تمضي الولاياتالمتحدة، المشغولة بترتيبات حربها ضد العراق، قدما لتنفيذ خطط لعزل كوريا الشمالية عن محيطها الاقليمي بسبب استئناف كوريا برنامجها النووي. وقالت بيونج يانج من جانبها إنها ستسعى بكل ما أوتيت إلى التصدي إلى الخطط الأمريكية. وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس جورج بوش بالتنسيق مع الأممالمتحدةوكوريا الجنوبية واليابان تعتزم تصعيد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على كوريا الشمالية إذا رفضت التخلي عن برنامجها النووي.وفي إطار ما وصفه مسؤول باستراتيجية «الاحتواء المفصل» تتطلع الولاياتالمتحدة إلى جيران كوريا الشمالية وحلفائها ومن بينهم الصين وروسيا كي ينأوا بأنفسهم عن بيونج يانج.وقد تستهدف القوات الأمريكية وحلفاؤها أيضاً شحنات الصواريخ الكورية الشمالية في إطار جهود أوسع للحد من انتشار الأسلحة ولحرمان بيونج يانج التي تعاني من قلة السيولة من عائداتها من بيع الأسلحة. وبالإضافة إلى ذلك قال المسؤولون إن الأممالمتحدة قد تهدد بدعم من الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات إذا اتخذ النظام الشيوعي الكوري الشمالي خطوات أخرى لاستئناف عمل محطة للطاقة النووية يمكن أن تستخدم في إنتاج بلوتونيوم يدخل في صناعة الأسلحة.وقال المسؤول إن «استراتيجيتنا هي التجمع معاً وتصعيد الضغط. الكوريون الشماليون يعزلون أنفسهم». وعلى الرغم من أن إدارة بوش لا تعتزم القيام بالدور علانية في الدعوة لفرض عقوبات اقتصادية من الأممالمتحدة على كوريا الشمالية قال المسؤول «نؤيد قيام الأممالمتحدة بفرض تطبيق القانون الدولي والقيام بمسؤولياتها. «سلوكهم يتطلب عقوبات اقتصادية بموجب القانون الدولي». ويحاول البيت الأبيض الذي يركز على احتمال القيام بعمل عسكري لنزع سلاح العراق الحد من أهمية التهديد الذي تشكله بيونج يانج على أمل أن يأخذ المجتمع الدولي زمام المبادرة في محاولة اثناء الكوريين الشماليين عن موقفهم. وفي كروفورد بولاية تكساس حيث يقضى بوش عطلة تستمر عشرة أيام بمناسبة العام الجديد في مزرعته قال البيت الأبيض إن استخدام القوة في شبه الجزيرة الكورية ليس قيد البحث. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن من المحتمل أن يزور جيمس كيلي مساعد وزيرالخارجية الأمريكي كوريا الجنوبية أوائل العام المقبل لمناقشة برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي. ومن جانبها قالت كوريا الشمالية إن أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تجمع جماهيري مناهض للولايات المتحدة حيث ندد مسؤولون بواشنطن بسبب مطالبها بأن تتخلى بيونج يانج عن مساعيها لتطوير أسلحة نووية.وقالت وكالة الأنباء الكورية المركزية إن «مواطنين من كل طوائف المجتمع «تجمعوا في العاصمة بيونج يانج يوم السبت للاستماع إلى يانج هيونج سوب نائب رئيس البرلمان ومسؤولين آخرين يدينون الولاياتالمتحدة. وأضافت الوكالة ان التجمع الرسمي «دعا كل الكوريين إلى الخروج في المقاومة ضد الولاياتالمتحدة لإخراج المعتدين الأمريكيين الامبرياليين من كوريا الجنوبية وإحباط الجلبة النووية الأمريكية التي تهدف إلى جعل سحب الحرب تتجمع فوق الأمة الكورية». وقالت الوكالة إن تجمع بيونج يانج أعرب عن «الدعم والتضامن» مع الكوريين الجنوبيين الذين صعدوا الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة بسبب حادث مروري قتلت فيه سيارة للجيش الأمريكي تلميذتين كوريتين.ولا تسمح كوريا الشمالية بالتجمعات العفوية ولكنها تحشد بين الحين والآخر شعبها تأييداً لحكومة الزعيم كيم جونج ايل وسياسته.