بدت كوريا الشمالية وكأنها تتأهب للحرب حيث أصدر قادتها العسكريون أوامر لقواتهم بإعلان حالة التأهب القصوى . وقال مسؤولون في بيونج يانج ان امريكا هي التي تستعد للحرب من خلال نشر منظومة الصواريخ الاستراتيجية، وفي أجواء التوتر هذه بدأ أمس اجتماع في واشنطن يبدو انه حاسم بشأن الأزمة النووية الكورية الامريكية، وهو اجتماع قد يتضمن رداً مشتركاً من قبل المشاركين فيه على ما تقوم به كوريا من إعادة استئناف لبرنامج انتاج السلاح النووي. وقد أصدر جنرالات الجيش الكوري الشمالي أوامر للقوات بإعلان حالة التأهب القصوى قبل الاجتماع الدولي الحاسم الذي عقد في واشنطن أمس وسيحدد ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستتبنى سياسة مصالحة أو ستصعِّد أزمتها النووية مع بيونج يانج. وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أمس على موقعها على شبكة الانترنت أن كبار قادة الجيش الكوري الشمالي اجتمعوا خلال عطلة نهاية الأسبوع للاستعداد لتدهور محتمل للأزمة التي ذكرت وسائل الإعلام الرسمية انها دخلت مرحلة خطيرة للغاية ولا يمكن التنبؤ بها. وأشارت الصحيفة إلى انه خلال الأيام القادمة سيتضح مدى خطورة الأزمة حين تحاول الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية التوصل لرد مشترك على قيام كوريا الشمالية بإعادة تشغيل منشآتها النووية في بيونج يانج . وأضافت «الجارديان» ان أفضل الآمال في تحقيق السلام تمثل في التوصل لخطة حل وسط صاغها مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي يوم السبت الماضي وسيعرضه خلال اجتماع واشنطن . وتقضى الخطة بأن يضمن الرئيس الامريكي جورج بوش شخصياً أمن كوريا الشمالية واسئناف إمداداتها من البترول على ان تتم مطالبة بيونج يانج بإغلاق مفاعلها النووي وعدم الاستمرار في برنامج إنتاج يورانيوم مخصب. وقالت «الجارديان» انه سيدعم هذا الاتفاق معونات دولية وضمانات أمنية تقدمها الصين وروسيا ومن أجل إعطاء فرصة للتحرك الدبلوماسي فانه من المتوقع ان تعطي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعقد اجتماعاً أيضا فرصة شهر لكوريا الشمالية من أجل السماح للمفتشين النوويين الذين طردتهم بالعودة لبيونج يانج مرة أخرى، وفي حالة فشل المحاولة سترفع الوكالة القضية لمجلس الأمن الدولي وهو ما قد يعني تدهور الأزمة .إلى ذلك فقد اتهمت بيونغ يانغ الولاياتالمتحدة أمس الاثنين بالإعداد للحرب عبر نشر الدرع المضاد للصواريخ لتسوية الأزمة التي نجمت عن استئناف البرنامج النووي الكوري الشمالي.وأكدت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان «قوات بوش تقوم بنشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ لفرض عقوبات عسكرية وضرب كوريا الشمالية متذرعة بالتقدم (الكوري الشمالي) المزعوم للحصول على سلاح نووي والتهديد في مجال الصواريخ». وأضافت ان ذلك «يشكِّل بوضوح دليلا على نوايا الولاياتالمتحدة بشن تدخل عسكري ضد كوريا الشمالية بحجة انها تشكِّل تهديداً نووياً وفي مجال الصواريخ لتسوية الأزمة الثنائية بالقوة ليس بالوسائل السلمية». وكانت الولايات أعلنت الشهر الماضي عن نشر العناصر الأولى لنظامها الدفاعي المضاد للصواريخ قبل 2005، ورأى وزير الدفاع الاميركية دونالد رامسفلد ان الدرع المضاد للصواريخ سيكون له أثر ردعي وخصوصاً لكوريا الشمالية. ومن جانب آخر دعا أعضاء بمجلس الشيوخ من كلا الحزبين السياسيين الرئيسين في الولاياتالمتحدة إدارة الرئيس جورج دبليو بوش إلى الاتصال بشكل مباشر بكوريا الشمالية لتخفيف حدة التوتر بين واشنطنوبيونج يانج منذ قيام الأخيرة بتفعيل برنامجها النووي. وأكد السيناتور الجمهوري شاك هاجل عبر شاشات التلفاز الامريكي ليل الأحد الاثنين إن السبيل الوحيد لإنهاء المواجهة هو التوجه مباشرة إلى «المصدر». من جانبه، قال السيناتور الديموقراطي كرل ليفين إن على إدارة بوش ألا تخشى من التعامل دبلوماسياً مع كوريا الشمالية. أما السيناتور الديموقراطي جون ادواردز، الذي أعلن مؤخرا عن ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة عام 2004، فشدد على أنه يؤيد فتح حوار مع بيونج يانج.