يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدافعان الدوخي وعبدالغني أسلحة هجومية في أيدي زاناتا ويوردانيسكو
أبرز نجوم الفريقين في الميزان الفني
نشر في الجزيرة يوم 16 - 02 - 2000

تعقد عاصمة العرب الثقافية الرياض 2000 هذا المساء جدايلها,, وترتدي أفخر ثيابها وتزين عقدها بأغلى الدرر وأنفسها,, وقبل ان تذهب إلى درة الملاعب العالمية ستاد الملك فهد الدولي لتكحل عينيها برؤية اجمل عرس كروي هذا الموسم,, تخرج من حقيبتها اليدوية تولة عود هندي تضمخ المساء كله بطيبه الاخاذ الذي يملأ الارجاء تخرج من حقيبتها,, صورة المؤسس الموحد,, الملك عبدالعزيز رحمه الله تطبع على جبينه قبلة الوفاء والعرفان,, فالابطال هذا المساء المجدول بالحب يتنافسون على أغلى كأس,, كأس مؤسس هذا الكيان العظيم,, تهمس في كبرياء ودلال,, أي شرف رفيع ناله فرسان اللقاء نجوم القمة عمالقة الكرة الهلال والاهلي,, قبل ان يطلق الحكم صافرة البداية,, انها عظمة المناسبة وشموخ التاريخ,, تضحك بدلال,, وتقول يستاهلون .
تسرق النظر لساعتها الالماس ذات الاحجار الكريمة,, الوقت أزف,, والموعد اقترب وحانت ساعة اللقاء الى الملعب مباشرة,, إلى نهائي كأس المؤسس الملك عبدالعزيز حيث تتجه انظار جماهير الكرة في العالم العربي,, وكل محبي الكرة السعودية في العالم الى عاصمة العرب الثقافية الرياض 2000 لمتابعة هذا اللقاء التاريخي المثير جدا,, والذي اتناوله من زاوية مختلفة,, وعبر مشاهد متتابعة اشبه باللوحات والاشارات في محاولة لاستعراض وتحليل وقائع اللقاء واستكشاف اوراق الفريقين العملاقين,, أبرز النجوم,, مصادر القوة, والخطورة,, أوراق الحسم,, وصولا لرؤية فنية مختلفة بعيداً عن الخطط والأساليب,, واسطوانة,, هذا الفريق يلعب بطريقة 4/4/2 وذاك يلعب بطريقة 3/5/2 فالحكاية أكبر من الخطط,, والاساليب انها مباراة النجوم الكبار,, مباراة التحدي الكبرى والان دعونا نتصفح الورقة الأولى.
صقر شاهين
ينطلق خلف الكرة سهما لا تخطئه العين,, يتوغل في اعماق الخطر دبابة تزحف فوق الاحراش,, يجندل من يقابله من الحراس والجنود فيعجزون عن ايقافه يقترب اكثر وأكثر من عمق الصندوق,, فجأة يرفع بصره إلى الاعلى كما صقر شاهين,, ويرسل هديته للمهاجمين اهدافا في علب حلوى فتضحك داخل الشباك فيما يقف الخصوم على اعتاب الذهول,, فكل ما حدث كان اقرب ما يكون للومضة,, هذا ما يفعله الظهير الهلالي المبدع دوماً أحمد الدوخي,, والذي ستتجه كل الانظار إلى ما سيقدمه هذا المساء في موقعة الاهلي,, هل سيمارس هوايته المعتادة في التحليق والتمرير المكهرب واطلاق التسديدات المباغتة كصاعقة البرق احيانا.
- بالطبع,, الهلاليون,, وفي مقدمتهم المدرب يوردانيسكو يتمنون ان يفعل ذلك الدوخي وأكثر,, يريدونه مفتاحا للهجمات الزرقاء لا ينكسر يريدونه ممونا سخيا لسامي الجابر والجمعان,, يريدونه مقتحما لمعاقل الدفاع الاهلاوية,, وقبل ذلك حصنا منيعا يرفع على بابه في وجه مهاجمي الاهلي لوحة ممنوع المرور فهل يفعل ذلك الدوخي ويقوم بكل هذه المهام التي تشكل منعطفا هاما في تحديدالنتيجة ام يحول الاهلاويون وزاناتا دون ذلك فيغيب الدوخي رغم حضوره كما حدث في موقعة الهلال والقادسية الكويتي.
وهج العاصفة
يملك سرعة الفهد وشجاعة المقاتل وهو يهجر منطقته الخلفية متقدما خلف غارة هجومية ذخيرته الحيةمن المهارات الفردية العالية سلاحه الحاد في العبور من الحواجز والمطبات الصناعية المزروعة امامه,, يملك في توغله الجريء خلف الدفاعات وهج العاصفة وسرعتها,, فجأة تجده على بعد أمتار قليلة من الهدف,, لا تعرف كيف وصل ولا كيف تسلل؟ وفيما انت غارق في بحر اسئلتك,, يرسل كرته العرضية داخل منطقة الجزاء ولا خيارات امامك,, فإما ان تنفجر هدفا في المرمى وإما ان تزرع الرعب في اعماق المدافعين,, هذا هو حسين عبدالغني الظهير الايسر الذي ليس له مثيل في ملاعبنا وملاعب الخليج والعرب وآسيا,, انه احدى اوراق زاناتا الرابحة جداً في لقاء الليلة,, والسؤال هنا هل يسمح الهلاليون لحسين عبدالغني ممارسة هوايته المفضلة في الغزو المتعدد الاشكال وكما هو معروف فان حسين يجيد الغزو الامامي السريع,, والغزو الجانبي من الاطراف,, ومن العمق,, فهو لاعب وسط ومدافع ومهاجم في آن معا,.
ميزان النجوم
وبالمقارنة بين الدوخي وحسين عبدالغني اخطر اوراق الهلال والاهلي وأبرز مفاتيح اللعب وصناعة الهجمات,, هناك تكافؤ واضح في كل شيء مع بعض الفروقات البسيطة,.
الدوخي يمتاز على حسين بالتسديد المباغت والمركز على المرمى والتواجد داخل منطقة ال6.
فيما يمتاز حسين بتنويع اسلوب اللعب عند مشاركته في بناء الهجمات.
تصادم القطارين
ولكن هناك مشكلة كبرى تواجه زاناتا ويورادنيسكو والدوخي وحسين عبدالغني,, فكلا المدربين يعول كثيرا على خدماتهما فهما يشكلان مفتاحا اساسيا من مفاتيح اللعب وكلاهما يعد مصدر خطورة لا يمكن الاستغناء عنه وبين الحاجة الماسة لخدماتهما,, تبرز المشكلة فكلاهما يلعب في مواجهة الآخر,, وكلاهما لن يسمح بالمرور من منطقته,, لن يسمح بأن تكون منطقته مسرحا لهجمات الفريق الآخر وبالتالي,, لن تتحقق الفائدة الكاملة المرجوة منهما كما يحدث في المباريات الاخرى,, كما لا يمكن نقل خدماتهما لمراكز بديلة,, لتفادي هذا التصادم المحتوم بين القطارين الازرق والاخضر,, وهنا تبرز امكانية كل مدرب ودرجة ذكائه,, المدرب الاكثر حصافة والاكثر ذكاء سيستثمر ورقته الرابحة على النحو الذي يحقق هدفه رغم كل ما يواجهه من مصاعب وعقبات,, وهذه نقطة اخرى تؤكد ان مباراة الكأس هذا المساء هي مباراة مدربين.
مايسترو معصوب العينين
تشاهده يلعب تعتقد انه يتناول طعامه بالشوكة والسكين وفي منتهى الاناقة,, امكاناته الفنية الهائلة تظهر في حالة واحدة فقط,, ان تكون الحالة المزاجية في اعلى درجاتها,, عندئذ تشاهد لاعبا فنانا يوزع تمريراته القاتلة كمايسترو محترف يقود الفرقة الموسيقية معصوب العينين,, إنه خالد مسعد الفنان العائد لمستواه وأحد ركائز الخبرة في الفريق,, وأحد مفاتيح اللعب التي يعتمد عليها زاناتا خاصة في مجال ضبط حركة الفريق وايقاعه الهجومي وتنظيم العابه.
دهاء كروي نادر
يقابل هذا النجم الانيق في الفريق الاخضر فنان من طراز آخر في الفريق الازرق انه الفيلسوف الكبير يوسف الثنيان الذي لا تستطيع معرفة النوتة التي يعزف عليها اجمل الحانه,, يتكئ على رصيد ضخم من الخبرة والمهارات العالية,, و,, والدهاء الكروي وهي ميزة ترجح كفته قليلا على خالد مسعد الذي يشاطره المهارة والخبرة والبراعة في بناء الهجمات.
الثنيان والمسعد
يمتاز الثنيان على خالد مسعد بالدهاء الكروي ويشمل هذا فن الحصول على ضربات جزاء وحرة وفي مناطق استراتيجية واكمال الهجمات في العمق والقدرة على الابتكار.
يمتاز خالد مسعد على يوسف باليسرى الرهيبة والتسديدات الصاروخية من خارج المنطقة والمجهود الوافر.
موهوب بالفطرة
يقف بين الخشبات الثلاث,, فيهرب الخوف من النوافذ والابواب ويتسلل الى القلوب شعاع الامان والاحساس العميق بالثقة هو حارس مرمى موهوب بالفطرة,, حارس القرن الآسيوي انه الكابتن العملاق محمد الدعيع,, مصدر ثقة وأمان للفرقاطة الزرقاء والمدرب يوردانيسكو ولكن,, امتحان عسير ينتظره هذا المساء وهو يواجه اقوى هجوم هذا الموسم,, الكاتو وطلال المشعل وكلاهما يستطيع التسجيل من اشباه الفرص,, وكلاهما يسجل بقدميه اليمنى واليسرى وبنفس الكفاءة,, وكلاهما يجيد العاب الهواء والرأس,, والتمركز الجيد داخل الصندوق الى جانب تفاهمها المدهش في تبادل الكرات البينية القصيرة,, وهذا يؤكد ان مهمة الدعيع هذا المساء ستكون صعبة,, وهناك مباراة غير مباشرة بينه وبين بديله في المنتخب الوطني تيسير آل نتيف,, يتابعها ماتشالا من المدرجات ولا يقبل الدعيع الخسارة مرتين,, ضياع البطولة الأغلى وفوز تيسير بالنتيجة,, ولكن رغم صعوبة هذه المهمة إلا ان خبرة الدعيع اولا وطبيعة شخصيته التي لا تهتز ولا تستفز اعصابه تحتويها ثلاجة (100 قدم) هذا البرود الخفي والثبات الواثق أحد مصادر قوة الدعيع,, فهل ينجح في اختبار هجوم الاهلي الناري؟
حامي العرين الأخضر
قبل قدومه كانت الشبكة الخضراء مستودعا لاهداف الفرق الاخرى صغيرها وكبيرها,, وكانت زيارة المرمى الاهلاوي رغم وجود (75%) من قوة دفاع المنتخب الوطني سهلة ومتاحة لكل مهاجم مجتهد وبعد مجيئه صارت الزيارة للمرمى الاهلاوي شبه مستحيلة انه تيسير آل نتيف حامي العرين الاخضر جاء من الساحل الشرقي الى الساحل الغربي يتوقد حماسة وحيوية ورغبة صادقة في اثبات وجوده واغتنام هذه الفرصة الذهبية ليؤكد في كل مباراة انه صفقة رابحة وانه الحارس الذي انتظر الاهلاويون قدومه منذ اعتزال أحمد عيد,.
جاء تيسير فجاءت معه الثقة والامان,, واكتمل عقد الابداع الاهلاوي وها هو قطار الموسم يقترب من محطته الاخيرة وشباك الاهلي الاقل اهدافا اشارة للتحسن الكبير الذي طرأ على حراسة الاهلي,, ولكن تيسير اليوم في مواجهة اختبار عسير,, حيث يقف في مواجهة مدفعية كروية من العيار الثقيل, (مدفعية هاون عبدالله جمعان),, صحيح تخطئ المرمى كثيرا ولكن اصابتها إذا وقعت تكون مباشرة ومن النوع الذي لا يصد ولا يرد,, وهناك الثنيان والجابر والقادم دوما من خلف الاسوار نواف التمياط,, والمدفعجي (جمعان تو),, عمر الغامدي فهل ينجح تيسير في تجاوز اختبار هجوم الهلال الضارب,,؟ هل يقود فريقه إلى اغلى البطولات وهل يكسب مباراته الخاصة مع الدعيع؟
ميزان النجوم
يمتاز الدعيع على تيسير في رصيد الخبرة الدولية التراكمية خبرة النهائيات ومواقف الحسم,, خبرة التعامل مع اصعب الظروف وبراعته في صد ضربات الجزاء,, وهدوئه العجيب في مواجهة اعتى الاعاصير.
يمتاز تيسير على الدعيع بالتركيز الشديد داخل الصندوق والجرأة في الخروج من المرمى للتصدي للكرات العرضية ومواجهة حالات الانفراد والحضور الذهني ويمكن اضافة الحماس الشديد,, الذي يدفع له احيانا ثمنا باهظا,.
قمر صناعي أخضر
قالوا عنه الرادار وهو فعلا قمر صناعي متحرك يمتلك مقدرة عجيبة على قراءة افكار المهاجمين وتحليل بياناتهم قبل وصولهم منطقة الخطر,, فيقطع الماء والكهرباء عن كل مهاجم توكل إليه مهمة رقابته الفردية,, وهو ناجح في هذا التخصص بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف,, انه الصخرة السوداء عبدالله سليمان,, المدافع رقم واحد في ملاعبنا والذي تتحطم على قدميه معظم الهجمات مدافع عملاق بعشرة مدافعين وهو احد الاسرار الخفية لتفوق الاهلي هذا الموسم,, وعبداله سليمان هذا المساء كعادته دوما مصدر الثقل في دفاع فريقه وصمام الامان الاول,, سيواجه مواقف صعبة,, فالهلال لا يلعب برأس حربة تقليدي ولا يهاجم عن طريق جهة محددة واضحة يمكن التصدي لها,, وسيجد نفسه في مواجهة الخطر الازرق من كل الجهات وعلى كل الجبهات انه مدافع برتبة قائد جيش.
القوة المزدوجة
يقابل هذا العملاق في الموج الازرق الثنائي عبدالله الشريدة وأحمد خليل الذي اكد عمليا انه مكسب كبير لدفاع الهلال ولكن مشكلة هذا الثنائي تشابه اسلوب وطريقة اللعب والاداء,, وقد شاهدنا كيف يشاركان معا في العاب الهواء وفي التعامل مع الكرات المشتركة وهذا يعني حاجتهما لعملية توزيع الادوار,, وهي مهمة يوردانيسكو في المقام الاول,, لتكليف احدهما بواجبات (الليبرو) ومع ذلك فقد اعطى الثنائي الشريدة وخليل دفاع الهلال قوة اضافية لا يستهان بها,, ومهمتهما بلا شك ستكون صعبة في مواجهة هجوم الاهلي الذي يملك مفاتيح كثيرة ووسائل مختلفة للهروب من الحراس والوصول للمرمى من اقصر الطرق.
كتلة النار
ومن الاوراق المهمة في يد زاناتا والتي يعلق عليها آمالا عريضة خالد قهوجي هذا الفنان المشتعل ابداعا كرويا وتوهجا لاسيما في المباريات الاخيرة,, فهو مصنع خطورة متنقل وهو كتلة نار إذا كان في اوج تألقه جمع كل فنون الكرة بعقله وقدمه,, فهو مهاجم وهداف وصانع العاب وثعلب ماكر قادر دوما على احداث المفاجأة يؤخذ عليه كفاءته الدفاعية الضعيفة وسرعة استثارته واخراجه من ثوب الهدوء والتركيز,.
الأدوار المزدوجة
يقابل هذا الفنان الماكر في الفريق الازرق الثنيان والجابر سامي إذا لعب في منطقة المناورات فهو بارع في (رش) الكرات الخطرة لزملائه,, بارع في القيام بعدة ادوار,, صانع لعب مهندس هجمات,, مهاجم قناص,, وهداف,, تصعب مراقبته وتكلف صاحبها كثيرا فهو لا ينصب شراكه الدفاعية في موقع واحد,, يجيد كافة انواع المناورة الهجومية,, وهكذا نلمح توازنا واضحا في الكفتين الزرقاء والخضراء,, سامي الجابر والثنيان في كفة والمسعد والقهوجي في الكفة الأخرى,, وعلى اكتاف هذا الرباعي يتحدد بنسبة كبيرة شكل النتيجة فوزاً او خسارة,, يقف الى جانب هذا الرباعي في الاهلي,, تيسير آل نتيف عبدالله سليمان,, حسين عبدالغني.
رودريغو كاسحة الالغام البرازيلية التي تضع على رأسها طاقية الاخفاء فلاعب المحور الاهلاوي يقوم بأدوار خطيرة في افساد الهجمات وتعطيلها وتحويل ما يقتنص من كرات إلى هجمات,, يكون منطلقها في احيان كثيرة وإلى جانب كاسحة الالغام رودريغو,, هناك الثنائي الذي يقطر خطورة المشعل والكاتو,.
المغامرة والقوة الميكانيكية
على الجانب الآخر يكمل منظمومة الابداع الزرقاء إلى جانب الثنيان والجابر,, التمياط نواف المرشح لان يكون نجم المباراة الاول,, انه ماكينة الحصاد التي لا تهدأ وتعمل طوال 24 ساعة دون توقف فنان موهوب,, عقل مسكون بالذكاء والخيال,, قدم قوية تعرف طريق المرمى وروح طموحة يغلفها الاقدام وحب المغامرة,, يسانده,, ضابط جديد,, يتطور مستواه تدريجيا يناظره القوة والسرعة والمهارة ويتفوق عليه بالمجهود البدني الوافر انه عمر الغامدي القوة الميكانيكية في وسط الهلال وهناك الجندي المجهول الذي يقابل رودريغو الاهلي,, محور الهلال الدولي الدرع الواقي للحصن الازرق والمسؤول الاول عن تدمير 80% من موجات الخطر التي تقترب من الخطوط الخلفية,, خميس العويران,,متعهد الحماية لدفاعات الهلال المتقدمة ومسؤول تغطية تقدم لطفي والدوخي باجادته اداء ادواره المركبة يشعر دفاع الازرق بالارتياح وباخفاقه,, يصبح مرمى الازرق هدفا لنيران الاهلي الملتهبة.
مدفعية هاون
آخر الاوراق الهلالية الرابحة في لقاء الليلة,, مدفعية الهاون عبدالله جمعان ولاشك ان كل خطأ لصالح الهلال على اطراف منطقة ال18 سيشكل رعبا حقيقيا للاهلاويين خاصة إذا اجرى الجمعان تعديلا نوعيا على طريق التسديد فالقوة الجامحة ليست كل شيء.
ترقبوا المفاجأة
تحدثنا في السطور السابقة عن مصادر الخطورة وأوراق الحسم في كلا الفريقين دون ان نغفل وجود عناصر اخرى,, قد يكون لها حضروها ووهجها في هذا المساء التاريخي فهناك شلية وجدوع في الدفاع,, وإبراهيم سويد في الوسط وهناك لطف في الدفاع والغامدي في الوسط,, وقد يحسم النتيجة لصالح احد الفريقين لاعب من خارج دائرة النجوم والمبدعين,, قد يأتي من دكة الاحتياط وهذا احتمال وارد بنسبة كبيرة,, فمصادر الخطورة ومهندسي اللعب والاوراق الرابحة المؤثرة في كلا الفريقين ستخضع للرقابة الصارمة,.
معادلة الفوز
وبعد ,, هل ظهرت معالم هوية البطل بعد هذا الاستعراض؟ بالطبع لا,, فهناك عوامل اخرى تلعب دور الحسم,, استعرضها بايجاز.
1) الحالة الفنية التي سيكون عليها نجوم الفريقين في المباراة,, فهناك من تنتظر منه شلالا من الابداع فتفاجأ بظهوره في أسوأ حالاته لسبب او لآخر,, فيربك حسابات مدربه ويلخبط كل الاوراق,, وهذا خارج التوقعات,, والحسابات.
2) لعبة المدربين,, فالمباراة في الاساس,, لعبة مدربين,, من ينجح في اختيار التشكيل المناسب,, وينجح في اختيار التكتيك المناسب وينجح في قراءة المباراة والتعامل مع مجرياتها,, واستخدام ورقة البدلاء سيقود فريقه للفوز والذهب والمجد والعكس صحيح,, فضلا عمن يستخدم عنصر المفاجأة سواء في إشراك عنصر جديد او تطبيق اسلوب جديد.
3) الاعداد النفسي والمعنوي,, وهي مهمة المسؤولين بالدرجة الاولى الامير محمد العبدالله في الاهلي,, والامير بندر بن محمد في الهلال والاجهزة المعاونة لسموهما,, والمدربين زاناتا ويوردانسكو ويشمل هذا التهيئة النفسية لمواجهة كافة الاحتمالات وكيفية التعامل معها,, كتسجيل هدف مبكر له او عليه,, طرد احد نجوم الفريقين,, التأخر بالنتيجة بفارق هدفين,, اخطاء الحكم إلى غير ذلك من الاحتمالات الواردة,, وهذا على جانب كبير من الاهمية ليحافظ الفريق على توازنه النفسي داخل الملعب,, إلى جانب الاعداد المعنوي ويشمل ذلك شحذ همم اللاعبين ورفع معنوياتهم وحملهم على ادراك اهمية الفوز بالنتيجة,, واهمية هذه المناسبة التاريخية,, دون الوصول إلى نقطة الشحن الزائد التي تسقط الفريق في بؤرة الاداء العصبي المتشنج,, ويسقط معها في بحر الفشل والهزيمة,, أخيراً,, ألف,, ألف مبروك للفائز مقدما,, ألف مبروك هذه الكأس التاريخية الغالية اسما ووزنا ومكانة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.