هذا المدافع بانضمامه اليه مؤخرا, ظهر سواء في المباراة الختامية التاريخية أو فيما قبلها من مباريات كما لو كان مدافعا هلاليا قديما ممن نهلوا من مدرسة الامبراطور صالح النعيمة, هادىء في ألعابه يجيد مراقبة المنطقة والتخليص السريع, لم يحتج لوقت طويل للانسجام داخل الفرقة الزرقاء أو الى جانب زميله الشريدة الذي شكل معه ثنائيا متفاهما استطاعا تشكيل سياج حصين أمام مرمى الزعيم, حقق مع الهلال أولى بطولاته وسيساهم وجوده في صفوف بطل القرن في تطوير مستواه وتقديمه كمدافع من طراز كبير وسيستعيد حتما موقعه كمدافع دولي في صفوف منتخبنا الأول. محمد لطف 6/10 لاعب مخلص تجاوب مع حاجة فريقه الى مدافع أيسر فقام بهذا الدور وفق امكاناته وقدراته، يحسب له كثيرا اجتهاده ومحاولاته تقديم أقصى ما يمكن من عطاء وأداء، هو لاعب وسط أيسر من طراز كبير يجيد التمرير والتهديف بشكل كبير, خسره الهلال كلاعب وسط لكنه لم يكسبه كظهير أيسر, سيذكر له الهلاليون هذا الايثار والاخلاص والاجتهاد والاستعداد لسد الثغرة اليسرى في خط دفاعهم في المباراة النهائية لبطولة المؤسسة ارتقى لمستوى النجومية كبقية زملائه وساهم في صناعة الهدف لزميله نواف التمياط. نواف التمياط 8/10 هو إحدى الركائز الأساسية التي ينبني عليها مستقبل الكرة السعودية سواء في ناديه أو المنتخب, لاعب صغير موهوب ونابه, يجيد ألعاب المناورة في وسط الملعب والتمرير وصناعة الأهداف بشكل متقن, كما يتفوق بالقدرة التهديفية المتقنة سواء من داخل المنطقة أو خارجها, يمتلك قدمين حساستين على المرمى ويجيد التسديد بكليهما من مسافات بعيدة. أبرز ما يميزه في الملعب شخصيته الواضحة في الميدان التي يفرضها بحضوره القوي وجدته في الأداء, ورغم ضعف بنيته النسبي إلا أنه قوي ومقاتل، ومن الصعب أخذ الكرة منه في حين يتغلب على الآخرين ويستخلص الكرات منهم. قدم مجهودا رائعا وأداء متفوقا في المباراة التاريخية وسجل التعزيز لفريقه الذي لا ينسى الذي سيبقى اسمه خالدا في سجلات ناديه، والكرة السعودية لمائة عام أو تزيد, حظي بلفتة واشادة ووقفة طويلة من خادم الحرمين الشريفين بعد نهاية المباراة وأثناء تشرفه بالسلام عليه حفظه الله. خميس العويران 9/10 لا يمكن الشعور بأهميته إلا عند غيابه, ويمنح الذهول عند عودته بعد غيابه. لاعب محور من الطراز الأول, صاحب مجهود وافر ولياقة بريئة عالية, يجيد التغطية الخلفية والمساندة الدفاعية لزملائه يعتبر خط الدفاع الأول لفريقه، كما يتميز بحسن التحضير والاعداد لهجمات فريقه وهو بارع في تنظيم ألعاب فريقه الخلفية والوسطية, مقاتل شرس من المستحيل استخلاص الكرة من بين أقدامه ولكنه يستلها من أقدام الخصوم كالشعرة من العجين. يعتبر لاعب المحور الأول في الملاعب السعودية والعربية. عمر الغامدي 8/10 رغم عمره الصغير وتجربته الغضة إلا أنه فرض نفسه واسمه على خارطة فريقه يجيد اللعب في أكثر من مركز بل في جميع مراكز الوسط, لاعب مساند لزملائه وبالأخص الظهير الأيمن, يجيد الانقضاض والرقابة والتغطية كما يتميز عندما يمنحه مدربه فرصة التقدم للأمام بقدرته التهديفية الفائقة, كان عنصرا مؤثرا وهاما في فوز فريقه بكأس المؤسس, ولابد أن السيد ميلان ماتشالا قد دون اسمه في مفكرته لاستدعائه لصفوف المنتخب مع أقرب تشكيل. محمد الشلهوب 8/10 قنبلة الكرة السعودية لهذا الموسم, فجرها الهلاليون بكل فرح في الملاعب هو هدية زرقاء للفانلة الخضراء, لاعب موهوب بكل ما تعنيه الكلمة,, يجيد وببراعة مدهشة كل الفنون الكروية, يملك قدرة فائقة على المراوغة والمرور, كما ان حساسية قدمه كصانع ألعاب لديها امكانية مذهلة في تمريرة الهدف القصيرة والطويلة, حيث يضع المهاجمين بلمسة سحرية واحدة في مواجهة مباشرة أمام المرمى. ما زال في بداية الطريق وفي مقتبل العمر ويحتاج الى أشياء كثيرة سيكتسبها مع الخبرة والتجربة والممارسة, يعيبه ضعف بنيانه الجسماني وقصر قامته مما يحد من قدرته على العطاء بنفس واحد طوال التسعين دقيقة. ينتظره مستقبل كروي باهر وزاهر بشرط الانتباه والحذر من مزالق نهايات النجوم الصغار كالغرور والسهر ورفقاء السوء وكذلك الاستجابة والانصات وتطبيق تعليمات وارشادات ونصائح مدربيه وادارييه, يحتاج الى برنامج غذائي وتدريبي علمي وخاص لبناء جسمه وتقوية عضلاته. جاسم الهويدي 8/10 رأس حربة تقليدي وهداف من الطراز النادر, وجد الهلال ضالته فيه لترجمة تفوقه الميداني في كثير من المباريات التي يبسط عليها هيمنته وسيطرته وتتاح له فرص للتسجيل كالمطر ولكن افتقاده للهداف التقليدي حال كثيرا دون كسب العديد من المباريات مثلما حدث حينما غاب عن بطولة مجلس التعاون الأخيرة بالكويت التي خسر الهلال كأسها لافتقاده للاعب الهداف. أبلى الهويدي مع الهلال بلاء حسنا وساهم بفعالية في تحقيق العديد من الانتصارات التي أهلته للفوز ببطولتين محليتين والوصول الى نهائي البطولة الآسيوية. سجل جاسم الهويدي هدف السبق الهلالي في نهائي كأس المؤسس ليدون اسمه في صفحات تاريخ كرتنا السعودية, يتميز بالقدرة الفائقة على التسجيل من مختلف المواقع والمواضع الهوائية والأرضية سيفتقده الهلال حتما فيما تبقى من مباريات الموسم المحلية والخارجية بعد الاصابة الموجعة التي تعرض لها في المباراة النهائية. سامي الجابر 10/10 يستحق الذئب الهلالي الدرجة النهائية في الأداء والعطاء خلال المباراة النهائية على كأس المؤسس, حمل شارة القيادة وكان بالفعل قائدا محنكا ومظفرا خلال المباراة وعلى مستوى المسؤولية, كان يناور ويهاجم ويصنع الألعاب والأهداف ويتحرك بفعالية ودهاء في كل بقعة من الملعب, ظهرت قدرته وتجلى ذكاؤه ودهاؤه في صناعته للهدف الأول لفريقه عندما تابع الكرة التي ارسلها طويلة زميله المدافع الأيمن أحمد الدوخي نحو منطقة الجزاء الأهلاوية فلحق بها مدافع الأهلي الصلب والعملاق عبدالله سليمان وحضن عليها لتذهب الى الخارج ولكن الذئب سامي لم يكن يهرول خلفه عبثا فبغمضة عين التف حول عبدالله سليمان ثم غمز الكرة بقدمه معيدا اياها داخل الملعب فاراد سليمان تدارك الوضع فحاول السقوط الخلفي على سامي لعله يعيقه ولكن الذئب كان قد تفلت من تلك الحراسة المشددة وانطلق بعنفوان كبير داخل منطقة الجزاء الأهلاوية ممررا الكرة على طبق من ذهب لزميله الهداف جاسم الهويدي الذي حولها بلا عناء داخل مرمى النتيف. لقد ساهم سامي الجابر وحده في ازعاج وارهاق واعياء مدافعي الأهلي بالكر والفر والمراوغة والمناورة حتى اضطر أولئك المدافعون الى استخدام كل الأساليب غير المشروعة قبل المشروعة لايقافه أو على الأقل الحد من تحركاته ونجحوا في آخر ربع ساعة من اخراجه محمولا على عربة نقل اللاعبين المصابين بعد ان فعلت الخشونة والعنف الأهلاوي معه أفاعيلها وأثمرت باخراجه من المباراة. يوسف الثنيان من الظلم اعطاء هذا العبقري درجة أقل من العشرة, ولكن عدم لعبه سوى ربع ساعة من المباراة يجعلنا نمنحه تلك الدرجة الكاملة ونبتعد كثيرا عن الموضوعية في التقييم. أما يوسف الثنيان اللاعب فهو فوق التقييم وحتى الدرجة الكاملة لو أخذها فهي قليلة بحقه وغير منصفة, ولا يمكن لأي ناقد مهما أوتي من قدرة وفهم كروي واستيعاب فني أن يدرك ويلم بقدرات وامكانات هذا اللاعب الخارق, من الظلم له ان نصفه بأفضل لاعب عربي أو آسيوي فذلك تحجيم لقدراته ومهاراته فهو أكبر من ذلك بكثير وأفق امكاناته أوسع وأرحب من ان تحد بذلك الاطار الصغير العربي أو الآسيوي, انه لاعب عالمي بكل المقاييس والمعايير الفنية والمهارية, وضعه مدربه العالمي يوردانيسكو الى جانبه في المباراة النهائية للاستفادة منه كورقة رابحة قوية يلعب بها حسب مجريات المباراة وظروفها وكان ذلك بالفعل ما حدث عندما نزل للملعب واستطاع بخبرته ومهارته تهدئة اللعب الذي كان محموما على فريقه وقاده الى بر الأمان والى الكأس التاريخية التي رفعها بكل شموخ وكانت تلك اللحظات التي لا تحدث إلا كل مائة عام مرة لا تليق إلا بلاعب وقائد كيوسف الثنيان. عبدالله الجمعان لعب بديلا، واكمل مسيرة زملائه على طريق الانتصار وساهم بفعالية في حفظ توازن الفريق عندما قام بشن هجمات متتالية ومتنوعة على المرمى الأهلاوي واستطاع بمفرده في الامام ان يبقي الدفاع الأهلاوي متراجعا الى الخلف وناله نصيب من الخشونة الخضراء التي أخرجت زميله سامي من الملعب وهدد النتيف بقذائف كروية ملتهبة كانت تتفلت من بين يديه تارة وترتطم بصدره تارة أخرى. ومثلما كان الثنيان ورقة قوية ورابحة في يد يوردانيسكو كان الجمعان ايضا كذلك. محمد النزهان مدافع جيد وصاعد,, يجيد اللعب في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر, دفع به يوردانيسكو بديلا عن الهويدي المصاب ليقفل الثغرة التي حدثت بعد طرد أحمد الدوخي, واجتهد في ذلك كثيرا, كان من الواضح تأثر مستواه بالغياب الطويل عن الملاعب والمباريات.